\r\n قال نسيم زهرة وهو محلل متخصص في الشؤون الدفاعية يتخذ من اسلام آباد مقرا له ويساوره القلق بشأن احتمال وقوع مزيد من الاضطرابات في باكستان التي تتمتع بقدرة نووية \"سينظران الى هذا بسعادة بوصفه فرصة عظيمة\". \r\n \r\n واذا أرسلت الولاياتالمتحدة قوات عبر الحدود من افغانستان وضعف تحالفها مع باكستان او الأسوأ من هذا اذا حاولت القوات الباكستانية صدها فمن سيكون الفائز؟ \r\n \r\n الإجابة بالنسبة لكثير من المحللين الباكستانيين واضحة.. تنظيم القاعدة وحركة طالبان ومجموعة من الجماعات الإسلامية المتشددة التي تريد خروج الولاياتالمتحدة من المنطقة وسقوط باكستان في حالة من الفوضى. \r\n \r\n وقبل أسبوع شنت قوات خاصة نقلتها طائرات هليكوبتر هجوما على قرية حدودية باكستانية وقتلت 20 شخصا بينهم نساء واطفال. وذكرت صحيفة \"نيويورك تايمز\" الخميس أن بوش أعطى الإذن بإطلاق العنان للقوات الخاصة الأميركية في باكستان للقضاء على أهداف لتنظيم القاعدة وحركة طالبان. \r\n \r\n واذا صح هذا فينبغي أن يقلق المتشددون فمن الممكن أن تهلك القوات الخاصة تنظيم القاعدة بل قد تقتل او تعتقل احد قائديها البارزين ابن لادن او الظواهري. \r\n \r\n لكن هذه السياسة قد تأتي بنتائج غير محمودة على الإطلاق. ويقول محللون في باكستان إنه يبدو قرارا يائسا من قبل رئيس اميركي لم يبق له الا أربعة اشهر على انتهاء ولايته. \r\n \r\n ويقول زهرة المنزعج بسبب افتقار الحكومة الباكستانية الجديدة لسياسة متماسكة بشأن الأمن الداخلي لكف أيدي اميركا \"الأراضي الأميركية بغض النظر عن اي شيء آمنة نسبيا بعد 11 سبتمبر. إنها أراضينا التي ستهلك\". \r\n \r\n وليس هناك تأكيد رسمي بأن بوش انطلق على هذا الطريق كما أن نطاق المهام الأميركية غير معلوم. \r\n \r\n وربما تأمل الولاياتالمتحدة في أن تأتي العمليات السرية بنتائج سريعة. لكن باكستان خائفة. \r\n \r\n والمجازفات كبيرة بالنسبة لحكومة مدنية جديدة أجبرت قبل شهر الرئيس الباكستاني برويز مشرف قائد الجيش السابق على التخلي عن رئاسة البلاد. \r\n \r\n ويصر الجيش الباكستاني على أنه سيحمي حدود بلاده بأي ثمن. ويتساءل محللون كيف يستطيع أن يدعم هذه الأقوال بالأفعال بالنظر الى اعتماد البلاد اقتصاديا وعسكريا على الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n وتقول عائشة صديقة المحللة المتخصصة في الشؤون الدفاعية \"لم ار الجيش الباكستاني بعد يقول شكرا لكننا لا نريد طائراتكم من طراز اف 16 ولا نريد أسلحتكم\". \r\n \r\n لكن عدم مراعاة الولاياتالمتحدة للحساسيات يجازف بخسارة حليف على الرغم من بعض الأقاويل بأنه حليف لا يعتمد عليه كما قد يتسبب في إغلاق مصدر مهم للمعلومات المخابراتية. \r\n \r\n وهناك شكوك في أن المخابرات الباكستانية تحمي متشددين في المنطقة منذ بدأ مشرف يدعم حرب الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب بقوة عام 2001. \r\n \r\n لكن ايا كانت الشكاوى