\r\n وبالرغم من هذا التحول المعلن عن رفض حماس لمعاهدة سلام مع اسرائيل, حذّر الحائز على جائزة نوبل للسلام, من انه ليس بصدد اغراء اسرائيل وحماس بالطريقة ذاتها التي رعى فيها الاسرائيليين والمصريين للوصول الى معاهدة السلام التي ابرموها في عام 1979 . فقال كارتر, »لم اقصد ابدا ان اكون وسيطا بين اي من الاطراف المتنازعة. فهذا ليس هدفي. وليس لدي اي امل ان اكون المتحدث المقبول باسم الولاياتالمتحدة او اسرائيل«. \r\n \r\n جاءت هذه الملاحظة في نهاية جولة قام بها كارتر في المنطقة لتلقي الضوء على السؤال الرئيسي عن دبلوماسية الرئيس كارتر الطليقة, وهو: ما قيمة المباحثات مع تنظيمات مثل حماس, التي تصفها الولاياتالمتحدة واسرائيل »منظمة ارهابية«, بينما لا يتحدث هذا الرسول باسم اي طرف? \r\n \r\n لدى اسرائيل وحماس قناة محادثات بوساطة مصر, التي يجرى استخدامها لمقايضة اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة, منذ سنتين تقريبا, جلعاد شاليت. ومن المعتقد ايضا ان مصر تتوسط ايضا في مباحثات بشأن وقف للنار واعادة فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة. \r\n \r\n قال كارتر, الذي زجره رئيس الحكومة الاسرائيلي, ايهود اولمرت, على هذه الجولة, ان حماس رفضت اقتراحه بان تعلن هدنة من جانب واحد مع اسرائيل, واخلاء سبيل شاليت, مقابل اطلاق سراح المعتقلين السياسيين من قادة حماس, والسجناء من النساء والاطفال الفلسطينيين. وقال ايضا ان حماس قبلت فعلا بان يبعث شاليت رسالة الى اهله, وان يتم تبادل السجناء على مرحلتين, ينقل خلالها الجندي الاسير الى مصر في الفترة الواقعة بين مرحلتي اخلاء اسرائيل سبيل المعتقلين الفلسطينيين. \r\n \r\n من جانب اخر, شدد كارتر على ان حماس ستقبل بحل الدولتين للصراع الاسرائيلي - الفلسطيني, باتفاق يتم التفاوض عليه من رئيس السلطة الفلسطينية, محمود عباس, شريطة ان يخضع هذا الاتفاق لاستفتاء فلسطيني عام, او لموافقة المجلس التشريعي المنتخب بالاغلبية. ويذكر هنا انه بينما قادة حماس يصرحون بتأييدهم لهدنة طويلة الاجل مع اسرائيل على طول حدود عام 1967 للضفة الغربية وقطاع غزة, الا انهم اصروا دوما على رفض معاهدة سلام. \r\n \r\n »هذا حدث هائل«, قال غيرشون باسكين, الرئيس المشارك للمركز الاسرائيلي - الفلسطيني للبحوث والمعلومات. »انه اول مؤشر على ادارة حماس للظهر لما هو معروف عنها بعدم الاعتراف باسرائيل«. اما ماغنوس رانستورب, صاحب عدد من الكتب عن حماس, فيشك في ان يكون الاسلاميون قد غيّروا ايديولوجيتهم. فقال, »لقد قاتلوا سنوات طويلة, ولديهم نظرة بعيدة المدى للمستقبل. وعلى المرء ان يدرك ذلك وهو يعاير حقيقة نواياهم. فخطوطهم الحمراء لم تتغير. مضيفا بان حماس تسعى, على الارجح, لنيل الشرعية من خلال زيارة كارتر. »فما اراه انا هو كأنني بهم يقولون هذه هي الكيفية التي تمكننا من العودة الى المجتمع الدولي, واستخدام زيارة كارتر لكسب بعض الزخم, ذلك ان بامكانهم القيام بعمل ما لم يكن متوقعا, او خطر ببال احد. ومع هذا فما ازال متشككا. \r\n \r\n تقبل حماس باقامة دولة فلسطينية على اراضي عام ,1967 التي تحتلها اسرائيل منذ ذلك التاريخ, لكنها لا تقبل الاعتراف بالدولة اليهودية, كما قال خالد مشعل, زعيم حركة حماس. واذ علق مشعل على جهود كارتر لاقناع حماس لتأييد مباحثات السلام بين عباس واسرائيل, قال ان جماعته الاسلامية »ستحترم الارادة الوطنية الفلسطينية, حتى لو كانت ضد قناعاتها«. \r\n \r\n ومع ان الرئيس الامريكي الاسبق يذكره الناس في اسرائيل بمشاعر الود والمحبة, بسبب معاهدة السلام المصرية, الا انه اغضب الكثيرين منهم بكتابه الذي يربط بين السياسات الاسرائيلية الممارسة في المناطق الفلسطينية وبين سياسات النظام العنصري »الابارتهايد« في جنوب افريقيا. \r\n \r\n يقول مائير جافيدانفر, الخبير في شؤون الشرق الاوسط, من مكتبه في تل ابيب, »يقول ان علينا ان نتحدث, وها هو يتحدث. اما ان كان هذا الحديث سيفضي الى فوائد ملموسة, فذلك يتوقف على الطرفين في النزاع, وكيف يرون الى كارتر. فالاسرائيليون سعيدون تماما باسلوب ادارة بوش في معالجة هذا النزاع, ولا يجدون ضرورة لدعم كارتر. ومن ناحية اخرى, انه مفيد اكثر بالنسبة لحماس, لانه يجازف كثيرا في محاولته وضعها في المعادلة. \r\n \r\n تزامنت مهمة كارتر مع اشتداد القتال على الحدود بين اسرائيل وحماس, وقيام المجاهدين بشن الهجمات التي صرعت ثلاثة جنود اسرائيليين. وجاء الانتقام الاسرائيلي ليخلف اكثر من 20 صريعا فلسطينيا, من بينهم مصور وكالة رويترز. \r\n \r\n يقول نيكولاس بيلهام, احد كبار المحللين في مجموعة ادارة الازمات الدولية, ان مهمة كارتر قضت على (التابو) الخاص بعدم اشراك حماس, وقد يساعد اسرائيل »على النزول« عن المطالب الثلاثة: الاعتراف باسرائيل, والقبول بالاتفاقات السابقة, ونبذ العنف, للتحدث الى المجاهدين. \r\n \r\n من المؤكد ان رئيس السلطة الفلسطينية متشكك في هذه المحاولة, فيقول المفاوض الفلسطيني صائب عريقات, »ان كان كارتر ينوي اقناع حماس بالقبول بالتزامات السلطة الفلسطينية, مثل الحل بدولتين, فهذا امر جيد غير ان كارتر في نهاية المطاف هو رئيس معهد كارتر في اتلانتا«. بل ان اولئك الذين يقرون بضرورة اشراك حماس اثاروا التساؤل حول هذا الوجود الدبلوماسي العلني لكارتر. فقال يائير هيرشفيلد, العالم السياسي الاسرائيلي, الذي ساعد في اجراء المباحثات السرية بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات, واصبحت تعرف باتفاقات اوسلو, قال ان الحديث لوسائل الاعلام يجب ان يكون البند الاخير. ومع هذا, يظل اعلان كارتر عن مرونة حماس حيال مقايضة شاليت امرا له مغزاه. مضيفا »ليس هذا هو الاسلوب الذي كنت سأتبعه. غير ان طعم الحلوى تتذوقه اثناء تناولها«. \r\n