وأنا أقدر طريقة تعاملها مع شركات النفط حيث لم تخضع أبداً لهذه الشركات أثناء حكمها لولاية ألاسكا كما فعل الحكام الذين سبقوها. وعندما بلغت سن التقاعد منذ عدة شهور، قدمت بالين الكعك خلال إجتماع أقيم للإحتفال بهذه المناسبة في منزلها. وحملت بالين صينية كبيرة محملة بعدد كبير من الهدايا التي قدمتها للضيوف، لذا من لا يحب هذه الشخصية الكريمة؟ \r\n ولكن هذا لا يعني بأنني أعتقد أن جون ماكين قد اتخذ قراراً جيداً عندما اختار بالين نائبة له. وأنا أعتقد على العكس من ذلك تماماً؛ لأن سارة بالين ليست مؤهلة ببساطة لكي تشغل مركزاً حيوياً بعيداً عن الرئاسة، وخصوصاً عندما يتعلق هذا المركز الحيوي برجل سوف يعتبر أكبر رئيس أميركي سناً يتم اختياره لفترة رئاسية أولى، إذا ما فاز في الإنتخابات القادمة. \r\n وإذا دققت في السيرة الذاتية السياسية ل \"بالين\"؛ فسوف ترى العديد من الأمور الواضحة. وكانت بالين قد شغلت منصب عمدة بلدة صغيرة؛ ثم عملت كحاكمة لولاية تمتلك ثالث أقل عدد من السكان في الولاياتالمتحدة لمدة سنتين. وربما تكون بالين هي الشخص الذي يتأهل للإضطلاع بمنصب نائبة الرئيس إذا وقف القدر في صف ماكين. ولكن، هل تبدو هذه المرأة مستعدة لأن تصبح رئيسة لأركان الجيش الأميركي؟ \r\n وأنا أعرف أن هناك الآلاف من الأطباء الملفقين في العديد من المواقع يحاولون التضخيم من إنجازات بالين لكي يجعلوا قرار ماكين يبدو صحيحاً ولكي يضعوا بالين في موقع القديسات. ولكن قبل أن ينجح هؤلاء الأطباء في ذلك، إليكم تقييم يقترب كثيراً من الحقيقة عن بالين: \r\n كانت الفترة التي قضتها بالين في حكم ولاية ألاسكا تتميز بالتشوش. وهي تستحق تقديراً كبيراً بسبب تحريكها لإمكانية إنشاء خط أنابيب للغاز، ولكن معظم العمل الذي يتعلق بالضرائب المفروضة على النفط تم بواسطة المشرعين. والشيء نفسه ينطبق على أخلاقيات الإصلاح الذي اتبعته. أضف إلى ذلك الشعور المتزايد بأن حكومة الولاية لم تكن تسير بشكل جيد ذلك أن المفوضين والمسئولين البارزين كانوا يقفزون أو يتعرضون للدفع من قبل بالين. وكانت ميزانية التشغيل في ولاية ألاسكا تزيد بنسبة 10% سنوياً، وكانت مشاكل السياسة مثل تكاليف الطاقة المرتفعة تظهر مع المنح النقدية. وخضعت بالين وكبار مساعديها للتحقيق مراراً وتكراراً من قبل المشرعين. ويمكن للقارئ أن يرى بوضوح أسباب عدم أهلية بالين لأن تكون حاكمة لولاية ألاسكا، وذلك بخلاف أهليتها للإضطلاع بمقاليد الحكومة الوطنية. \r\n وأرجوكم ألا تفهموني بطريقة خاطئة؛ حيث ساهمت بالين في تحقيق دفعة معقولة لحملة ماكين الدعائية لأنها امرأة شابة من خارج نطاق الأشخاص المتمرسين العارفين ببواطن الأمور السياسية في واشنطن يحبها اليمين المسيحي. وتبدو بالين مريحة على شاشات التلفاز، وتمتلك حاكمة ولاية ألاسكا شهادة في الصحافة، وهي ماهرة في التواصل مع الناس على المستوى الشخصي. وهي شخصية تتسم بقدر عالٍ جداً من التنافسية. وعندما انتقدت خطتها لتسليم منح مجانية لسكان ولاية ألاسكا، نظرت إليّ بالين في أول مرة التقيت بها بعد هذه الواقعة كما لو كنت شريحة لحم أمام ذئب جائع. \r\n وبخلاف النقاد الصاخبين الذين يظهرون في المحطات التليفزيونية، أنا لا أمتلك كرة كريستال أستشرف بها الطالع. وأنا لا أعرف إذا كانت بالين سوف تصبح مصدر قوة أم ضعف ومساءلة لحملة ماكين، مثل العديد من المرشحين لمنصب نائب الرئيس قبلها الذين لم يكن لهم أي تأثير. وأنا لا أعرف أي نوع من القادة يمكن أن تكون بالين. ولكنني أعرف أنها ستواجه مخاطر كبيرة على كل الجبهات إذا فازت بطاقتها وحدث شيء سيّئ ل \"جون ماكين\" يستدعي تدخل بالين في بعض القضايا الحساسة؛ وأن هذه المخاطر لن يواجهها ماكين أو الحزب الجمهوري فحسب، ولكننا سوف نواجهها جميعاً نحن الأميركيين. وهذا يخبرني بكل شيء أحتاج إلى معرفته عن قرار جون ماكين بإختيار بالين نائبةً له. \r\n \r\n مايك دوجان \r\n عضو ديمقراطي في مجلس نواب ولاية ألاسكا، وكاتب عمود سابق بجريدة أنكوريدج دايلي نيوز، وهو يكتب قصص الخيال العلمي في الوقت الحالي. \r\n خدمة واشنطن بوست، خاص ب (الوطن)