نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد العباسي ببورسعيد (بث مباشر)    «شيمي»: التكامل بين مؤسسات الدولة يُسهم في بناء شراكات استراتيجية فعّالة    اسعار الاسمنت ومواد البناء اليوم الجمعة 26ديسمبر 2025 فى المنيا    قصف مدفعي لقوات الاحتلال يستهدف تل أحمر شرقي جنوب سوريا    أحمد عبد الوهاب يكتب: حل الدولتين خيار استراتيجي يصطدم بالاستيطان    داليا عثمان تكتب: لماذا "لبنان"؟    الهلال يستضيف الخليج في الدوري السعودي    موعد مباراة المغرب ومالي في أمم أفريقيا 2025.. والقنوات الناقلة    الحماية المدنية تنقذ عاملين سقطا في خزان مياه بالقاهرة    وزارتا الخارجية والاتصالات تعلنان إطلاق خدمة التصديق على الوثائق عبر البريد    المتحف القومي للحضارة يطلق فعاليات «روح ومحبة» احتفالًا برأس السنة وأعياد الميلاد    خطوات هامة لضمان سلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع لجنة المسؤولية الطبية    كلية المنصور الجامعة تعزّز الثقافة الفنية عبر ندوة علمية    تحذير رسمي من وزارة الزراعة بشأن اللحوم المتداولة على مواقع التواصل    وزير الكهرباء يبحث مع مجموعة شركات صاني الصينية التعاون في مجالات الطاقة المتجددة    إصابة شخصين في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بقنا    رخصة القيادة فى وقت قياسى.. كيف غير التحول الرقمي شكل وحدات المرور؟    غارات وقصف ونسف متواصل يستهدف مناطق واسعة بقطاع غزة    مجلس جامعة القاهرة يعتمد ترشيحاته لجائزة النيل.. فاروق حسني للفنون ومحمد صبحي للتقديرية    هل انتهى زمن صناعة الكاتب؟ ناشر يرد بالأرقام    جيش الاحتلال: قصفنا مجمع تدريب ومستودعات أسلحة تابع لحزب الله في لبنان    نقل الفنان محمود حميدة للمستشفى بعد تعرضه لوعكة.. اعرف التفاصيل    وزارة التضامن تفتتح غدا معرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية بالبحر الأحمر    كامل الوزير: إلزام كل مصنع ينتج عنه صرف صناعي مخالف بإنشاء محطة معالجة    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 26-12-2025 في قنا    بحوث الإسكان والبناء يواصل ريادته العالمية في اختبارات الخط الرابع للمترو    فضل شهر رجب.. دعاء مستحب واستعداد روحي لشهر رمضان (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26-12-2025 في محافظة قنا    زيلينسكي: اتفقت مع ترامب على عقد لقاء قريب لبحث مسار إنهاء الحرب    مباراة مصر وجنوب أفريقيا تتصدر جدول مباريات الجمعة 26 ديسمبر 2025 في كأس أمم أفريقيا    مخالفات مرورية تسحب فيها الرخصة من السائق فى قانون المرور الجديد    متحدث الوزراء: مشروعات صندوق التنمية الحضرية تعيد إحياء القاهرة التاريخية    مسؤول أمريكي: إسرائيل تماطل في تنفيذ اتفاق غزة.. وترامب يريد أن يتقدم بوتيرة أسرع    شروط التقدم للوظائف الجديدة بوزارة النقل    زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى توسيع الطاقة الإنتاجية للصواريخ والقذائف    مخاطر الوجبات السريعة على صحة الأطفال    تفاصيل جلسة حسام حسن مع زيزو قبل مباراة مصر وجنوب إفريقيا    وزير العمل يصدر قرارًا وزاريًا بشأن تحديد العطلات والأعياد والمناسبات    لاعب جنوب إفريقيا: أثق في قدرتنا على تحقيق الفوز أمام مصر    معركة العمق الدفاعي تشغل حسام حسن قبل مواجهة جنوب إفريقيا    شعبة الأدوية: موجة الإنفلونزا أدت لاختفاء أسماء تجارية معينة.. والبدائل متوفرة بأكثر من 30 صنفا    الزكاة ركن الإسلام.. متى تجب على مال المسلم وكيفية حسابها؟    عمرو صابح يكتب: فيلم لم يفهمها!    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    سكرتير محافظة القاهرة: تطبيق مبادرة مركبات «كيوت» مطلع الأسبوع المقبل    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    «الثقافة الصحية بالمنوفية» تكثّف أنشطتها خلال الأيام العالمية    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تناقضات الوضعين العراقي والايراني
نشر في التغيير يوم 18 - 02 - 2010


\r\n
فقد قررت ادارة بوش اعادة تشكيل اولوياتها في الشرق الاوسط على ضوء استهدافها لايران. فقد تعاونت الادارة مع الحكومة السعودية في تنفيذ عمليات سرية في لبنان تهدف الى اضعاف حزب الله, المنظمة الشيعية المدعومة من قبل ايران.
