\r\n الغريب ان يأتي مثل هذا الكلام من شخصية مثل أولمرت، فقبل 30 عاما عندما اجتمع الكنيست للتصويت على اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها مع مصر في كامب ديفيد من قبل مناحيم بيغن والرئيس المصري أنور السادات برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر جرت مناقشات حامية الوطيس، فقد اتهم المتشددون بيغن بخيانة حلم اليهود بإسرائيل الكبرى وذلك بانسحاب اسرائيل من سيناء وإعادتها إلى مصر، وفي النهاية صوت 84 عضوا في الكنيست لصالح اتفاقية السلام وصوت ضدها 19 عضوا وامتنع عن التصويت 17 عضوا. \r\n \r\n من أولئك الذين صوتوا ضد اتفاقية السلام عضو شاب في الكنيست يدعى ايهود أولمرت، في المقابلة الصحفية الأخيرة أظهر أولمرت موقفا سبق أن أظهره بيغن قبل 30 عاما، يبدو أن أولمرت بدأ يتغير ويتحرك بعيدا عن الأيديولوجية اليمينية في منتصف التسعينيات عندما أصبح عمدة للقدس وبدأ يدرك أن الحياة بحاجة لإظهار المرونة. \r\n \r\n أتذكر أنني رافقت رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين في جولة له شرقي القدس وكنا نقف على تلة تشرف على المدينة عندما بدأ أولمرت يشرح لرابين ان القدس بحاجة لطريق دائري جديد يقام إلى الشرق من المدينة من أجل تخفيف الازدحام المروري، وكل ما فعله رابين هو الرد عليه بابتسامة فهم منها رفض طلبه، فالجميع كان يعرف ان أولمرت يسعى لفصل القدس عن محيطها حتى يصبح من المستحيل تقسيمها في المستقبل. \r\n \r\n خلال الاحتفال الذي اقيم لرابين في بلدية القدس عقب توقيع اتفاق أوسلو للسلام فاجأ أولمرت الجميع بمن فيهم رابين نفسه عندما امتدح شجاعته وقيادته في عقد السلام مع الفلسطينيين. \r\n \r\n مما يؤسف له ان القادة الإسرائيليين لا يعبرون عن الحاجة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي الا وهم يستعدون لمغادرة الحكم. وربما تتاح الفرصة لتيسبي ليفني لكي تثبت انها شيء مختلف عن من سبقها من القارة. فبدل ان تسعى لتشكيل حكومة غير مستقرة عاجزة عن التحرك إلى الامام، يتوجب عليها الدعوة لاجراء انتخابات جديدة مع جعل ما صرح به اولمرت أساسا لحملتها الانتخابية اي شخص يريد لإسرائيل ان تكون دولة يهودية وديمقراطية يجب ان يصوت لها مما يعني الاستعداد للتنازل عن معظم اراضي الضفة الغربية والتوصل إلى حل وسط بشأن القدس. \r\n \r\n اما اولئك الذين يصوتون لزعيم الليكود بنيامين نتانياهو فعليهم ان يتذكروا انهم بتصويتهم لليمين فإنهم سيساهمون في اقامة دولة ثنائية القومية، وبسبب نسبة الانجاب العالية في صفوف العرب فإنهم سيصبحون الغالبية مما سيضع إسرائيل امام مشكلة حقيقية: فإما ان تخسر هويتها اليهودية وتحتفظ بديمقراطيتها أو أن تبقى يهودية وتصبح دولة عنصرية. \r\n \r\n تسيبي ليفني شأنها شأن اولمرت تنتمي للجناح المتشدد ولأسرة يمينية حيث كان والدها المسؤول عن عمليات تنظيم «الأرغون» الذي حارب من أجل اقامة دولة إسرائيل. وإذا مضت ليفني على طريق السلام فانها ستكسب ثقة شعبها. \r\n