فإن باكستان فقدت عددا من الرجال اكبر من الذي فقدته الولاياتالمتحدة خلال قتال المتشددين في المنطقة وتم القضاء على مئات من عناصر القاعدة. \r\n \r\n وتشعر اسلام اباد بعدم الرضا لأن على الرغم من هذه التضحيات لا تعير واشنطن انتباها للمصالح الاستراتيجية الباكستانية. \r\n \r\n والجيش الباكستاني غير راض على الإطلاق عن تقبل الولاياتالمتحدة لتزايد نفوذ الهند في افغانستان. \r\n \r\n فهو يخشى التطويق. واذا بدأت القوات الأمريكية عمليات توغل فقد يكون لها تداعيات إقليمية. \r\n \r\n وتقول صديقة \"سيزيد هذا من التوتر بين الهند وباكستان\". \r\n \r\n ويرى محللون أن تدهور الوضع الأمني في الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير هو بشكل جزئي أحد عواقب المنافسة بين البلدين في أفغانستان. \r\n \r\n وفي الأعوام السبعة التالية لهجمات 11 سبتمبر/أيلول التي يلقى باللوم فيها على تنظيم القاعدة تراوحت تصرفات بوش بين المداهنة وامتداح باكستان لدعمها للحرب ضد الإرهاب. \r\n \r\n وانتقد محللون أسلوب تعامل الإدارة الأميركية مع باكستان على مدار هذه الفترة. \r\n \r\n واذا ظلت الولاياتالمتحدةوباكستان في حالة صدام فإن واشنطن ستجازف بزعزعة استقرار حكومة ساعدت على انتخابها في فبراير/شباط الماضي دون أن يكون لديها بديل مقبول لتلجأ اليه. \r\n \r\n كما ستجبر القوى المعتدلة التقدمية في باكستان على الانسحاب وتحيي بقوة حظوظ الأحزاب الدينية المحافظة التي هزمت في الانتخابات. \r\n \r\n ويقول نجم سيثي رئيس تحرير صحيفة \"ديلي تايمز\" والمعلق السياسي البارز \"الباكستانيون غير راضين على الإطلاق وهذا سيؤدي الى مزيد من (المشاعر) المناهضة للولايات المتحدة\". \r\n \r\n وأضاف \"سيجعل هذا الحياة اكثر صعوبة على الحكومة والجيش ويخلق مزيدا من التوتر في الائتلاف الحاكم ويعطي وسائل الإعلام عصا أخرى تضرب بها الحكومة\". \r\n \r\n كما يجازف بإغراق اقتصاد باكستان في أزمة واسعة النطاق مع تناقص العملة الأجنبية في خزائن البنك المركزي بمعدل مقلق. \r\n \r\n ومن شأن هذا أن يوسع من نطاق مسرح عمليات القوات الأميركية في وقت هي منتشرة فيه بشكل كبير بالفعل في افغانستان. \r\n \r\n وارتفاع الخسائر بين المدنيين سيؤدي لا محالة الى رد فعل عنيف في الأراضي التي يقطنها البشتون العرقيون على جانبي الحدود. \r\n \r\n وتقول صديقة \"هناك منطقة هائلة سيتأثر بها الناس ويغضبون ويرغبون في الانتقام\". \r\n \r\n ويرى محللون أنه اذا كان بوش قد أصدر تفويضا بشن غارات عبر الحدود فإن هذا سينم اما عن اعتراف متأخر للغاية بالفشل او محاولة لتوجيه حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية لصالح الحزب الجمهوري. \r\n \r\n وتساءل زهرة \"هل هذه هي نوعية التصرفات التي يعتقد بوش أنها ستساعد مرشحه في الانتخابات؟ لأنها في الحقيقة توسع نطاق أبعاد فشل السياسة الأميركية من العراق الى افغانستان والآن إلى هنا\". \r\n \r\n