\r\n
\r\n
كما شاركت الولايات المتحدة في عمليات سرية موجهة ضد ايران وحليفتها سورية وكانت النتيجة العرضية لتلك النشاطات تقوية الجماعات السنية المتطرفة التي تحمل نظرة جهادية وتتعاطف مع القاعدة وتناصب امريكا العداء.
\r\n
\r\n
من بين المواقف المتناقضة التي تنطوي عليها الاستراتيجية الامريكية الجديدة هي ان معظم العنف الموجه ضد القوات الامريكية في العراق يأتي من جانب المتمردين السنة لا الشيعة.
\r\n
\r\n
لكن رأي الادارة الامريكية هو ان اهم النتائج الاستراتيجية التي جاءت بها حرب العراق هي تقوية مكانة ايران, حيث يراقب البيت الابيض بامتعاض العلاقة الوثيقة القائمة بين ايران وحكومة المالكي التي سيطر عليها الشيعة تمت مناقشة الاستراتيجية الامريكية الجديدة بخطوطها العريضة بشكل علني. ففي شهادة ادلت بها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس امام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس في شهر كانون الثاني الماضي قالت رايس ان هناك اصطفافا استراتيجيا جديدا في الشرق الاوسط وبعد ان ميزت رايس بين الاصلاحيين والمتطرفين اشارت الى ان الدول السنية تعتبر مراكز للاعتدال في حين ان ياران وسورية وحز الله »تقف على الطرف الاخر من الحد الفاصل« ثم اضافت تقول ان »ايران وسورية قد اختارتا طريقهما وكان اختيارهما هو زعزعة الاوضاع.
\r\n
\r\n
لكن جوانب من التكتيكات الاساسية التي تتطلبها عملية اعادة توجيه المسار ليست معلنة ويقول مسؤولون مقربون من الادارة ان العمليات السرية قد ابقيت طي الكتمان.
\r\n
\r\n
اهم اللاعبين وراء عملية »اعادة توجيه المسار« هم نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني ومساعد مستشار الامن القومي اليون ابرامن والسفير الامريكي المنتهية ولايته في العراق زلماي خليل زاد ومستشار الامن القومي السعودي الامير بندر بن سلطان.
\r\n
\r\n
يقول مستشار حكومي امريكي على علاقة وطيدة باسرائيل ان الاستراتيجية الجديدة تحول هائل في السياسة الامريكية.
\r\n
\r\n
اما فالي نصر الزميل الاقدم في مجلس العلاقات الخارجية الامريكية فيرى ان هناك جدل داخل الحكومة عن ايهما يعتبر الخطر الاكبر: ايران ام الراديكاليون السنة.
\r\n
\r\n
وقد اخبرني نصر بان السعوديين وبعض اعضاء الادارة الامريكية يجادلون بان ايران هي التهديد الاخطر وان الراديكاليين السنة هم العدو الاقل خطرا.
