حدث هذا في الماضي. \r\n ولكن الأوضاع باتت مختلفة في الوقت الحالي. وما زال تشيني موجوداً في البيت الأبيض، ولكن معظم بقية الفئران الكبيرة غادروا السفينة الغارقة، حيث قدم كل من رامسفيلد وجونزاليس استقالتهما وخرجا من الوسط السياسي بفضيحة، ولكن باول ترك منصبه باشمئزاز كما فعل بعض المسئولين الآخرين. وقد ترك روف مهام منصبه في الأسبوع الماضي تمهيداً لبدء مهمة جديدة للبحث عن كوكب آخر لكي يدمره، ولم تشر بعد وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي لا تزال وفية للرئيس بوش إليه على أنه \"زوجها\" خلال سنوات عديدة. \r\n ولم يكن محاميو جامعة يال الشبان الواعدون متحمسين بشكل كبير لإدارة الرئيس بوش في الآونة الأخيرة. ومن بين هؤلاء المحامين، جاك جولد سميث، الذي يستعد لنشر كتاب يحتوي على بعض الأشياء الاختيارية التي سوف يطرحها فيما يتعلق بالشخصيات والنظريات القانونية التي منحت إدارة الرئيس بوش في وقت من الأوقات أفكاراً واهمة ضخمة تؤكد على قوة هذه الإدارة وقدرتها على التحدي والبقاء. \r\n وكان جولد سميث قد شغل منصب القنصل القانوني لمكتب وزارة العدل لمدة 9 شهور خلال الفترة بين عامي 2003 - 2004 (وقد زاملني لفترة محدودة في كلية الحقوق بجامعة فيرجينيا). وقد حاز جولد سميث وكتابه \"رئاسة الشر\" على اهتمام بالغ في مقال نشر بجريدة نيويورك تايمز يوم 9 سبتمبر الحالي. ومن بين الأفكار الأساسية السريعة الذي ذكرها جولد سميث في كتابه: أن بوش وجونزاليس كان لديهما شهية محدودة إزاء الأفكار الجوهرية، وأن تشيني وموظفيه أداروا البيت الأبيض وأصروا على أن القانون يفترض أن يخضع لرغباتهم، وأن أبرز مساعدي تشيني مثل ديفيد أدينجتون كانوا يحتقرون معظم زملائهم في الفرع التنفيذي للحزب الجمهوري بنفس قدر احتقارهم لزملائهم في الكونجرس والمحاكم ونقادهم من الديمقراطيين. \r\n وعلى سبيل المثال، عندما حاول جولد سميث أن يوضح لأدينجتون أن الإرهابيين والمسلحين يمكن أن يستفيدوا من بنود اتفاقية جنيف الرابعة، التي تطبق على المدنيين (بدلاً من اتفاقية جنيف الثالثة التي تطبق على أسرى الحرب) رد أدينجتون بغضب وحنق على كلام جولد سميث فقال: \"الرئيس قرر بالفعل أن الإرهابيين لا يمكن أن يحصلوا على الحماية بموجب بنود اتفاقيات جنيف. ولا يمكن أن تناقش أنت قرار الرئيس\". وهذا هو حكم القانون، كما هو مفهوم من قبل موظفي مكتب تشيني. \r\n وبعد ذلك، تلقى جولد سميث توبيخاً أكبر على يد أدينجتون عندما قال له: إذا تصرفت بهذه الطريقة، فإن دماء 100 ألف شخص قد يموتون في الهجوم القادم سوف يكون في رقبتك\". \r\n وبعد شهور قليلة من ظهور فضيحة سجن أبوغريب، كان الكيل قد طفح بجولد سميث. وفي خطوة تدل على تحديه لموظفي مكتب تشيني، سحب جولد سميث \"مذكرة التعذيب الشهيرة\" التي صاغها جون يو عام 2002 قبل انضمامه للعمل في وزارة العدل. وقد لاقت هذه المذكرة انتقادات واسعة بسبب سعيها لتطوير أساس قانوني لوسائل التحقيقات التي ساهمت بشكل مثير للجدل في ارتكاب عمليات التعذيب وجرائم الحرب، على الأقل بموجب القوانين الفيدرالية التي كانت مطبقة في ذلك الوقت. وأصدر جولد سميث بياناً يخبر الوكالات الفيدرالية بأن مذكرة يو لا يمكن الاعتماد عليها بعد الآن، وقدم استقالته في نفس اليوم. \r\n ومثل العديد من الروايات الأخيرة عن الحياة في الوهم، أثار جولد سميث مسألة كيف استمرت قوة إدارة الرئيس بوش لفترة طويلة. ومن الخارج، تبدو إدارة الرئيس بوش قوية وخطيرة، مثل آلة صوتها متسق لديها القدرة على تجاوز أي معارضة. ولكن هذه الصورة كانت خادعة ومضللة، وربما يعرف الناس هذا الأمر. \r\n وفي النهاية، توصل جولد سميث إلى أن المسئولين داخل الإدارة الأميركية الحالية مصممون على زيادة قوتهم التنفيذية التي تحد من قوة المعارضة بالفعل. ومن خلال الاعتماد على المخططات التي تعتمد على \"التشاور المحدود، العمل الأحادي والدفاع القانوني\" قال جولد سميث بأن البيت الأبيض أضعف مؤسسة الرئاسة. وسوف يواجه الرؤساء القادمون من أي حزب مشاعر الشك من قبل أعضاء الكونجرس والمحاكم المرتابة، وسوف يجدون صعوبة أكبر في دفع أجنداتهم إلى الأمام. \r\n وقد يكون جولد سميث على صواب - ولكن نقاد القوة التنفيذية المفرطة يجب ألا يكونوا متسرعين جداً في بدء احتفالاتهم. وقد يكون بوش أضحوكة ومثاراً للسخرية في العروض التليفزيونية الليلية المتأخرة، ولكن لا تتوقع من الكونجرس أو الإدارة القادمة اتخاذ خطوة جادة للتغلب على الضرر الذي ألحقته إدارته بالهيكل الدستوري. وعلى صعيد التفويضات العسكرية والاستخبارات السرية، قدم الكونجرس للرئيس كل شئ يمكن أن يطلبه. وفيما يخص حرب العراق أيضاً، اتخذ الكونجرس موقفاً مروعاً. ولا شك في أنه لا يمكن لأي شئ أن يعكس الموت والدمار الذي سببته إدارة الرئيس بوش في العراق. \r\n وباعتراف الجميع، لا يبدو الرئيس بوش سعيداً بالطريقة التي تطورت بها الأحداث في العراق. وقد اعترف بوش للصحفي روبرت درابر في كتابه الجديد \"الميت الأكيد\" بأنه \"يبكي كثيراً\". ولكن ألا ينطبق هذا الوضع علينا جميعاً؟ \r\n \r\n روزا بروكس \r\n أستاذة بمركز القانون التابع لجامعة جورج تاون \r\n خدمة لوس أنجلوس تايمز خاص ب(الوطن) \r\n