وقال ارزو جلاليفير الخبير في مركز اوساك للابحاث في انقرة \"تسعى تركيا بوصفها دولة تحظى بثقة الجانبين (بريطانيا وايران) الى تهدئة الازمة لكنها لا تستطيع ان تصل سوى الى نتائج محدودة مع اصرار كل منهما على موقفه\". \r\n \r\n \r\n ويشاركه هذا الرأي حسين باقجي خبير العلاقات الدولية الذي يرى ان \"تركيا ليس لها سوى دور صغير\"، مضيفا \"حتى اذا توصلت الى نتيجة فانها ستكون ضئيلة\". \r\n \r\n \r\n واوضح هذا الاستاذ الجامعي ان ايران \"تتبع سياسة اذلال متعمد للمملكة المتحدة الان وبعد ان أدركت الولاياتالمتحدة على ما يبدو صعوبة الخيارات العسكرية ضد ايران في الملف النووي\". \r\n \r\n \r\n واضاف معلقا \"من غير المرجح ان تستجيب ايران لتدخل يهدف الى تهدئة الازمة لانها تسعى حاليا الى تعزيز موقعها في العالم الاسلامي كبلد قادر على تحدي الغرب\". \r\n \r\n \r\n ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان هو الذي قام بمحاولات الوساطة التركية طالبا من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ووزير الخارجية منوشهر متكي اطلاق فاي تورني المراة الوحيدة بين العسكريين البريطانيين الخمسة عشر المحتجزين في ايران. \r\n \r\n \r\n وتاتي مبادرة اردوغان الذي طلب ايضا تصريحا لدبلوماسيين اتراك بزيارة الاسرى، اثر زيارة وزيرة الخارجية البريطانية بيكيت لانقرة. \r\n \r\n \r\n واعلنت طهران في البداية انها ستطلق سراح الجندية \"خلال يوم او يومين\" قبل ان تغير موقفها تماما وتندد بموقف لندن \"غير السليم\". \r\n \r\n \r\n الا ان احمدي نجاد وعد اردوغان في محادثة هاتفية متاخرة الخميس بان تعيد ايران التفكير في الطلب التركي استنادا لمسؤول تركي. \r\n \r\n \r\n وبعد اتهامها لسنوات عديدة بالسعى الى تقويض نظامها العلماني، سعت تركيا الى التقارب مع ايران في اطار النزاع العراقي مع خشية الاثنتين من زعزعة الاستقرار في المنطقة. \r\n \r\n \r\n كما ان انقرة التي لا ترغب في نشوب نزاع جديد على حدودها، شجعت الايرانيين ايضا على خيار التسوية السلمية للازمة التي فجرها برنامجهم النووي. \r\n \r\n \r\n وتترافق هذه المساعي مع خطوات مماثلة في اطار استراتيجية تهتم بشكل اوسع بمصالحها في الشرق الاوسط حيث ضاعف الاتراك المبادرات لتحقيق تقارب بين اسرائيل والفلسطينيين وتحسين علاقتهم مع سوريا وتعزيز العلاقات مع دول الخليج. \r\n \r\n \r\n وتقول بيريل ديدي اوغلو استاذة العلاقات الدولية في جامعة غلطة سراي في اسطنبول ان \"موقف تركيا تغير. فقد اختارت استراتيجية تنظر الى الشرق والغرب معا\". \r\n \r\n \r\n ويرى المحللون ان هذا التغيير يرجع الى حد كبير الى الاصول الاسلامية لاردوغان وحزبه العدالة والتنمية، اللذين يصفان انفسهما اليوم بالمحافظين، مذكرين ايضا بان الانتخابات التشريعية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل باتت على الابواب. \r\n \r\n \r\n وقالت ديدي اوغلي \"ان الزعيم الذي يكسب ثقة العالم الاسلامي سيحصل بالتاكيد على ثقة الناخبين الاتراك\". \r\n \r\n