\r\n
\r\n
حرب باردة سنية- شيعية
\r\n
\r\n
مارتن انديك, سفير امريكا السابق في واشنطن مدير مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط في معهد بروكينغز, يعتقد ان »الشرق الاوسط سائر قدما الى حرب باردة سنية - شيعية« ويرى ان البيت الابيض قد لا يكون مدركا تماما للمضامين الاستراتيجية للسياسة الجديدة, فالبيت الابيض في نظره »لا يكتفي بمضاعفة الرهان على العراق انما هو يضاعف الرهان ايضا على امتداد المنطقة, ومن شأن ذلك ان يقود الى تعقيدات جمة سيما وان كل شيء بات مقلوبا«.
\r\n
\r\n
يبدو ان سياسة الادارة الجديدة الهادفة الى احتواء ايران باتت تعقد استراتيجيتها الرامية الى كسب الحرب في العراق, ويحاول باتريك كلاوسون نائب مدير الابحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى, بان اقامة علاقات اوثق بين الولايات المتحدة والسنة المعتدلين او المتطرفين ينمكن ان يزرع »الخوف« لدى حكومة المالكي في العراق ويجعله »يقلق في امكانية نجاح السنة ي كسب الحرب الدائرة في بلاده«.
\r\n
\r\n
وفي الوقت الذي يعتقد فيه كلاوسون بان ذلك الخوف يمكن ان يدفع المالكي الى التعاون مع الولايات المتحدة في قمع المليشيات الشيعية الراديكالية مثل جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر.
\r\n
\r\n
في هذه الاثناء تظل الولايات المتحدة معتمدة على تعاون الزعماء العراقيين الشيعة, وبما يكون جيش المهدي صريح العداء للمصالح لامريكية, لكن المليشيات الشيعية الاخرى تعتبر حليفة للولايات المتحدة ويلتقي البيت الابيض مع نقتدى الصدر في دعم المالكي.
\r\n
\r\n
وفي مذكرة كتبها مستشار الامن القومي ستيفن هادلي العام الماضي اقترح المستشار على الادارة ان تحاول عزل المالكي عن حلفائه الشيعة الاكثر راديكالية عن طريق بناء قاعدة له بين صفوف الاكراد والسنة المعتدلين. لكن الاحداث لحد الان تشير الى سير الامور بالاتجاه المعاكس.
\r\n
\r\n
قال لي فلينت ليفربت المسؤول السابق في مجلس الامن القومي » لا مصادفة هناك ولا مفارقة في الاستراتيجية الامريكية الجديدة بشأن العراق, فالادارة تحاول ان تبرهن على ان ايران اكثر خطرا على المصالح الامريكية في العراق من المتمردين السنة, وهذا كله جزئ من حملة استفزازية لزيادة الضغط على ايران على امل ان يصدر رد فعل من الجانب الايراني يفتح الباب امام الادارة لتوجيه ضربتها لايران«.
\r\n
\r\n
وكان الرئيس جورج بوش قد كشف عن هذا الموقف في خطاب القاه في العاشر من كانون الثاني قال فيه »هذان النظامان »سورية وايران« يسمحان للارهابيين والمتمردين باستخدام اراضيهما للدخول الى العراق والخروج منه.. ولسوف نعترض تدفق الدعم القادم من ايران وسورية وسوف نفتش عن الشبكات التي تقدم الاسلحة المتطورة والتدريب لاعدائنا في العراق وندمرها.
\r\n
\r\n
المفاعل النووي الايراني
\r\n
\r\n
وتريد الادارة من خلال ذلك ان ترسل رسالة مفادها ان الوضع المتردي في العراق هو نتيجة للتدخل الايراني وليس للاخفاقات الامريكية على صعيدي التخطيط والتنفيذ ويهدف البيت الابيض الى بناء قضية ضد ايران يتهمها فيها بتأجيج التمرد في العراق وبالمسؤولية عن دعم عملية قتل الامريكيين في العراق.
\r\n
\r\n
وزير الدفاع الامريكي الجديد روبرت غيتس اعلن في الثاني من شباط الحالي بان الادارة »لا تخصص لحرب صد ايران« لكن اجواء المواجهة تتعمق رغم تصريح غينتس ويقول مسؤولون عسكريون واستخباريون امريكيون ان الجيش الامريكي وقوات المهمات الخاصة يصعدون نشاطاتهم في ايران في مجال جمع المعلومات وانهم قد اخترقوا الحدود الايرانية في عمليات ملاحقة لعملاء ايران في العراق.
