(و) دعم توجه جديد للسياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط\". وسوف تحتوي \"أسرة منظمة جي ستريت\" حسبما ذكر مؤسسو هذه المنظمة على ذراع ضغط سوف يدافع عن السلام داخل الكونجرس الأميركي ولجنة عمل سياسية \"غير متصلة\" سوف تصادق على إختيار المرشحين المؤيدين للسلام لشغل مناصب عامة. \r\n وبينما طغت المواقف المتشددة لجمعية الشئون الأميركية الإسرائيلية العامة المعروفة اختصاراً باسم \"إيباك\" على السياسات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن، فإن الرأي الأميركي اليهودي لم يكن متناغماً وموحداً أبداً إذا شئنا الحقيقة. ولاقت جماعة الإيباك معارضة دائمة من قبل الجالية اليهودية التي طالبت لفترة طويلة بتبني توجه متوازن في الصراع العربي الإسرائيلي. \r\n وفي عقد السبعينيات من القرن الماضي، على سبيل المثال، تم تشكيل جماعة تعرف بإسم \"بريرا\" وتعني \"البديل\" من قبل نشطاء سلام يهود شبان. وفي حين أن شعار \"لا يوجد بديل آخر\" كان من الشعارات المبكرة للصهيونية، فإن الإسم الذي أطلقته الجماعة على نفسها أكد أنه كان هناك \"بديل\". وفي أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان في عام 1982 وتشكيل حركة السلام الآن في إسرائيل، تم تأسيس جمعية السلام الآن الأميركية في الولاياتالمتحدة. وقد إلتحقت هذه الخطوات بالجهود الليبرالية الأخرى ومن بينها مشروع نيشما ومنتدى السياسة الإسرائيلي. \r\n ومع التوقيع على إتفاقيات أوسلو، وإلتزام حكومة رابين بالدخول في مفاوضات سلام مع منظمة التحرير الفلسطينية، تعرضت منظمة إيباك لتحديات لم تشهدها من قبل. وقد إنتقد رابين نفسه تدخلات منظمة الإيباك وطالب الأميركيين اليهود، بدلاً من ذلك بدعم عملية السلام التي تبنتها حكومته. \r\n وبدأ حزب الليكود، الذي كان بعيدا عن السلطة ولكنه كان يسعي إلى تعطيل جهود السلام في حشد الجماعات المتشددة لتحدي ومقاومة سياسات حزب العمل في واشنطن. ومع إنتخاب الكونجرس الجمهوري في عام 1994، شكل تحالف من حزب الليكود والجماعات المناهضة للسلام والقيادة الجمهورية في الكونجرس كتلة قوية أصبحت تمثل عقبة أمام تقدم عملية السلام. \r\n وعملت إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، التي سعت إلى تقوية صانعي السلام ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط ولكن أيضاً في الولاياتالمتحدة، بنشاط من أجل تقوية دور كلا من العرب الأميركيين واليهود الأميركيين الذين يؤيدون السلام. وعلى سبيل المثال، بدلاً من مجرد دعوة القيادة القديمة لمنظمة الإيباك لحضور الإجتماعات في البيت الأبيض، حققت إدارة كلينتون خطوة هامة عندما \r\n دعت الجماعات الجديدة المؤيدة للسلام أيضاً. \r\n وللعقد القادم، استأنفت منظمة الإيباك مسيرتها العادية بتقديم دعم محدود للسلام عندما كانت حكومة حزب العمل الإسرائيلي في الحكم، بينما إتخذت توجهاً أكثر تشدداً عندما كان نتنياهو وشارون في الحكم. وفي الوقت نفسه، إستمرت الجماعات المؤيدة للسلام في تطوير قاعدتها الشعبية بشكل بطيء. \r\n وفي إستطلاعات الرأي التي أجريت على الأميركيين العرب والأميركيين اليهود خلال العقد الماضي، توصلنا إلى حدوث تغير ملحوظ في الأفكار مع وجود أغلبيات في كلتا الجاليتين تؤيد حل الدولتين، وتعارض العنف والإرهاب وتوسيع المستعمرات وتؤيد الوصول إلى حل لإقتسام مدينة القدسالمحتلة عن طريق المفاوضات كما تؤيد أيضاً وجود توجه أميركي أكثر إتزانا تجاه عملية السلام. \r\n وحتى الآن، تعتبر منظمة الإيباك واحدة من أقوى جماعات الضغط الأميركية وتمارس نشاطها وتعمل كما يحلو لها في الكونجرس الأميركي، على الرغم من أن القليل من الجهود التي بذلتها جماعات السلام الأميركية العربية وجماعات السلام الأميركية اليهودية حققت نجاحاً في تأمين دعم أعضاء الكونجرس على توجه أكثر دقة لبعض القوانين. \r\n والآن، مع تدشين منظمة جي ستريت، أخذ هذا التطور في الجالية اليهودية شكل مؤسساتي. ويمكن القول بأن ظهور المنظمة على الساحة مبكر ومتأخر في نفس الوقت، فهو مبكر من حيث أنه هذه الخطوة جديدة تماماً، ومن المبكر جداً الحكم على تأثيرها، ومتأخر من حيث أن التحديات التي تواجه عملية السلام الآن أكبر كثيراً مما كانت عليه منذ عقد مضى. \r\n ولكن بداية إنطلاق منظمة جي ستريت كانت واعدة. وقد أمنت المنظمة تعاون جماعات كبيرة لعبت دوراً بارزاً في قضايا السلام على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية. وجمعت المنظمة قائمة مدهشة من المستشارين، وأحدثت ردة فعل إيجابية قوية من قبل الجالية الأميركية اليهودية. وعلاوة على ذلك، كان بعض أعضاء الكونجرس متحمسون جداً في الترحيب بمنظمة جي ستريت. \r\n وحتى في هذا التاريخ المتأخر، لا يمكن أن نبالغ في درجة أهمية هذا التطور الجديد والأثر البارز الذي يمكن أن تتركه هذه المنظمة على الجدل السياسي داخل الولاياتالمتحدة. ونحن نعرف أن هناك جدل داخلي دائم في إسرائيل حول قضايا السلام، وقد شعرنا بالحزن لفترة طويلة بسبب غياب جدل جاد حول القضايا الإسرائيلية الفلسطينية في الولاياتالمتحدة، حتى أن جو ليبرمان، الذي كان مرشحاً لمنصب نائب الرئيس الأميركي أشار في وقت ما إلى مدى سهولة إجراء محادثات حول مصير تحديد مدينة القدسالمحتلة في الكنيست الإسرائيلي بدرجة أكبر من مجلس الشيوخ الأميركي!. \r\n وهو الأمر الذي يجب أن يتغير، وهذا ما يجعل منظمة جي ستريت تتعامل مع الآخرين ويمكن أن تساعد الآن في حدوث التغيير. وكانت هذه الحاجة لإجراء محادثات أوسع هي التي إنعكست في تعليقات السيناتور باراك أوباما التي أعلنها في الخامس والعشرين من شهر فبراير الماضي أمام زعماء يهود في مدينة كليفلاند عندما قال: \"إذا لم نتمكن من الدخول في حوار أمين ونزيه حول كيفية تحقيق هذه الأهداف، فإننا لن نحقق أي تقدم\". \r\n وعلى الرغم من تأخر هذه الدعوة، فإن الحوار النزيهة مطلوب جداً، وما زال يمكن أن يقدم إسهاماً قيماً للسلام. \r\n \r\n د. جيمس زغبي \r\n رئيس المعهد العربي الأميركي \r\n