\r\n \r\n ليس هذا بالموقف السهل الذي يتخذه الإسرائيلي، فحماس منظمة متعصبة دينيا تستخدم أسوأ أنواع أعمال العنف الإرهابية ضد الإسرائيليين؛ وكون حماس فازت بالانتخابات البرلمانية لا يجعلها تلقائيا مشروعة سياسيا، فالديمقراطية تعني ما هو اكثر من مجرد فوز في الانتخابات، واستيلاء حماس العنيف على قطاع غزة دليل واضح على استعدادها لتحدي المبادئ الديمقراطية. \r\n على ان السياسة مليئة بالتناقضات، واستيلاء حماس على غزة أوجد بالفعل فرصة. ولتبسيط المسألة ، إذا كانت غزة وقعت بين براثن (الرجال الأشرار) ، فقد تمت استعادة الضفة الغربية على يد (الرجال الطيبين)، الذي نأوا بأنفسهم عن حماس، وشكلوا حكومتهم البراجماتية (الليبرالية لحد ما). وبالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمكن اعتباره الشريك السياسي المقبول الذي كان أولمرت يصر على شدة احتياجه إليه. \r\n ورغم أن الوضع الراهن الجديد سمح لأولمرت وعباس ببدء عملية جادة، إلا أنه يضع أيضا أمام الزعيمين تحديات غير مسبوقة: فسيطرة حماس على غزة تعطيها منصة سياسية وجغرافية تعمل من خلالها على تعكير بل وإفساد أي مباحثات سلام ؛ وبالفعل تسمح حماس بإطلاق صواريخ القسام باستمرار على إسرائيل، وتهدد بشن تفجيرات انتحارية داخل إسرائيل. وفي حال استمر تهميشها ، سوف تحاول حماس على الأرجح إفشال اجتماع أنابوليس القادم، وعملية السلام التي يأمل المشاركون إحياءها، بتصعيد وتيرة العنف إلى درجة ستجد الأطراف معها صعوبة الالتقاء فضلا عن التفاوض حول السلام. \r\n بعبارة أخرى، انه بسبب استعداد إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية للجلوس معا والتفاوض لا يمكن تجاهل حماس. ومن سوء الحظ ان ائتلافا عريضا تشكل من اولئك الذين يعتقدون ليس فقط في امكانية تجاهلها بل وضرورة ذلك. ويضم هذا الائتلاف غالبية الدول العربية التي تؤيد حصار غزة خوفا من ان يفضي نجاح حماس سياسيا إلى تعزيز الحركات الإسلامية الراديكالية في بلدانها، وكذلك الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والقيادة الفلسطينية في رام الله، والتي تبدو عازمة على إجبار حماس على الاعتراف بفشلها وتتخلى عن السلطة. \r\n في ضوء هذا الائتلاف العريض، من الصعب على الإسرائيلي ان يتكلم عن إشراك حماس، ناهيك عن الحديث عن وقف لإطلاق النار. لكن على عكس كثيرين، لا تستطيع إسرائيل ان تتظاهر بأن حماس غير موجودة، فحماس هي جارنا المباشر، وليست جارا لواشنطن أو بروكسل أو حتى القاهرة (مع احترامنا لحساسية مصر تجاه خطر الحماسة الأصولية). نحن مسئولون عن أرواح وأمن مواطنينا ن سواء كانوا يعيشون داخل مدى نطاق صواريخ القسام أو في المراكز المزدحمة بتل أبيب والقدس. \r\n كما تواصل إسرائيل تحمل المسئولية المتبقية عن رفاهية 1.4 مليون فلسطيني هم سكان قطاع غزة، الذي احتلته إسرائيل قرابة 40 عاما. فضلا عن ذلك، فإن حقيقة ان إسرائيل تواصل ممارسة سيطرتها على كافة مداخل ومخارج غزة إلا واحدا، وكذلك سيطرتها على المجال الجوي والبحري، كل ذلك يضع مسئوليات إضافية عليها. \r\n وحيث ان سياسة الاحتواء الحالية لم تستطع اخماد العنف بطول حدودها، يتعين على إسرائيل تجربة مسار آخر، والخيار الوحيد الذي أراه يخدم قضية السلام هو الدخول في حوار مع حماس عن طريق طرف ثالث كي يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقد يشمل مثل هذا الاتفاق وقفا تاما لأعمال العنف المتبادل، وترتيبات على الحدود تسمح بمرور البضائع والخدمات إلى ومن قطاع غزة، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل إطلاق سراح جلعاد شاليت، الجندي الإسرائيلي الذي تم اختطافه في يونيو 2006 ، والتزاما من جانب حماس بوقف كافة محاولات تقويض اجتماع أنابوليس وما ينتج عنه من عملية سلمية. \r\n ان احتمالات تحقيق تقدم في السلام ستكون اكبر لو أسسنا سلاما على الأرض في هذه اللحظة. \r\n \r\n يوسي بيلين \r\n عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس حزب ميريتس ووزير العدل الإسرائيلي الأسبق \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست - خاص بالوطن \r\n \r\n