\r\n
\r\n
يقترن قلق الادارة الامريكية من الدور الايراني في العراق يقلقها من المشروع النووي الايراني, وكان تشيني قد حذر الشهر الماضي من احتمال قيام ايران مسلحة بالاسلحة النووية, ومسيطرة على خطوط امدادات النفط للعالم وقادرة على التأثير سلبيا في الاقتصاد العالمي, ومستعدة لاستخدام المنظمات الارهابية والاسلحة النووية لتهديد جيرانها ودول اخرى حول العالم.
\r\n
\r\n
وفي مجال حملتها لجمع المعلومات عن برنامج ايران النووي, تستفيد الادارة الامريكية من المعلومات التي يقدمها العملاء الاسرائيليون العاملون داخل ايران ويضمنها الادعاء الاسرائيلي بان ايران قد طورت صاروخا عابرا للقارات يعمل علي ثلاث مراحل بالوقود الصلب ويمتلك القدرة على حمل عدد من الرؤوس الحربية الصغيرة واسقاطها داخل اوروبا, ولا يزال الجدل دائرا حول مصداقية هذا الادعاء.
\r\n
\r\n
مخططات لشن الحرب على ايران
\r\n
\r\n
في هذه الاثناء, يواصل البنتاغون وضع المخططات المكثفة لضربات جوية محتملة ضد ايران بدأ الاعداد لها منذ العام الماضي بناء على توجيهات من الرئيس الامريكي, وقد اخبرني مسؤول في القوة الجوية ان مهمة جديدة قد أضيفت الشهر الماضي الى مهمات مجموعة التخطيط هي تحديد اهداف داخل ايران يمكن ان تكون معنية بتقديم العون للمسلحين العراقيين.
\r\n
\r\n
لعبة الامير بندر
\r\n
\r\n
تعتمد جهود الادارة الامريكية في تحجيم النفوذ الايراني في الشرق الاوسط اعتمادا شديدا على المملكة العربية السعودية وعلى الامير بندر بالذات الذي يشغل حاليا منصب مستشار الامن القومي السعودي. وكان الامير بندر قد عمل سفيرا للسعودية في واشنطن لمدة اثنين وعشرين عاما وأقام صداقة مع الرئيس بوش ونائبه تشيني. وفي منصبه الحالي الذي شغله عام 2005 يواصل الامير بندر اللقاء سريا معهما. كما ان مسؤولين كبار في البيت الابيض قاموا بزيارات متعددة الى السعودية مؤخرا لم يعلن عن البعض منها.
\r\n
\r\n
في شهر تشرين الثاني الماضي قام تشيني بزيارة مباغتة للسعودية التقى خلالها ببندر بالاضافة الى لقائه بالعاهل السعودي وقد نشرت صحيفة »نيويورك تايمس« في حينه ان العاهل السعودي حذر تشيني من ان السعودية سوف تدعم اخوانها السُنة في العراق في حال انسحاب القوات الامريكية منه. وقد اخبرني مسؤول استخباراتي اوروبي بأن اللقاء شهد ايضا تركيزا على المخاوف السعودية من »صعود الشيعة« وقال لي ان السعوديين, بناء على ذلك, قاموا باستخدام »اداة نفوذهم وهي المال«.
\r\n
\r\n
ضمن اطار المنافسات السائدة داخل صفوف الاسرة المالكة السعودية, اقام بندر لنفسه, على مدى السنين, قاعدة نفوذ ترتكز بشكل كبير على علاقته الوثيقة بالولايات المتحدة. وقد خلف بندر في منصبه كسفير في واشنطن الامير تركي الفيصل الذي استقال بعد عام ونصف ليحل محله عادل الجبير الذي سبق له العمل بمعية بندر. وقد قال لي دبلوماسي سعودي سابق ان الامير تركي علم اثناء عمله كسفير في واشنطن, بوجود لقاءات سرية بين الامير بندر ومسؤولين كبار في البيت الابيض بضمنهم تشيني وأبرامز, وان تركي لم يكن مرتاحا لذلك. لكن الدبلوماسي السعودي السابق ااضف بأنه لا يعتقد »ان بندر يتصرف من تلقاء نفسه«.
