أزمة كولومبيا نتيجة لأخطاء واشنطن وبوغوتا وستحل سلميا'

وأعرب المفكر الألماني المقيم في المكسيك عن قناعته بأن طبول الحرب بين بوغوتا وكيتو وكاراكاس جراء توغل الجيش الكولومبي في أراضى أكوادور لملاحقة \"القوات المسلحة الثورية لكولومبيا\" (فارك)، سوف تسكت بفضل ضغوط الدول الأمريكية اللاتينية والأوروبية.
\r\n
\r\n
ثم أكد أن كولومبيا والولايات المتحدة حليفتها الأكبر، أخطتا في الاستهانة بالكلفة السياسية العالمية للحرب مع \"فارك\" وردود الفعل الإقليمية والعالمية.
\r\n
\r\n
\"لقد أخطئتا، وسوف تستفيد من أخطائهما القوى الداعية للتوصل إلى مخرج سلمى\" لهذا النزاع المسلح الذي استمر منذ أربعين سنة الآن.
\r\n
\r\n
ويذكر أن الأزمة اندلعت يوم أول مارس عندما تسللت القوات الكولومبية في منطقة الغابات شمال أكوادور، وقصفت معسكر تابع لقوات \"فارك\"، ثم توغلت برا لانتشال عدد من الجثث من بينها جثة راؤول رييس، القيادي بتنظيم \"القوات المسلحة الثورية لكولومبيا\".
\r\n
\r\n
ووسط تبادل الاتهامات، قطعت كيتو وكاراكاس علاقتهما بحكومة بوغوتا وحشدتا قواتهما المسلحة على حدودهما المشتركة مع كولومبيا.
\r\n
\r\n
وفيما يلي أبرز ما ورد في المقابلة التي أجرتها \"آي بى اس\" مع هانز ديتريش:
\r\n
\r\n
سؤال: هل تتوقع أن تتصاعد الأزمة وأن تسفر عن اشتباكات عسكرية وفقا لتحذيرات الرئيس الفنزويلى هوغو تشافيز؟.
\r\n
\r\n
جواب: أعتقد أن الأزمة سوف تحل من خلال منظمة الدول الأمريكية وهى التي اجتمعت في 4 مارس، ومجموعة ريو دى جانييرو أو مجموعة أخرى تشكلها فرنسا وايطاليا وربما المكسيك أيضا.
\r\n
\r\n
ستتفاوض الأطراف المعنية. ولن تجازف أمريكا اللاتينية وأوروبا بعدم التأثير جديا للتوصل إلى حل.
\r\n
\r\n
سؤال: يبدو وأن حكومة الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبى اليمينية منعزلة في أمريكا اللاتينية جراء عملياتها العسكرية في أراضى أكوادور. فهل يؤثر ذلك على ميزان القوى في المنطقة لصالح حكومات الوسط واليسار الوسط؟.
\r\n
\r\n
جواب: أعتقد أن بوغوتا وواشنطن ارتكبتا خطأ سياسيا خطيرا فلم تفكرا في الأصداء الإعلامية ولا في موقف الرئيس الفنزويلى تشافيز ولا في حسم حكومة رئيس أكوادور رفائيل كورييا.
\r\n
\r\n
وفى رأيي، هذا الخطأ سيؤثر لصالح المواقف المواتية للتكامل (الاقليمى) التي تدافع عنها الدول الأكثر تقدمية كالأرجنتين والبرازيل وأوروغواي وفنزويلا.
\r\n
\r\n
سؤال: ما الذي يمكن توقعه الآن من القطاعات التي تدافع عن حل النزاع الكولومبي الداخلي عن طريق التفاوض؟.
\r\n
\r\n
جواب: بصورة عامة، هذا الوضع يدعم القوى الراغبة في التوصل إلى حل من خلال التفاوض سواء في أمريكا اللاتينية أو أوروبا أو حتى كولومبيا ذاتها.
\r\n
\r\n
لا ينبغي أن ننسى أن (راؤول) رييس (القيادي بتنظيم \"فارك\" الذي اغتاله الجيش الكولومبي في أراضى أكوادور في عمليته الأخيرة) كان رجل التفاوض مع فرنسا من أجل إطلاق سراح مرشحة الرئاسة السابقة (كولومبية من أصل فرنسي) الرهينة في أيدي \"فارك\".
\r\n
\r\n
لقد قتلت (الحكومة الكولومبية) همزة الوصل مع حكومة فرنسا مما حمل بلدان أمريكا اللاتينية وأوروبا على الاقتناع بأنه لا يمكن ترك الأمور في أيدي بوغوتا وواشنطن دون غيرهما.
\r\n
\r\n
سؤال: اقترح الرئيس الفنزويلى تشافيز إعلان منظمة \"فارك\" على أنها قوة متحاربة...
\r\n
\r\n
جواب: أعتقد أن هذه الصيغة لن تتبلور، لكن التوجه قائم نحو التفاوض (على حل للنزاع الكولومبي الداخلي)، وان كان من الضروري إيجاد وسيلة ما لتحييد المواجهة بين الطرفين (الحكومة و\"فارك\") دون فقدان ماء الوجه.
\r\n
\r\n
لن تقبل كولومبيا والولايات المتحدة أبدا باعتبار \"فاك\" طرفا متحاربا.
\r\n
\r\n
سؤال: \"فارك\" تسيء معاملة أسراها، حسب أقوال الرهائن الذين أفرجت عنهم مؤخرا، وهذا قد لا يجعل إعلانها قوة متحاربة بالمهمة السهلة...
\r\n
\r\n
جواب: معايير تعريف قوة متحاربة هي أن تكون متحكمة في أرض، وأن تكون جهة سياسية، وتكون لها قوة عسكرية. وهذا متوفر.
\r\n
\r\n
أما عن الناحية الأخلاقية فلا يجوز اسر الرهائن، فهذا خطأ خطير لا يمكن قبوله. لكنه لا يجوز التحدث عن انتهاك حقوق الإنسان من قبل \"فارك\" فحسب، وإنما تلك التي ترتكبها الحكومة والقوات المسلحة الكولومبية أيضا. (آي بي إس / 2008)
\r\n
\r\n