حقيقة انهيار 7 آلاف مبنى في الإسكندرية بسبب ارتفاع منسوب البحر وتآكل التربة    سي إن إن: مسؤولون سوريون وإسرائيليون عقدوا محادثات مباشرة    إنبي وطلائع الجيش يتعادلان 1/1 في الدوري الممتاز    مواعيد المقابلات الشخصية لراغبي القيد بالجدول العام للمحامين الأسبوع المقبل    تعليق ناري من صفية العمري على أزمة أولاد محمود عبد العزيز وبوسي شلبي (فيديو)    "مذهلة"..نسرين طافش تنشر مقطع فيديو يبرز جمالها والجمهور يعلق    غدًا.. عرض الفيلم الوثائقي "الزعيم"    الأمم المتحدة: لدينا شواهد كبيرة على حجم المعاناة والمجاعة في غزة    أحمد نبوي: الدين الإسلامي ومعياره الأصيل يتمثل في الوسطية والاعتدال والتوازن    يوم فى جامعة النيل    تشكيل قمة تشيلسي ضد مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي    بابا الفاتيكان يدعو إلى وقف التسلح وتعزيز الحوار والدبلوماسية بدلا من الصراعات    مشيرة خطاب: التصديق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ضرورة ملحة    إعلام عبرى: الوفد الإسرائيلي المفاوض سيبقى في الدوحة حتى مساء السبت    بسنت شوقي: اتخضيت من نجاح مسلسل "وتقابل حبيب"    نقابة الأطباء البيطريين تحتفل باليوم العالمى للطبيب البيطرى غدا برعاية وزارتى الصحة والزراعة    الكشف والعلاج بالمجان ل 390 حالة وندوات تثقيفية ضمن قافلة طبية ب«النعناعية»    السعرات الحرارية..‬ بعد الملح والسكر والدهون    «شغل» أمريكانى    كيف نظم القانون حق الموظفين في إجازة الحج؟    الأهلي يفوز على أبيدجان الإيفواري بكأس الكؤوس الإفريقية لليد    قداسة البابا تواضروس يستقبل الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية في العالم بوادي النطرون (صور)    أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له    بالمستند.. التعليم تعدل جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 لهذه المدارس    الجزائر تبحث مع إيطاليا مشروع الربط الكهربائي المباشر    إذاعة الاحتلال: الجيش يقول إنه سمح بإدخال الوقود لمستشفيات أجنبية بغزة    كيف تتغلب على الموجة الحارة؟.. 4 نصائح للشعور بالانتعاش خلال الطقس شديد الحرارة    جدول امتحانات الشهادة الإعدادية الأزهرية 2025 الترم الثاني    السديس يدشن النسخة التجريبية لأكبر مشروع للذكاء الاصطناعي في المسجد النبوي    أسامة غريب يكتب: قسيس القرية    "المستلزمات الطبية" تناقش مشكلات القطاع مع هيئتي الشراء الموحد والدواء المصرية الاثنين المقبل    الأوقاف تصدر العدد الجديد من مجلة "الفردوس" للأطفال    اغتنم الفرصة الذهبية.. أدعية مستجابة في ساعة الاستجابة... لا تفوّت الدعاء الآن    قبل تقديم النسخة المحلية.. كم يبلغ سعر النسخة المستوردة من جيتور X70 Plus بسوق المستعمل    مصر تتوج بلقب البطولة الأفريقية للمضمار بحصدها 51 ميدالية    إحالة محامى.. المعروف إعلاميا ب"سفاح المعمورة"، إلى محكمة الجنايات.    انطلاق منافسات بطولة تصفيات مصر الدولية لكرة السلة 3x3 للناشئين    تيك توك تطلق خاصية التأمل الليلي لحماية المراهقين من الإدمان الرقمي    حبس بائع تحرش بطالبة أجنبية بالدرب الأحمر    ميناء دمياط يستقبل 12 سفينة خلال 24 ساعة.. وتداول أكثر من 93 ألف طن بضائع    حماس: الاحتلال يستخدم سياسة الأرض المحروقة في غزة    الصوامع والشون تستلم 270 ألفا و255 طنا من القمح داخل وخارج أسوان    شكاوى المواطنين تنهال على محافظ بني سويف عقب أدائه صلاة الجمعة .. صور    وزير الكهرباء يتابع مستجدات تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة    الزمالك يبدأ الخطوات الرسمية لرفع إيقاف القيد بالتواصل مع "فيفا".    المفتي: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية وفاعله آثم    منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس    وفاة طفل وإصابة اثنين آخرين نتيجة انهيار جزئي لعقار في المنيا    كاف يكشف عن تصميم جديد لكأس لدوري أبطال إفريقيا    أسعار الأسماك في بورسعيد اليوم الجمعة 16 مايو 2025    الإسكان: قرارات إزالة لتعديات ومخالفات بناء بالساحل الشمالي وملوي الجديدة    حبس متهم بالتعدى على طفلة فى مدينة نصر    حال الاستئناف، 3 سيناريوهات تنتظر نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    الصحة: خبير من جامعة جنيف يُحاضر أطباء العيون برمد أسيوط    طريقة عمل السمك السنجاري فى البيت، أحلى وأوفر من الجاهز    لاعب المغرب: نسعى لكتابة التاريخ والتتويج بأمم إفريقيا للشباب    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    خسارة مصر وتتويج برشلونة باللقب.. نتائج مباريات أمس الخميس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعوة صريحة لترويض العسكريين الأميركيين، أميركا أنفقت 7.1 تريليونات دولار على الد
نشر في التغيير يوم 07 - 03 - 2005


\r\n
وبحسب استطلاعات الرأي، فإن أغلبية الناخبين يعتقدون بأننا نمتلك بالفعل مثل هذا الدرع، مما يتيح لك أن تقول انك تقوم بتحديثه، وبعد ذلك لا تفعل شيئاً. ومهما يكن الأمر، أنفقت الولايات المتحدة في الفترة من سنة 1949 حتى 1999 مبلغاً من المال قدره (1,7) تريليونات دولار على «الدفاع الوطني». وكنتيجة لذلك، وصل الدين الوطني إلى (6,5) تريليونات دولار، منها (6,3) تريليونات دولار للجمهور و(2) تريليون دولار لصناديق التأمين الاجتماعي والصحي، وكل ذلك بسبب النفقات العسكرية والفوائد المترتبة على تلك الديون.
