\r\n \r\n وفي الفترة الاخيرة, ازّت الطائرات الحربية الاسرائيلية في سماء منزل الرئيس السوري بشار الاسد, الذي يؤوي قادة حماس الذين تحمّلهم اسرائيل مسؤولية تنظيم اختطاف العريف جلعاد شاليت. وذكر التلفزيون السوري ان القوات السورية اطلقت نيرانها على الطائرات الاسرائيلية. \r\n \r\n \r\n \r\n وفي هذه العملية العسكرية الاولى, التي تقوم بها اسرائيل, منذ فكّ الارتباط مع غزة, وتسميها اسرائيل »عملية امطار الصيف«, دخلت القوات الاسرائيلية, المدعومة بالطائرات الحربية والدبابات, الشريط الساحلي لغزّة ليلا. ودمّر الجيش الاسرائيلي فيها حوالي 75 بالمئة من مصادر الطاقة الكهربائية لغزّة, ودمّرت الطرق السريعة الكبرى ومصادر المياه, ودَكّتْ بالقذائف المدفعية شمال القطاع وجنوبه, في استعراض للقوة العسكرية, القصد منه ترويع المناضلين الفلسطينيين. كما اطلقت وحدات المدفعية الاسرائيلية ايضا قذائفها بالقرب من غزةالمدينة. \r\n \r\n يقول ضباط الجيش الاسرائيلي ان الهدف الرسمي من هذا الهجوم البرّي والجوي على غزّة هو تحرير العريف الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليت. وقد يكون التحليل المقدّم من ضبّاط الصفّ والجنود الاسرائيليين قريبا من الحقيقة. فيقول المجند عيليراتز (فالمجندّون الاسرائيليون لا يعطون الا اسمهم الاول), »لا اعتقد اننا قادرون في المسألة على انقاذ جلعاد شاليت, لكن علينا ان نمضي فيها على اية حال«, ويهزّ يفيغنيني (احد افراد فرقة جي اتي النخبوية) رأسه موافقا, ثم قال: »سيدركون في المرّة التالية, انهم لن يستطيعوا اختطاف جنودنا بهذه البساطة, وان يتوقعوا مرور ذلك بسلام«, ان هدف اسرائيل في غزة هو جعل الفلسطينيين يعيشون حياة غير مستقرة الى درجة كافية, وان يفكروا مرتين في شأن القيام بالمزيد من حالات الاختطاف, او - بلغة العسكر المنتشرة - لتلقينهم درسا. \r\n \r\n في هذا الموقع الحارّ, والمرتفع العاصف بالرياح, حيث احتشدت قوات الجيش الاسرائيلي بعد شنّ الغزو على هذه المنطقة من القطاع, والذي تخلّت عنه في الصيف الماضي, بعد احتلال دام 38 عاما, قال مسؤولون عسكريون كبار انهم سيقومون بكل ما يستطيعون القيام به لانقاذ العريف شاليت. \r\n \r\n وقال اللواء يوعا غالانت للصحافيين, وهم يرون بعض الأرياش المتطايرة احيانا في الافق, بأنه متأكد من أن الجندي الاسرائيلي المخطوف من مناضلين فلسطينيين حيّ, ومحتجز في غزة. \r\n \r\n ومّما لا شكّ فيه, أن النزاع المتصاعد يدور حول ما هو أكبر من مجرّد اختطاف جندي واحد. فبعد اطلاق اكثر من 170 صاروخا محليّ الصّنع على اسرائيل في غضون شهر, تزايد الضغط الداخلي على رئيس الحكومة, ايهود اولمرت, للقيام بعمل ما لوقف هذه الهجمات. ويقول محللّون ان اولمرت, وعلى العكس من رئيس الحكومة السابق أرئيل شارون, صاحب التاريخ الطويل في اتخاذ موقف عسكري هجومي, يعتبر »غير مجرّب« نسبيا كزعيم قومي, ما يجعل الأمر أكثر صعوبة عليه للتظاهر بالصبر. فقد قال شارون واعضاء الحكومة الذين أيدّوا خطّة فكّ الارتباط, بمن فيهم أولمرت, انه بينما لن تعود اسرائيل محتلّة لقطاع غزة, فإنها ستردّ بقسوة. \r\n \r\n وتساور مشاعر القلق بعض المعلقين الاخباريين الاسرائيليين حيال مسألة ما إذا كانت اسرائيل ستتورّط في مأزق غزة مرّة اخرى. وقد صرّح أولمرت بأن العملية ستكون محدودة, مضيفا بأن »ليست لدينا نيّة