بمناسبة إطلاق عمليات التنقيب، رحب الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بما أسماه \"التحالف الإستراتيجي بين عملاقي الطاقة\"، مشددا علي الأهمية التي تعلقها بلاده علي العلاقات مع روسيا. وخاطب نائب رئيس غاز بروم الكسندر ميدفيديف، المسئولين الفنزويليين قائلا \"أيها الرفقاء... فينبغي أن أخاطبكم كرفقاء... لنستخرج سويا الغاز والنفط من هذه المياه\". \r\n \r\n وأعلن وزير الطاقة الفنزويلي أن إحتياطي الغاز في منطقة التنقيب يقدر بنحو 23 مليار قدم مكعب، وأن البئر المستهدفة تقع علي عمق 4000 قدما. وشرح أن البحوث العلمية تتوقع وجود آبار للنفط والغاز في المنطقة، وإن كانت مواصفاتها الجيولوجية تختلف عن منطقة ماراكايبو المجاورة، والتي تحتضن أكبر مخزون للنفط في أمريكا الجنوبية. \r\n \r\n فعلق أستاذ الإقتصاد والشئون الدولية أورلاندو إوتشوا، ل \"آي بي اس\" أنه \"من الواضح أن روسيا تستغل المجال الذي تفسحه لها فنزويلا... فيما ينطلق تشافيز من المخاوف الجيو- سياسية التي تثيرها الولاياتالمتحدة وكولومبيا، ومن منظوره بأن الصفقات الإقتصادية هي دعامة الإتفاقيات السياسية\". \r\n \r\n هذا وعلي الرغم من الدوي الإعلامي الذي صاحب إطلاق أعمال التنقيب عن الغاز في مياه فنزويلا في السابع من هذا الشهر، إلا أن التطورات القوية الملفتة للنظر في التحالف الروسي الفنزويلي المتصاعد، إنما تأتي في المجال العسكري، فتستعد فنزويلا لإستقبال أسطول روسي لإجراء مناورات جوية وبحرية مشتركة في بحر الكاريبي. \r\n \r\n وتشارك فنزويلا في هذه المناورات بجزء من العتاد العسكري الذي إشترته من روسيا في الثلاث سنوات الأخيرة بإجمالي 4,5 مليار دولار، بما فيه مقاتلات وقاذفات قنابل ومروحيات وطائرات نقل وغيرها، فيما يجري التفاوض علي شراء المزيد من القطع البحرية والسفن والغواصات الروسية. \r\n \r\n كما تبلور التحالف الجديد هذا الشهر أيضا من خلال الإسراع بإبرام حزمة من الصفقات التجارية الهامة في مجالات مختلفة منها إستخراج الذهب، الوقود، إنشاء مصرف مشترك، والتعاون في ميدان الطاقة النووية. \r\n \r\n فقد سحبت الحكومة الفنزويلية الإمتياز الذي منحته في عام 2002 للشركة الكندية \"كريستاليكس\" لإستخراج الذهب في مناجم \"لاس كريستيناس\" جنوب البلاد، التي يبلغ إحتياطيها 17 مليون أوقية من الذهب. \r\n \r\n وأعلن وزير الصناعات والمناجم الفنزويلي رودولفو سانث، عن التوقيع علي إتفاقية مع الشركة الروسية \"روآورو\"، التي تعمل في إستغلال ذهب أخري في فنزويلا، لتشكيل شركة جديدة مختلطة لإستغلال مناجم \"لاس كريستيناس\". \r\n \r\n كما تزامنت زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي إيغور سيشين لفنزويلا بمناسبة بدء عمليات التنقيب عن الغاز، مع تشكيل لجنة حكومية قامت بالفعل بإعداد 15 إتفاقية تبادل إقتصادي. وبهذا ستقيم روسيا في فنزويلا مصنعا لسيارات الركاب والنقل بتكنولوجيات تسمح تسغيلها بالغاز الطبيعي، وترسانة لبناء السفن بالإشتراك مع مؤسسة النفط الفنزويلية، ضمن مشروعات أخري. \r\n \r\n وفي نفس الوقت، رحب الرئيس تشافيز بالإتفاقية التي ستتيح الحصول علي التعاون والتكنولوجية الروسية في مجال تطوير الطاقة النووية \"لأغراض سلمية\". وأبرز أن فنزويلا \"سوف يكون لديها مفاعلات نويية\"، وتهكم \"بالطبع سوف يتهمونا بأن نصنع 100 قبلة ذرية\". (آي بي إس / 2008)