ولكن الأكثر دهشة هو سلسلة من المناوشات والمشاحنات المريرة والعامة بين رئيسي أفغانستاتن وباكستان الزائرين , وكلاهما حليف للولايات المتحدة , حول من الذي يلام على عودة \" طالبان \" . فالرئيس الأفغاني حامد قرضاي يقول ( بدليل من جانبه ) إن باكستان تسمح للمتشددين بالتدريب واتخاذ مقر في مناطقها القبائلية ؛ أما الرئيس الباكستاني برويز مشرف فقد أزدرى وسخر من هذه التهم . \r\n وهذه ليست مجرد مشاحنة بين سياسيين متنافسين . فهجمات \" طالبان \" في جنوب أقغانستان قد أصبحت سيئة بمكان بحيث أن الجنرال جيمس جونز , قائد قوات \" الناتو \" في أفغانستان , قد طلب مزيدا من القوات . إن العداء بين قرضاي ومشرف يعكس مشكلة يمكن أن تجر أفغانستان إلى الحضيض وتضمن ملاذا آمنا مستمرا ل\" القاعدة \" والإرهابيين الآخرين . \r\n ولذا ما الذي يتوجب على زعيم أميركي أن يفعله ؟ لقد دعا الرئيس بوش قرضاي ومشرف إلى اجتماع وجه لوجه بالبيت الأبيض ليلة الأربعاء الماضي لحثهما - خلال تناول العشاء - على التخلص من خلافاتهما . \r\n وبينما كان مشرف متعاونا في مطارة وتعقب عملاء \" القاعدة \" في باكستان , تحت ضغط أميركي ثقيل , فإن سجله في السيطرة على المتشددين بالداخل كان متفاوتا كثيرا . ( فالجيش الباكستاني كان لديه علاقات وثيقة مع \" طالبان \" حتى الغزو الأميركي في عام 2001 ) . وفي السنوات الأخيرة , أرسل الرئيس الباكستاني عشرات الآلاف من الجنود إلى المناطق القبائلية حيث كان يختبئ هناك \" الجهاديون \" الأجانب , بمن فيهم مسلحو \" القاعدة \" . \r\n ولكن في أوائل هذا الشهر ( سبتمبر ) وقعت الحكومة الباكستانية اتفاق سلام مع زعماء القبائل في شمال وزيرستان , والذين يعتقد كثيرون أنهم يشكلون جبهات ل\" طالبان \" . وتهلل المواقع \" الجهادية \" على الإنترنت للاتفاق على أنه نصر ل\" طالبان \" . \r\n عندما سألت الرئيس مشرف في اجتماع ل\" مجلس العلاقات الخارحية \" الأميركي , عما إذا كان قد أهدى \" طالبان \" نصرا , أنكر ذلك بشدة . وقال : لقد توصلنا إلى اتفاق مع القادة القبائليين لمواجهة \" طالبان \" . \r\n ودفع بأن الاستخدام الثقيل للقوة العسكرية ضد قبائل \" الباشتون \" الباكستانية يمكن أن يوجهها إلى تحالف مع \" طالبان \" . وقال : إن فكرتنا هي إبعادهم عن \" طالبان \" , مع كون كل جيشنا وراءهم . \r\n لنفترض أن زعماء القبائل سيمنعون المسلحين الأجانب من دخول مناطقهم , ولكن القليلين هم الذين يعتقدون ذلك . فالاتفاق لا يوضح ما الذي سيفعله الجيش الباكستاني إذا تم الهزأ بالاتفاق . \r\n وقال الرئيس الأفغاني قرضاي بوضوح : إن انطباعي الأولي كان أن هذا اتفاق وقعته \" طالبان \" . وقال إن الاختبار سيكون ما إذا كان \" الإرهابيون سيسمح لهم بالعبور ( من باكستان ) إلى أفغانستان \" لاغتيال الأفغان ومهاجمة قوات التحالف . \r\n وقد سألت الرئيس مشرف أيضا عن تهمة قرضاي بأن زعيم \" طالبان \" السابق الملا عمر كان مختبئا في باكستان . ويقول قرضاي إن رئيس استخباراته أعطى الباكستانيين إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي وأرقام هواتف وعناوين الملا عمر في مدينة كويتا الباكستانية . وزعم مشرف أن الأرقام عفا عليها الزمان و \" لاقيمة لها \" وأن \" الملا عمر لم يأت إلى باكستان بعد عام 1995 \" . \r\n وعندما أُخبر مشرف بان الجنرال جيمس جونز يقول إن \" طالبان \" كانت توجه وتدير الحركة المسلحة من كويتا , رد بالقول : \" هذا هو التصريح المضحك الأكثر سخفا \" . \r\n أهو مضحك وسخيف ؟! إن الشئ الأساسي هو أن مقاتلي \" طالبان \" يعبرون الحدود الباكستانية لزعزعة الاستقرار في أفغانستان وإذا لم يُوقفوا , فسوف يقوضون ما أحرز من تقدم هناك خلال الخمس سنوات الماضية . والرئيس الأميركي بوش , الذي يحتاج إلى تعاون مشرف ضد \" القاعدة \" لا يمكنه أن يتجاهل الحاجة إلى الضغط أكثر في مسألة \" طالبان \" . \r\n تقول بارنيت روبين من جامعة نيويورك , وهي واحدة من كبار الخبراء الأميركيين بالشأن الأفغاني : \" إنه اجتماع مهم للغاية , ليس فقط من أجل جعل الرئيسين ( الأفغاني والباكستاني ) معا .. فإذا لم تستطع الولاياتالمتحدة أن تضع نهاية لملاذ \" طالبان \" الآمن , فإنها بذلك تشير إلى أننا لسنا جادين بشأن النجاح في أفغانستان \" . \r\n \r\n ترودي روبين \r\n كاتبة عمود وعضو هيئة تحرير صحيفة \" فيلاديلفيا إنكويرر \" الأميركية \r\n خدمة \" إم سي تي \" - خاص ب \" الوطن \" \r\n