\r\n \r\n وقد اهتم سيرجي إيفانوف النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي الأسبق بتطوير نظام الدرع الصاروخية الدفاعي لروسيا ومهما قيل عن وزير الدفاع الروسي الجديد أناتولي سيرديوكوف، الذي يمتلك خبرة مالية أكثر منها عسكرية تمكنه من التعامل بكفاءة مع الميزانية، فإن الخبير العسكري الروسي روسلان بوخوف يعتقد بأن ميزانية الدفاع الروسية لا يتم صرفها بشكل ذكي وقد تضاعفت هذه الميزانية في السنوات الأربع الأخيرة 4 مرات لتصل إلى 31 مليار دولار وقد اختفى ثلث هذا المبلغ دون أي يترك أي أثر وسوف يواجه سيرديوكوف مهمة صعبة تتمثل في الحفاظ على القدرات الدفاعية لروسيا في الوقت المناسب لمواجهة النفقات العسكرية المرتفعة للولايات المتحدة وقد تحدث وزير الدفاع الأميركي الجديد بنفسه عن ارتفاع النفقات العسكرية لبلاده وضخامة ميزانية الدفاع وخلال فترة إدارة بوش، تضاعفت النفقات العسكرية حتى وصلت إلى 620 مليار دولار هذا العام ولم يذهب الرئيس الروسي إلى ميونيخ ليصدم الحضور، ولكنه كان مزوداً بالحقائق وكان من بين هذه الحقائق أن الولاياتالمتحدة لم تمتلك مثل هذه الميزانية الضخمة في مجال الدفاع منذ الحرب الكورية وتدرك موسكو أن الولاياتالمتحدة تخوض حرباً داخل العراق في الوقت الحالي، وأنها تفكر في غزو إيران ولكن على أي حال، تمتلك البنتاغون الأموال الكافية لتطوير قدراتها العسكرية بشكل سريع وقد طرح القادة العسكريون الروس على الكرملين أسئلة لا تتطلب إجابات سياسية فقط، ولكنها تتضمن أيضاً تقييماً واضحاً للقدرات العسكرية والحالة الفنية للجيش الروسي في مواجهة التحدي الأميركي وقد تحطمت اتفاقيات التحكم في انتشار الأسلحة في الوقت الحالي، وذكر محللون روس أن عمليات التوسع في امتلاك الأسلحة من قبل الجيش الأميركي أصبحت تشكل خطراً قوياً على الأمن القومي لروسيا وكتب هؤلاء المحللون مقالات عن قدرة الجيش الأميركي على تدمير الدبابات الروسية دون استخدام قوات مقاتلة ولا يمكن لأجهزة الرادار الروسية اكتشاف وتعقب حركة طائرات التجسس الأميركية ويشعر الخبراء الروس بالقلق في الأساس من تحديث أنظمة الصواريخ الباليستية الأميركية لأنها تثير شكوكا حول قدرة روسيا على الانتقام. \r\n ويشعر سيرجي ايفانوف بالفخر بسبب امتلاك روسيا للغواصات النووية والصواريخ الأرضية الفاعلة من طراز توبول ام اس، ولكن الخبراء العسكريين يشككون في أن هذه الصواريخ آمنة بنسبة مائة في المائة وفي السنوات القليلة الماضية، حققت اختبارات اطلاق صواريخ بولافا نجاحاً محدوداً، وتسلم الجيش الروسي 50 صاروخا فقط من طراز توبول ام اس من أصل 200 صاروخ كان يجب أن يتسلمها الجيش وربما إذا كان الوضع الدولي مختلفا ، لما أظهر الكرملين ردة الفعل شديدة الحساسية إزاء وضع 10 صواريخ في المستودعات البولندية، أو نشر الأنظمة المضادة للصواريخ الباليستية في جمهورية التشيك. وكان من الممكن أن ينجح بوش في إقناع بوتين بأن هذه الأنظمة سوف تكون مصدر حماية لروسيا ضد الدول المارقة وتنامي التهديدات الإرهابية التي تفرضها بعض الجماعات المسلحة والمتطرفة في منطقة الشرق الأوسط ولكن عندما يتعلق الأمر بقضية الأمن القومي الاستراتيجية، يمكن أن تدرك روسيا التهديدات التي تواجهها بالقرب من حدودها وبغض النظر عن الصداقة القائمة بين بوتين وبوش، فإن كلا الزعيمين يتجهان نحو عدم المبالاة بأقوال كبار القادة العسكريين عن التغير في الوضع الاستراتيجي الدولي ويحمل الخطاب الذي ألقاه بوتين في اجتماع ميونيخ ملامح هذه التوجه، حيث يدعو بوتين الى الحوار الهادىء بدلاً من البدء في حرب باردة جديدة . \r\n \r\n معلق سياسي لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء والمعلومات \r\n بوريس كايماكوف \r\n خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن)