فقد أفاد فيليب جيرالدي، ضابط العمليات السابق والأخصائي السابق في محاربة الإرهاب في إدارة العمليات بوكالة المخابرات الأمريكية، والذي ما زال علي إتصال بمنظمات المخابرات، أن مجلس المخابرات قد أبلغ البيت الأبيض بهذا التحذير منذ أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، أثناء تقرير شفوي لمسئول كبير في هذا المجلس المعني بتنسيق أنشطة الأجهزة الإستخبارية في مجال تقدير العواقب والتطورات. \r\n \r\n ومن ناحيته، أكد مصدر مطلع آخر، إشترط عدم الكشف عن هويته حفاظا علي سرية إتصالاته بمجلس المخابرات، صحة هذه المعلومة إستنادا لمسئولين بالمجلس، \r\n \r\n وقال أنه تم إبلاغ ادارة بوش بهذا التحذير في أغسطس، تزامنا مع المناقشات الدائرة حول مدي ملائمة إطلاق عمليات \"كوماندو\" ضد أهداف \"القاعدة\" وطالبان في منطقة القبائل بشمال باكستان. \r\n \r\n وأضاف المصدر أن مجلس المخابرات قد نبه البيت الأبيض أنه في حالة إستمرار مثل هذا الهجمات خلال فترة طويلة، فإنها سوف تهدد وحدة القوات المسلحة الباكستانية. \r\n \r\n ويذكر أن القوات الخاصة الأمريكية بقاعدة القوات الجوية في باراغام في أفغانستان قد شنت في 3 سبتمبر، هجمات \"كوماندو\" علي جنوب وزيرستان، أدت إلي مقتل 20 مواطنا غالبيتهم من المدنيين، وفقا للتقارير. \r\n \r\n و ذكرت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست، أن مسئولين كبار أشاروا إلي أن تلك الهجمات ليست سوي بداية لحملة أوسع من مهاجمة أهداف \"القاعدة\" وطالبان علي حدود باكستان. \r\n \r\n وقدمت حكومة باكستان إحتجاجا دبلوماسيا علي الهجمات، كما أصدر البرلمان الباكستاني قرارا بإدانتها. \r\n \r\n هذا وتعتبر المخابرات الأمريكية أن شن غارات عسكرية علي باكستان، سوف يأتي لصالح التنظيمات السياسية-العسكرية المتحالفة مع طالبان، والتي تسعي إلي زعزعة إستقرار الحكومة الوطنية في إسلام آباد. \r\n \r\n وصرح باتريك لانغ، ضابط المخابرات السابق لمنطقة الشرق الأسط بوكالة مخابرات الدفاع، ل \"آي بي اس\" أنه نمي إلي علمه أن أن المخابرات قد أطلقت \"تنبيها قويا واضحا\" ضد هجمة كوماندو \"فقد قالوا بالتحديد: إذا أردتهم أن تنهار حكومة باكستان، فما عليكم إلا أن تهجموا\". \r\n \r\n ولقد تردد أن إستراتيجية المتطرفين الإسلاميين في منطقة القبائل شمال غرب باكستان، تستند إلي عنصر حاسم ألا وهو الإنتصار علي القوات المسلحة علي جانبي الحدود، وعلي الميليشيات المعبأة بين السكان المحليين، وعلي الجيش الباكستاني. \r\n \r\n كذلك أن القوات العسكرية الباكستانية قد رفضت في أوائل هذا العام، إقتراحا من قادة العمليات العسكرية الخاصة الأمريكيين، بتدريب وحدات من قوات الحدود علي مكافحة العنف، مع تقديم مبالغ نقدية لها مقابل تعاونها ضد طالبان وحلفائهم. \r\n \r\n فأفاد المصدر المطلع علي حيثيات مجلس المخابرات، أن أجهزة الإستخبارات تخشي أن تتسبب الهجمات الأمريكية في تشجيع هذه الوحدات علي دعم التنظيمات الإسلامية في منطقة القبائل الباكستانية. \r\n \r\n بيد أن أكبر مخاوف أجهزة المخابرات يكمن وفقا للمصدر، في تداعيات أنتشار حالة الغضب ضد الولاياتالمتحدة علي الجيش النظامي الباكستاني. ومن بين أسباب المخاوف، أن نسبة عالية من ضباط الجيش في المنطقة من أصل باشتون، شأنها شأن أغلبية سكان منطة القبائل. \r\n \r\n وبالتي فإذا دامت هجمات كوماندو الأمريكية شهورا، فربما يترتب عليها تهرب أعدادا كبيرة من رجال القوات المسلحة الباكستانية. \r\n \r\n وعن هذا، أشار سيليغ هاريسون من مركز السياسة الدولية، والصحفي المخضرم والكاتب المتخصص في الشئون الباكستانية، في مقابلة معه، إلي أن الغارات الأمريكية المصحوبة بهجمات صاروخية أسفرت عن العديد من الضحايا المدنيين، غالبا ما سوف تقلص ولاء ضباط الجيش الباكستانية الموجود في المنطقة. \r\n \r\n وكان هاريسون قد حذر في مقالة نشرتها له صحيفة \"هيرالد تربيون\" في أغسطس 2007، من أن حركة باشتون المتطرفة في مناطق الشمال الغربي \"قد تقود إلي توحيد نحو 41 مليون باشتون علي جانبي الحدود (بين باكستانوأفغانستان)، وتمزيق باكستانوأفغانستان، ونشأة أرضا وطنيا جديدة \"باشتونستان\"، تحت قيادة إسلامية راديكالية\". \r\n \r\n وأخيرا، أفاد ضابط وكالة المخابرات الأمريكية السابق، أنه علي الرغم من أن مجلس المخابرات مسئول عن إعداد التقديرات الإستخبارية علي الصعيد الوطني، فلم يطلب منه تقدير العواقب الممكنة لسياسة شن قوات العلميات الخاصة الأمريكية، هجمات علي منطقة القبائل ضد أهداف يعتقد أنها متصلة بتنظيم \"القاعدة\".(آي بي إس / 2008)