\r\n
\r\n
وعلى الرغم من عدم ارتياح تركي لبندر فإنه, حسب قول الدبلوماسي السعودي, يشاركه هدفه في التصدي لانتشار النفوذ الشيعي في الشرق الاوسط.
\r\n
\r\n
ينتاب السعوديين الخوف من احتمال ان يؤدي النفوذ الايراني الى الاخلال بالتوازن القائم داخل مملكتهم اضافة الى الاخلال بتوازنات المنطقة, اذ توجد أقلية شيعية ملحوظة في المنطقة الشرقية من السعودية وهي منطقة زاخرة بآبار النفط الكبرى كما هي زاخرة بالتوتر الطائفي. ويعتقد السعوديين ان عمال ايران العاملين في صفوف الشيعة المحليين كانوا وراء الكثير من الهجمات الارهابية التي شهدتها المملكة.
\r\n
\r\n
ويرى فالي نصر »ان الولايات المتحدة بعد تدميرها للجيش العراقي وهو الجيش الوحيد الذي كان قادرا على احتواء ايران قد تركت السعودية للتعامل مباشرة مع ايران التي تمتلك جيشا تعداده اربعمائة وخمسون ألفا ويمكن ان تمتلك القدرة النووية ايضا. (يبلغ تعداد الجيش السعودي خمسة وسبعين ألف جندي).
\r\n
\r\n
ويمضي نصر الى القول: »ان لدى السعوديين قدرات مالية مؤثرة وهم مرتبطون بعلاقة قوية مع الاخوان المسلمسن والسلفيين.
\r\n
\r\n
وفي المرة الاخيرة التي شكلت ايران فيها تهديدا في المنطقة, تمكن السعوديون من تجنيد أسوأ انواع الراديكاليين الاسلاميين وما ان تخرج هؤلاء من القمقم حتى يصعب عليك اعادتهم اليه«.
\r\n
\r\n
لقد كان حكام السعودية, على التوالي, حماة للمتطرفين السنة وهدفا لهجومهم. وهم يراهنون اليوم على ان بقاءهم في الحكم مرهون باستمرارهم في دعم المدارس والجمعيات الخيرية الدينية المرتبطة بالمتطرفين. وجدير بالذكر ان استراتيجية الادارة الامريكية الجديدة تعتمد اعتمادا كبيرا على هذه الصفقة.
\r\n
\r\n
ويقارن نصر بين الوضع الحالي وفترة الظهور الاول لتنظيم »القاعدة« ففي ثمانينيات القرن الماضي عرضت الحكومة السعودية المساهمة المالية في الحرب التي كانت تشن بالنيابة عن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ضد الوجود السوفييتي في افغانستان. وقد ارسل مئات الشبان السعوديين الى المناطق الحدودية في باكستان حيث أقاموا المدارس الدينية وقواعد التدريب وهيأوا وسائل التجنيد. في ذلك الحين, كما في الوقت الراهن, كان الكثير من العملاء الذين يتلقون الاموال السعودية من السلفيين, وفي اوساط أولئك السلفيين قام اسامة بن لادن ورفاقه بتأسيس »القاعدة« عام .1988
\r\n
\r\n
قال لي المستشار الحكومي الامريكي ان الامير بندر وغيره من المسؤولين السعوديين قد اكدوا للبيت الابيض انهم في هذه المرة »سيبقون عيونهم مفتوحة على المتدينين الاصوليين.
\r\n
\r\n
وكانت رسالتهم لنا تقول: لقد انشأنا هذه الحركة ونحن قادرون على السيطرة عليها«. ويضيف المستشار الحكومي قائلا: »هذا لا يعني اننا لا نريد للسلفيين ان يقوموا بالقاء القنابل. انما ما يهمنا هو الطرف الذي سيلقون مقابلهم عليه وهو حزب الله, ومقتدى الصدر, وايران والسوريون ايضا اذا ما استمروا في العمل بمعية حزب الله وايران«.
