\r\n \r\n كن هذا ليس نهاية القصة حيث يشير مسئولون كبار ايرانيون وفي ادارة بوش بشكل واضح الى اهتمامهم بالحوار واعلن منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بانه يتعين على الولاياتالمتحدة ان تنخرط بشكل مباشر مع ايران ويذكر مسئولون عراقيون كبار نفس الشئ . \r\n مع ذلك فان الخلافات داخل الادارة لاتزال تمنع اجراء محادثات جادة حيث يريد نائب الرئيس ديك تشيني وبطانته تغيير النظام في ايران وليس التقارب وتدرك رايس الحاجة الى المحادثات لكنها تريدها ان تبقى منصبة بشكل ضيق على قضايا مثل الاسلحة الايرانية للميليشيات العراقية . \r\n أعتقد أن هناك اربعة مبررات تدعو البيت الابيض الى الشروع في حوار استراتيجي مع ايران الأول : لا المحادثات ولا الدبلوماسية تعني اتفاقية استسلام حيث إن ذلك يمكن أن يكون أشبه بحديث ريغان امام الكرملين وذهاب نيكسون الى الصين فالمحادثات تعني ان يضع كل طرف مصالحه على الطاولة ويناقشها بشكل مباشر ويمكن ان يتوصل الطرفان الى اتفاق ويمكن الا يتوصلوا والمحادثات لا تعني ان تصادق اميركا على طبيعة النظام الايراني او انتهاكه لحقوق الانسان فيما يتعلق بالطلبة او النساء او العمال . \r\n رفضت ايران محاولات اميركية في الماضي لاجراء اتصالات مباشرة وفعل الاميركيون نفس الشئ غير ان القضايا الحالية - البرنامج النووي الايراني ودور ايران في المنطقة ومستقبل العراق- تتطلب من اميركا ان تعيد المحاولة. \r\n الثاني : اذا ارادت اميركا ان تمنع ايران من الوصول الى قدرة انتاج اسلحة نووية فان افضل خيار هو دبلوماسية ذكية وصارمة وتقدم الاشكال المختلفة بعض الامل في تحجيم البرنامج الايراني حيث لايمكن استكشاف مثل هذه الاشكال بشكل كامل دون حديث مباشر مع ايران اضافة الى مفاوضات متعددة الاطراف . \r\n ويمكن للبديل قصف مواقع نووية ايرانية أن يقوي المتشددين في طهران والاسلاميين في انحاء العالم ويمكن ان يقنع ذلك ايران بالحصول على القنبلة. \r\n الثالث : ان مصالح واشنطن في العراق تتفق مع مصالح طهران بشكل اكبر مما تتفق به مع مصالح اي بلد شرق اوسطي اخر حيث يدعم الشيعة الايرانيون الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة بينما الدول العربية السنية في المنطقة تتوق الى عودة السلطة الى السنة في العراق وايران تسبب مشاكل للجنود الاميركيين في العراق لان الولاياتالمتحدة تدعو الى تغيير النظام في طهران ونحن والايرانيون نلعب واحدة بواحدة فنحن لانزال نحتجز 5 ايرانيين اعتقلناهم في اربيل(وربما كان ذلك سبب ازدراء وزير خارجية ايران لرايس) واذا اعتقد النظام في طهران ان واشنطن لم تعد تسعى الى الاطاحة به فاننا يمكن ان نعمل سويا على استقرار العراق. \r\n الرابع : انه على الرغم من الخطاب السياسي المتشدد للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الا انه هناك داعيا للاعتقاد بان الوقت قد حان لاجراء محادثات ففي 2001قدمت ايران تعاونا مهما للقوات الاميركية في احلال الاستقرار في افغانستان. \r\n في 2003 بعثت ايران بمقترح \"صفقة كبرى\" الى وزارة الخارجية الاميركية وكان المقترح قد وافق على وقف المعونة لفصائل المعارضة الفلسطينية والعمل على تحويل حزب الله الى السياسة كما كانت ايران راغبة ايضا في مناقشة قبول المبادرة العربية التي تدعو الى اعتراف بإسرائيل بجانب دولة فلسطينية وبالمقابل كانت إيران ترغب في مناقشة رغبتها في الوصول الكامل الى تقنية نووية سلمية وارادت ان يتم رفعها من \"محور الشر\" . \r\n وحظي هذا المقترح بقبول قصير الاجل من فريق بوش ولا نعرف ما اذا كان هذا المقترح كان يحظى بدعم كامل من مرشد الثورة الايرانية والقائد الاعلى اية الله علي خامنئي ام لا . \r\n في 2003 كان للولايات المتحدة قوة اكبر في الشرق الاوسط لكن مع الاطاحة بصدام العدو اللدود لايران والفوضى في العراق فان ذلك جعل ايران اكثر قوة ولايمكن لاحد ان يكون على يقين بان الصفقة الكبرى تعد امرا ممكنا الان . \r\n غير ان هناك صراعا واضحا داخل ايران بين البراغماتيين الذين يريدون الوصول الى صفقة وبين المتشددين بقيادة احمدي نجاد او كما يرى احد المختصين بالشأن الايراني فان هناك صراعا بين الذين يريدون التطبيع مع الغرب والولاياتالمتحدة وببين اولئك الذين يريدون الابقاء على التوتر والحمى الثورية . \r\n في النظام الايراني فان احمدي نجاد ليس صانع السياسة الخارجية الرئيسي بل انه اية الله خامنئي وتلك هي اللحظة التي يمكن للولايات المتحدة أن تستكشف فيها نوايا ايران وذلك بان ترى فيما اذا كانت ايران مستعدة بشكل نهائي لأن تلعب حسب القواعد الدولية المقبولة أم لا ويمكن أن يتطلب ذلك من البيت الأبيض التوقف عن الحلم بتغيير النظام وأن يضع كل القضايا على الطاولة ويمكن أن يتطلب ذلك مقاربة استراتيجية اميركية جديدة شاملة للمنطقة وليست ساحة المحادثات سواء كانت شرم الشيخ أم غيرها هي القضية بل المهم هو الإرادة السياسية. \r\n \r\n ترودي روبين \r\n كاتبة عمود وعضو هيئة التحرير في فيلادلفيا انكويرر.خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن).