وأما سبب احتلال هذا السؤال مكان الصدارة والمركزية في الاهتمام فذلك راجع الى تقرير جديد قدمته 16 وكالة استخبارية قومية والذي استنتج ان اقليم الحدود الشمالية الغربيةالباكستاني المستعصي قد اصبح ملاذا آمنا لقيادة تنظيم القاعدة مثلما كانت أفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر 2001. \r\n \r\n فمن ناحية يعتبر توجيه ضربة عسكرية هو المنطق السائد. فلو ان الولاياتالمتحدة قضت على اسامة بن لادن ومعسكراته في افغانستان قبل 11 سبتمبر 2001 لكان قد تم احباط مؤامرته ولكن الولاياتالمتحدة احجمت خوفا ربما من ايقاع ضحايا مدنيين واثارة ردة فعل عالمية. \r\n \r\n فلماذا لا نتعلم من خطئنا في أفغانستان؟ \r\n \r\n فبعد كل شيء مازال بن لادن مصمما على ابتكار وسائل لقتل الآلاف أو الملايين من الأميركيين. \r\n \r\n المشكلة تتمثل في ان العمل العسكري في المنطقة الجبلية على الحدود الافغانية ينطوي على مخاطرة كبيرة ذات نتائج عكسية وها هي فاتحة مختصرة بالمخاطر: \r\n \r\n - باكستان دولة مسلمة تمتلك اسلحة نووية، فإذا اثارت الهجمات حمى عدائية للولايات المتحدة وتسببت في وقوع الحكومة الحليفة للولايات المتحدة حاليا، في ايدي متطرفين فعندئذ سيصبح خطر الارهاب اكثر سوءا. فكبير علماء الذرة الباكستاني يخضع حاليا للاقامة الجبرية في منزله وقد سبق له ان حاول تصدير التكنولوجيا النووية الى ليبيا وايران. كما يعتقد ان عناصر الجيش وجهاز المخابرات لهم ارتباطات مع حركة طالبان. وهذه المخاوف مكبوتة حاليا من قبل الرئيس برويز مشرف والاحزاب السياسية المعتدلة التي تهيمن على السياسات الباكستانية. وهذا الوضع ينبغي عدم زعزعته. \r\n \r\n - قد يتبين ان الأهداف من الصعب ضربها فالولاياتالمتحدة تعتمد على معلومات استخبارية معظمها من المخابرات الباكستانية ذات الروابط مع حركة طالبان. \r\n \r\n - إثارة ردة فعل معاكسة ومعادية للولايات المتحدة مسألة حتمية اذا ما قامت الولاياتالمتحدة بمهاجمة دولة اسلامية ثالثة بعد افغانستان والعراق. وقد حدثت مثل هكذا ردة فعل على نطاق ضيق في اعقاب قصف الولاياتالمتحدة لإحدى القرى الباكستانية في شهر يناير من العام الماضي. \r\n \r\n المشكلة تتمثل ايضا في ان معسكرات القاعدة تتزايد لأن خطة مشرف لاغلاقها قد فشلت فقد عقد صفقات مع قادة القبائل الذين يسيطرون على الاقليم المستقل ذاتيا وبموجب تلك الصفقات سوف تتركهم قوات مشرف وشأنهم اذا ما توقفوا عن ايواء الارهابيين. ويحاول مشرف اعادة احياء تلك الصفقات وفي نفس الوقت يصعّد جيشه من عملياته على الارض وقد شهدت الايام الأخيرة معارك شرسة. فإذا اخفقت تلك الجهود فربما لن يكون هناك خيار آخر سوى توجيه ضربة عسكرية أميركية لقواعد تنظيم القاعدة التي ينبغي عدم السماح لها بالاستمتاع بأي ملاذ آمن ولكن في ظل المخاطرات فإن الاندفاع باتجاه هذا الخيار سيكون ضربا من الحماقة. فالدرس الأكثر وضوحا الذي ينبغي تعلمه من العراق هو ان الحرب يجب ان تكون الخيار الأخير وليس الخيار الأول. \r\n