\r\n واذ استند التقرير الى مقابلات مع مسؤولين عسكريين وفي اجهزة الاستخبارات, والى احاديث مع كبار صناع السياسة في ادارة بوش, يصور التقرير حالة حرب ظل قامت بها فرق الكوماندوز التابعة لاشد وحدات النخب في القوات الخاصة الامريكية, وتحت اشراف وكالة المخابرات المركزية في الغالب. وظهرت هذه الحرب بصورة حية عبر آلات تصوير طائرات التسلل من دون طيار, مرسلة الى مسؤولي عمليات التجسس الامريكيين, القابعين في غرف المراقبة في جميع انحاء المعمورة, لكنهم محجوبون عن أعين الحكومات الاجنبية. \r\n \r\n ووفقا للصحيفة, فقد وقع الرئيس بوش, في ربيع ,2004 المرسوم السري الموسوم اكسورد شبكة القاعدة, الذي يقضي بتبسيط عملية المصادقة على الضربات العسكرية السرية الامريكية ضد القاعدة وحلفائها. وقبل هذا المرسوم, كانت (سي. آي. ايه) هي الجهة الوحيدة المخولة بهذه الصلاحية المفتوحة, لملاحقة الارهابيين في الخارج. وعرضت الصحيفة لاحدى هذه الغارات التي نفذت في الباكستان. \r\n \r\n وفي عام ,2006 على سبيل المثال, اغار فريق من قوات الصدّ البحرية التابعة للاسطول, على مجمع يشتبه به معقلا للمسلحين في منطقة باجور الباكستانية, كما صرح بذلك احد كبار المسؤولين السابقين في وكالة المخابرات المركزية, وقد راقب المسؤولون تنفيذ المهمة من اولها الى آخرها, وصورتها كاميرات الفيديو في طائرة دون طيّار تسير عن بعد, وفي وقت وقوعها, في مركز مكافحة الارهاب التابع للوكالة في مقرها بولاية فرجينيا, على بعد سبعة آلاف ميل. \r\n \r\n كما جرى تنفيذ بعض هذه العمليات بالتنسيق مع (سي. آي. ايه). حسب ما قاله مسؤولون امريكيون كبار, الذين اضافوا ان وحدات الكوماندوز في الجيش دعمت, في عمليات اخرى, مثل غارة قسم العمليات الخاصة على سورية, بتاريخ 26 تشرين الاول, دعمت العمليات الموجهة من وكالة المخابرات المركزية. \r\n \r\n بيد ان ما يصل الى دزينة من العمليات الاخرى قد تم الغاؤها في السنوات الاربع الماضية, وهو ما افزع, في الغالب, قادة الميدان العسكريين, حسب اقوال كبار القادة الذين بينوا ان المسؤولين الكبار في الادارة قرروا ان المهمات في تلك الحالات كانت تنطوي على مخاطرة كبيرة, او على تفجير دبلوماسي, او انها استندت الى دلائل غير كافية. \r\n \r\n لم يفصح التقرير عن تحديد البلدان الاجنبية التي شملها المرسوم الرئاسي التنفيذي, لكنه افاد بانه لم تنفذ اية غارة على ايران. فجميع الغارات تقتضي مصادقة القيادة المدنية الامريكية عليها, بمعايير دقيقة ومحددة تتعلق بالبلد المعني. فالهجمات السرية على الصومال, مثلا, تطلبت موافقة وزير الدفاع فقط, كما جاء في التقرير, في حين ان القيام بهجمة داخل الاراضي السورية او الباكستانية, تتطلب توقيع الرئيس حصريا. \r\n \r\n تقول باميلاهيس, الكاتبة في الاسوسشيتد برس, ان الرئيس المنتخب باراك اوباما سيرث سلسلة من الاوامر التنفيذية, بما فيها مرسوم عام 2004 الوارد في تقرير نيويورك تايمز, التي تعطي صلاحيات قوية للبنتاغون ووكالات التجسس الامريكية. وقالت مع آخرين انه من غير المرجح لاوباما ان يضع الجيش الامريكي تحت كوابح مشددة وهو في حالة ملاحقة القاعدة. \r\n \r\n وقال اوباما, في خطاب ألقاه في شهر آب الماضي, انه سوف يستهدف ارهابيين ذوي قيمة عالية في الباكستان دون اذن من حكومتها. ان توافرت لدينا معلومات تستحق العمل, عن مستهدفين ارهابيين ذوي قيمة عالية, واذا لم يتصرف الرئيس مشرف حيالهم, فسنفعل ذلك نحن, قال اوباما. وقد حل الرئيس آصف علي زارداري محل مشرف منذ ذلك الحين. \r\n \r\n ويقول تقرير لصحيفة التايمز اون لاين اللندنية, ان القوات التي تضطلع بالحرب السرية الامريكية تشمل اصحاب القبعات الخضر والصد البحري والرينجرز والوحدة السرية المرمزة الثعالب الرمادية. وجاء في التقرير ان عديد هذه القوات يصل الى 50000 تقريبا, هذا على الرغم من ان اقل من 10000 منها تُوسم بالقتالية. ويصرف بعض مقتفي المعلومات النظر عن تقرير نيويورك تايمز. \r\n \r\n فكتب بيل روغيو في صحيفة ذا ويكلي ستاندرد, وعلى موقعها الالكتروني, يقول ان الصلاحيات الموسعة للجيش الامريكي كانت واضحة للجميع من زمان, وللذين يتابعون الحرب على القاعدة. وقال بانه تتبع بجهد ووقت قليلين جدا, سبعا من هذه الهجمات التي توصف بانها سرية. وقد وقعت احدى الهجمات الوقحة على مدغشقر في شهر كانون الثاني ,2007 على ايدي قوات العمليات الخاصة الامريكية, وتحديدا على ايدي صيادي القتلة من فرق المهمات الخاصة ...88 قُتل فيها محمد جمال خليفة, احد اصهار اسامة بن لادن, الضالع الجذور في تنظيم القاعدة كممول ومسهل لتيسير الاعمال. وكانت المخابرات الامريكية قد تقفت آثار خليفة منذ زمن طويل, وانتظرت اللحظة المناسبة لضربه. واظهرت قوات المهمات الخاصة ان خليفة في حادثة سطو, لكنه كان واضحا ان ذلك يعد عملا ناجحا. \r\n \r\n ويتفق دانيال بوليتي, في مقالته في صحيفة سليت, على ان التقرير لم يأت بشيء غير التوكيد على ما ثبتت صحته مسبقا. \r\n \r\n لا يمكن, في الحقيقة, اعتبار ما كان يقوم به الجيش من هذه الاشكال من العمليات بالامر المثير للاندهاش. فأواخر عام ,2006 مثلا, بان واضحا ان القوات الخاصة كانت تنفذ مهمات سرية في بلدان حليفة, وتشكل جزءا من برنامج سري مصصم لمساعدة الولاياتالمتحدة في تقفي آثار شبكات ارهابية. وكانت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور قد ذكرت الشهر الماضي من ان بعض الخبراء قلقون من ان تكون الغارات الامريكية السرية, في بلدان اجنبية ذات سيادة, ذات نتائج عكسية. غير ان اعمالا كالتي نفذت في الباكستان وسورية قد تنطوي على مخاطر دبلوماسية, ولا تقدم الا مكاسب عسكرية هزيلة, حسب رأي خبراء غير عسكريين خارج الجيش. قد تكون قابلة للتبرير اخلاقيا وقانونيا, لكنها خاطئة استراتيجيا, يقول مايكل اوهانلون, من معهد بروكينغز في واشنطن.