\r\n وقرار تقرير بيكر هاملتون متشائم جدا وهو ان الصورة الدولية للولايات المتحدة سوف تتضرر في المستقبل المنظور في الوقت الذي سيزداد فيه الرأي العام الاميركي استقطابا. \r\n \r\n ماذا يمكن عمله؟ يقترح التقرير اشراك ايران في وقف العنف في العراق. وهذه نصيحة طيبة لكن مع التسليم بعدم الرغبة المتبادلة في ذلك بين طهرانوواشنطن فمن المحتمل عدم العمل بها. \r\n حيث سيتطلب التعاون الاميركي الايراني في العراق محادثات ثنائية مباشرة والتي هي ليست حتى الان قيد التفكير بالنسبة لادارة بوش لجملة من الاسباب. الاول هو الملف النووي الايراني المثير للجدل. حيث اعلن بالفعل متحدث باسم البيت البيض انه يستبعد محادثات ثنائية مع ايران ريثما تتوقف عن تخصيب اليورانيوم ومعالجته. \r\n وسبب اخر اكثر حساسية بالنسبة لواشنطن وهو انه من غير الواضح كيف ستتصرف ايران التي وضعت نفسها مؤخرا في موقع كونها قوة عظمى شرق اوسطية جديدة. وبلا شك فانها سوف تطلب الكثير اذا طلبت مشاركتها في محادثات بشكل عام. \r\n بالاضافة الى ذلك فان ايران هي اخر دولة تريد ان تغادر الولاياتالمتحدة العراق الان. حيث ان ايران على وعي تام بالمسئولية التي يمكن ان تتحملها على عاتقها اذا قامت الولاياتالمتحدة بذلك. لكن هل لدى ايران القوة والاموال والقدرة على منع تصعيد الوضع في جارها الى حرب مع التسليم بالتطورات في لبنان والصراع الفلسطيني الاسرائيلي؟ \r\n بالطبع لا. فضلا عن ذلك فان تطلعات ايران بتطوير برنامجها النووي واعتلاء موقع رائد في المنطقة يواجه بعدم ارتياح في عدد من الدول الخليجية. والدليل على ذلك هو رفضهم مبادرة طهران التوقيع على معاهدة عدم اعتداء وعدم تدخل في شئون الغير التي يمكن ان تزيل التوترات بشأن الملف النووي الايراني. \r\n ومن ثم فاذا غادرت الولاياتالمتحدة فانه سوف يتم ترك ايران لمواجهة ليس فقط كل المشاكل المحتملة في المنطقة وحدها بل ايضا التحالفات المعاديات لايران. ومع ذلك فان طهران سوف تستمر في مقاطعة الوجود الاميركي في المنطقة دون ان تتجاوز الخط الذي حددته لذلك. ولهذا الموقف مزايا واضحة في التفاوض غير المباشر مع واشنطن سواء على صعيد البرنامج النووي او على صعيد حماية الاولويات الاقليمية. \r\n زد على ذلك انه هناك حكومة عراقية حالية والتي لا تريد لاسباب واضحة التحدث بصوت اعلى من اللازم لصالح الانسحاب الاميركي وهي الحقيقة التي تخلق صعوبات اضافية لايران. ويمكن رؤية ذلك في القمة الايرانية العراقية الاخيرة. حيث رتبت طهران لزيارة الرئيس العراقي جلال طالباني لايران بوصفها تحالفا استراتيجيا ناشئا في الشرق الاوسط. وتطرق البيان المشترك الذي وقعه طالباني مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى كثير من القضايا المهمة مثل اتفاقية ثنائية وعلاقات بين البلدين بشكل عام لكنه لم يذكر اي شيء عن قوات التحالف المنتشرة في العراق. \r\n لا يستبعد البيت الابيض ان الرئيس بوش يمكن ان يعلن عن تغييرات في الاستراتيجية في العراق قبل نهاية العام. وسوف يتم القيام بذلك بعدما يقارن نتائج مجموعة دراسة اوضاع العراق مع توصيات تقريرين مشابهين اخرين بشأن العراق. احدهما اعده مجلس الامن القومي والاخر من قبل هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة. \r\n في غضون ذلك فانه يمكن لادارة بوش ان تعترف ان الولاياتالمتحدة ليس لديها موقف واضح بشأن اي من تطورات الشرق الاوسط سواء تعلق ذلك بالوضع في لبنان او في العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية. كما ان موقفها حيال العراق يحتاج هو ايضا الى تعديل كبير. وربما يمكن العثور على المفتاح لكثير من المشاكل في ايران لكن ذلك لن يكون بالمهمة السهلة. \r\n * معلق سياسي في وكالة الانباء الروسية \r\n * خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن) \r\n