\r\n \r\n \r\n \r\n وفيما يلي الطريقة التي يتم بها تنفيذ \"لعبة الثلاث ورقات\" المالية أو ما يعرف بالإنفاق التكميلي. تقدر ميزانية وزارة الدفاع الرسمية لعام 2008 بمبلغ 481 مليار دولار، وهو ما يعني أنها تزيد بنسبة 10 في المئة عن ميزانية العام الماضي و62 في المئة عن ميزانية 2001. غير أن هناك طلبا مقدما من الإدارة بتخصيص مبالغ تكميلية تصل إلى 141.7 مليار دولار(لا يتم إدراجها في تلك الميزانية) وهو ما يعني أن ميزانية الدفاع الحقيقية لهذا العام تبلغ 622.7 مليار دولار. وإذا ما أخذنا في اعتبارنا أن الرئيس بوش كان قد طلب 93.4 مليار دولار كمخصصات تكميلية لعام 2007، فإن هذا يعني أن ميزانية وزارة الدفاع التي أُعلنت هذا الأسبوع كانت في الحقيقة 716 مليار دولار. \r\n وهذان البندان التكميليان يمثلان في الحقيقة جزءاً من ميزانية الدفاع، والخبر الطيب في هذا السياق هو أنهما كانا قد أدرجا يوم الاثنين قبل الماضي في مقترحات الميزانية العامة البالغة 2.9 تريليون دولار، وهو ما يعد تحسناً مقارنة بالممارسات الأخيرة التي كان يتم فيها طلب المخصصات التكميلية على مدار العام دون أن يتم إدراجها أبداً في الميزانيات الرسمية المقترحة. \r\n بيد أن المشكلة الأساسية في هذا السياق، هي أن طلبات الميزانية التكميلية بهدف التغطية على النفقات الحقيقية الخاصة بالدفاع ولتجنب اتخاذ قرارات صعبة بالنسبة للميزانية لا تزال موجودة كممارسة إلى حد كبير. \r\n ومن المفترض أن تؤدي طلبات الميزانية التكميلية إلى توفير الأموال التي لا يمكن الانتظار حتى دورة الميزانية التالية من أجل الحصول عليها. ويستخدم الكونجرس هذه المخصصات التكميلية لسداد النفقات غير المتوقعة الناتجة عن حدوث كارثة وطنية أو عن حرب. وهكذا نجد أن تلك المخصصات التكميلية هي التي وفرت التمويل المبدئي للصراعات التي انخرطت فيها الولاياتالمتحدة مثل حرب الخليج والبوسنة وكوسوفو، أما التمويل المنتظم لتلك الأحداث، فقد كان يتم من خلال الطريق الطبيعي الذي تتبعه الإدارة أي من خلال قيامها بتقديم مقترحات الميزانية السنوية والتي يتطلب الأمر الكثير من الأخذ والرد والجدال والمساومات حتى يتم الموافقة عليها. ويمكن القول إن الإنفاق التكميلي كان يشكل 1 في المئة فقط من الإنفاق الدفاعي، وأنه نادراً ما زاد عن 3 في المئة. \r\n العكس من ذلك تماماً هو الذي يحدث في عامنا الحالي 2007 حيث يتوقع أن يصل الإنفاق التكميلي إلى نسبة 16.4 في المئة من الإنفاق الدفاعي،على الرغم من حقيقة أن حرب العراق قد مضى عليها أربع سنوات كاملة وأن النفقات والمصاريف الخاصة بها معروفة، وليس هناك صعوبة في التنبؤ بها. ويقول خبراء \"البنتاجون\" إن معظم الإنفاق التكميلي يذهب لدفع الرواتب والمزايا العينية التي يحصل عليها أفراد الحرس الوطني التابعون للجيش وجنود وضباط الاحتياط الذين يتم استدعاؤهم للخدمة العامة. \r\n طالما أن الأمر كذلك، وطالما أن النواحي التي يتم فيها إنفاق المخصصات المالية المتضمنة في الميزانية معروفة سلفاً، فما الذي يدعو البيت الأبيض والكونجرس لإساءة استخدام آلية النفقات التكميلية؟ الإجابة على هذا السؤال هي أن ذلك يحدث لأن الرئيس والكونجرس قد اكتشفا أن هذه الآلية توفر وسيلة يمكن بها زيادة الإنفاق سراً على الحرب الطويلة والمؤلمة التي تخوضها الولاياتالمتحدة في الوقت الراهن لأن هذه الآلية لا تخضع لما يعرف بالحد الأعلى أو سقف الميزانية، كما أنها لا تؤدي بالكونجرس إلى إجراء خفض في مخصصات أخرى لتوفير الأموال اللازمة لها. \r\n وفي العام الماضي كشف رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال \"بيتر شوميكر\" عن مضمون هذه اللعبة عندما شهد أمام لجنة مجلس الشيوخ أن الجيش قد فضل أن يتم تأمين نفقات ال 30 ألف جندي إضافي عن طريق المخصصات التكميلية لأن إدراج المخصصات في طلبات الميزانية السنوية المعتادة كان سيؤدي\" إلى إزاحة أشياء أخرى نحن في مسيس الحاجة إليها حتى يمكننا إنجاز عملية تحويل شكل القوات المسلحة \". \r\n ويلزم هنا أن نذكر أن \"البنتاجون\" ليس هو اللاعب الوحيد الذي يمارس \"لعبة الورقات الثلاث\" هذه. فالكونجرس الأميركي أيضاً، يمكنه من خلال تقليص طلبات الإنفاق الدفاعي(مع الاستمرار في الوقت نفسه في الاعتماد على النفقات التكميلية لتغطية الفارق بين ما هو مطلوب وما تم تخصيصه بالفعل) أن \"يحرر\" المبالغ \"المدخرة\" لتمويل مخصصات غير دفاعية. \r\n خلاصة ما نود قوله إن الكونجرس الذي أصبح يسيطر عليه \"الديمقراطيون\" الآن يمكنه أن يستخدم الأسلوب الذي يتم استخدامه في تمويل حرب العراق(من خلال المخصصات التكميلية) كأداة دافعة لمناقشة موضوع تأخر كثيراً وهو معالجة نواحي الإسراف في الكونجرس من خلال تقليص بعض المخصصات. أو عليه بدلاً من ذلك أن يعلن صراحة أن \"البنتاجون\" يستحق كل \"بنس\" في الميزانية التي خصصت له هذا العام والبالغة 700 مليار دولار. يجب علينا أن نكف عن التظاهر بأن النفقات المرتبطة بالحرب هي شيء منفصل عن ميزانية وزارة الدفاع، وأنها خاصة بالحرب لأنه من المعروف أن المهمة الوحيدة لهذه الوزارة هي خوض الحروب والانتصار فيها. \r\n \r\n فيرونيك دو ريجي \r\n زميل مقيم في معهد \"أميركان إنتربرايز\" \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n