اعادة الاستيلاء على قطاع غزة, ولا نيّة البقاء فيه«. \r\n \r\n ومع ذلك, ومن موقع »نيزمت هيل«, حيث يمكن سماع ارتطام صاروخ القسّام والاحساس به, استغرق الجنود متأملين, بأن العملية قد تطول مدّتها اكثر من الاسبوع الذي لزم لاجلاء المستوطنين عن غزة. وحسب ما اوحى به اللواء غالانت, فإن الكرة الآن في ملعب الفلسطينيين من وجهة النظر الاسرائيلية. وقال عن الجندي الاسرائيلي المختطف. »ان ما نلمسه الآن هو أن قادة حماس والسلطة الفلسطينية قادرون على تزويدنا بمعلومات اكثر, او للتأثير في الجماعة التي تحتجزه«. فإن عاد الينا شاليت, وتوقف اطلاق صواريخ القسّام, سينتهي الهجوم الاسرائيلي. \r\n \r\n أمّا في غزة, فإن عملية الاختطاف تساعد في تعزيز التأييد لحماس, في وقت أخذ جناحها العسكري يفقد بعضاً منه, وهو منكفىء الى المقاعد الخلفية لصالح الجهاد الاسلامي ولجنة المقاومة الشعبية. فقد احترمت حماس اتفاق الهدنة بوقف الهجمات على اسرائيل. وفي هذا الخصوص, قال الاقتصادي عمر شاهين, في غزة, »تريد حماس أن تبرهن بذلك على أنها ما تزال تقاوم اسرائيل, وبالتالي استقطاب المزيد من التأييد«. \r\n \r\n دعا الرئيس عباس المناضلين المسؤولين عن اختطاف الجندي الاسرائيلي - وهم خليط من الجناح العسكري لحماس, واعضاء ونشطاء غير حزبيين في لجنة المقاومة الشعبية - باعادة الجندي الاسير سالما من أي أذى, كما دان العمل الذي تقوم به اسرائيل, ووصفه بالعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني. وقد وقع حادثان عرضيان مؤخرا, قتل فيهما الجيش الاسرائيلي عددا من المارين الأبرياء بينما كان يستهدف اغتيال مناضلين فلسطينيين. \r\n \r\n وفي اسرائيل, كان صدى الاختطاف أكثر عمقاً, لدى الجمهور العام, من الهجمات الصاروخية, التي استمرت اسبوعا, على بلدة سديروت جنوب اسرائيل. وحيث ان كل اسرائيلي ملزم بالخدمة في الجيش, فإن معظم الاسرائيليين معرّضون للمحنة ذاتها التي تعرّض لها الجندي المخطوف. \r\n \r\n فقال موران اوهانا, الذي قاد دبابة شبيهة بالتي اختطف منها شاليت: »في الجيش قول مأثور بأنه لا يجوز ترك الجرحى في ساحة المعركة. لهذا سنعمل كل ما بوسعنا لنبقيه على قيد الحياة. انها قيمة حياة الانسان. وهناك احساس بأن ما يجري الآن سيصبح معضلة كبيرة.. فالانتفاضة ستعود من جديد«. \r\n \r\n وحتى الآن, يتشكّك الاسرائيليون ان كان الاندفاع داخل غزة سيفلح في اطلاق سراح الجندي الاسير. فقال جندي سابق من المشاة, »لدينا سجلّ حافل باختطاف جنود من جنودنا, ولهذا ندرك كيف ستكون نهايته. فعندما نرسل فرق الكوماندوز, فعادة ما تنتهي العملية بقتل الارهابيين, وعدد آخر من الجنود, وكذلك الرهينة«. ويدور في مخيّلة العديد من الاسرائيليين, خطط اولمرت المقبلة لإزالة مستوطنات يهودية من الضفة الغربية. \r\n \r\n في هذا الشأن, يقول يوسي كلاين هالي ي, عضو »مركز شاليم« في معهد البحوث بالقدس, »السؤال الذي يخطر ببالي هو ان كان علينا أن ننسحب بينما حماس في موقع السلطة, وبينما الحكومة القائمة عاجزة عن تقديم ردّ مقنع على قصف سديروت. وه ̄ذا امتحان كبير لحكومة أولمرت. اذ كان قصف بلدة سديروت اول اختبار لها, ورسبت فيه. وما يريد ان يراه الجمهور العام هو توافر استراتيجية جديدة في التفكير من دون غزو اخرق, ينتهي بالعديد من الاصابات بيننا, ويتركنا الى حيث كنّا من قبل«. \r\n \r\n