\r\n
\r\n
يرى الدبلوماسي السعودي ان انضمام بلاده الى الولايات المتحدة في تصديها لايران ينطوي على مجازفة سياسية. وحسب نظر الدبلوماسي السعودي »نحن امام كابوسين. الاول امتلاك ايران للقنبلة النووية, والثاني قيام الولايات المتحدة بالهجوم على ايران. وسيكون من الافضل لو ان اسرائيل هي التي تتولى الهجوم على ايران لاننا سنتمكن حينذاك من القاء اللوم على الاسرائيليين. اما اذا قام الامريكيون بذلك فان اللوم سوف يقع علينا.
\r\n
\r\n
خلال العام الماضي, تمكن السعوديون والاسرائيليون وادارة بوش من تطوير مجموعة من التفاهمات غير الرسمية حول توجهاتهم الاستراتيجية الجديدة. وقد اخبرني المستشار الحكومي الامريكي بأن تلك التفاهمات قد شملت على الاقل:
\r\n
\r\n
اولاً: تطمين اسرائيل الى ان سلامتها وامنها يأتيان بالمرتبة الاولى وان واشنطن ودولاً سنية اخرى تشاركها قلقها من ايران.
\r\n
\r\n
ثانياً: ان يقوم السعوديون بحص حماس, التي تتلق الدعم من ايران, علما على التخفيف من عدوانيتها المضادة لاسرائيل والبدء في محادثات جادة حول المشاركة في السلطة مع فتح.
\r\n
\r\n
ثالثاً: ان تقوم ادارة بوش بالعمل بشكل مباشر مع الدول السنية لمواجهة الصعود الشيعي في المنطقة.
\r\n
\r\n
يعتبر باتريك كلاوسون, المدير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى, التعاون السعودي مع البيت الابيض اختراقاً بالغ الاهمية, وهو يرى »ان السعوديين يدركون انهم اذا ما ارادوا من الادارة الامريكية ان تقدم عرضاً سياسياً اكثر سخاء للفلسطينيين فان عليهم »اي السعوديين« ان يقنعوا الدول العربية بأن تقدم عرضاً سياسياً اكثر سخاءاً للاسرائيليين. وقد اخبرني كلاوسون بأن المقاربة الدبلوماسية الجديدة تظهر »درجة حقيقية من الجهد والعناية اضافة الى ما تنطوي عليه من ويتساءل كلاوسون: »من الذي يتعرض لمجازفة اكبر نحن ام السعوديون, ان السعوديين يحتضنوننا في وقت تدنت فيه مكانة امريكا في الشرق الاوسط الى الحضيض. وعلينا ان نكون ممتنين لذلك«.
\r\n
\r\n
لكن مستشار البنتاغون لديه رأي مغاير. فقد قال لي ان الادارة الامريكية قد حولت الامير بندر الى نوع من »الاحتياطي« لانها ادركت ان الحرب الخاسرة في العراق يمكن ان تترك الشرق الاوسط »نهبا للمطامع«.
\r\n
\r\n
عن مجلة »ذي نيويوركر«
\r\n
\r\n
عناوين فرعية
\r\n
\r\n
* الاستراتيجية الامريكية الجديدة تسمح للنشاط المضاد لايران بتقوية التنظيمات الجهادية المتعاطفة مع القاعدة
\r\n
\r\n
* الشرق الاوسط متجه الى حرب بادرة بين السنة والشيعة
\r\n
\r\n
* الولايات المتحدة تقع في تناقض الجمع بين تحالفها مع المليشيات الشيعية ودعمها للمنظمات الجهادية السنية
\r\n
\r\n
* امريكا لا تعترض على قنابل السلفيين ما دامت موجهة ضد حزب الله ومقتدى الصدر وايران وسورية
\r\n
\r\n
* الافضل ان تعهد واشنطن لاسرائيل بتنفيذ الهجوم على ايران اخلاءاً لذمة امريكا وحلفائها في المنطقة
\r\n
\r\n
* تفاهمات سياسية غير رسمية بين واشنطن وتل ابيب والرياض حول دور سعودي رباعي في تنفيذ الاستراتيجية الجديدة
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.