\r\n
\r\n
\r\n
السيد الرئيس المنتخب، بما أن أرقام وزارة الخزانة معرّضة تقليدياً للتلاعب، فسيكون من المستحسن لو تأكدت من أن الأرقام الحقيقية للايرادات والنفقات العائدة للأموال الفيدرالية قد نشرت بدقة وأمانة، ففي السنة الماضية، أخبرتنا الحكومة الاميركية كاذبة بأن ايراداتها تزيد قليلاً عن (8,1) تريليون دولار، وأن نفقاتها تقل قليلاً عن (8,1) تريليون دولار. ومن هنا، الفائض الوهمي الشهير الذي تكشّف للعيان عندما ثبت بالطبع ان ميزانيتنا تعاني من العجز البسيط المعتاد الذي يصل إلى حوالي (90) مليار دولار.
\r\n
\r\n
\r\n
سنة بعد أخرى، يجري تضخيم الايرادات الرسمية للحكومة بإضافة ايرادات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي محسوبة بوصفها ايرادات رسمية. ولكن هذه الأموال ليست ايرادات فيدرالية. وقد حقق الضمان الاجتماعي لهذا العام فائضاً صحياً مقداره (150) مليار دولار. فلا عجب إذا كانت الشركات الأميركية الكبرى وموظفوها من اعضاء الكونغرس يتلهفون على خصخصة هذا الصندوق الصحي الذي لم يهدده احد سواهم حتى الآن.
\r\n
\r\n
\r\n
خرافة جريئة ومريحة
\r\n
\r\n
\r\n
على الرغم من أن الإنفاق العسكري الحقيقي كان بالفعل أقل من المعتاد في العام الماضي، إلا أن نصف الميزانية قد أنفق مع ذلك على الحروب المقبلة بالإضافة إلى تدمير مصنع الدواء الوحيد في السودان. النفقات العسكرية كانت (344) مليار دولار، بينما كانت الفوائد المترتبة على الجوانب العسكرية من الدين الوطني (282) مليار دولار. وأرجو المعذرة على ازعاجكم بهذه الاحصائيات. ولكنها تقع في قلب «توعكنا»، وهي كلمة فرنسية مؤسفة استخدمها جيمي كارتر، وتعني في لغتنا «الإفلاس».
\r\n
\r\n
\r\n
والوعد البهيج الذي قطعته إدارة كلينتون على نفسها بتحقيق فائض قدره (1.8) تريليون دولار في الميزانية خلال العقد المقبل كان بالطبع خرافة جريئة ومريحة، قامت على أساس تقديرات خيالية غير واقعية للايرادات الفيدرالية المستقبلية، هذا إذا وضعنا جانباً النفقات التي اذا شابهت نوبة الانفاق التي انتابت الكونغرس في أيلول الماضي، فإنها ستؤدي إلى اغراقنا في الحبر الأحمر.
\r\n
\r\n
\r\n
سيدي، إذا كنت ستحقق أي نفع على الإطلاق لهذه الامة وللكرة الأرضية التي تحتجزها هذه الأمة كرهينة، فينبغي أن تقوم بترويض العسكريين الأميركيين. عليك أن تعيد قادة القوات المسلحة الذين خرجوا عن السيطرة إلى حظيرة النظام والالتزام. في سبتمبر الماضي، ادلى رئيس هيئة الاركان المشتركة، الجنرال إتش. إتش. شيلتون، بتصريح أفاد فيه أن هناك حاجة إلى دولارات أكثر وليس أقل. وبالتحديد، تطالب مشاة البحرية بزيادة في مخصصاتها تصل إلى (5,1) مليار دولاراً في السنة.
\r\n
\r\n
\r\n
والجيش يطالب بثلاثين مليار دولار، والبحرية تطالب بعشرين مليار دولار، والقوة الجوية تطالب بثلاثين مليار دولار، وكل ذلك في غياب عدو تستدعي مواجهته مثل هذه النفقات والتكاليف. ونحن ننفق (22) مرة أكثر مما ينفقه أعداؤنا السبعة المحتملين مجتمعين: كوبا وايران والعراق وليبيا وكوريا الشمالية والسودان، وسوريا. ينبغي أن لا توافق على هذه الزيادات المهلكة.
\r\n
\r\n
\r\n
في اغسطس 1961، زرت الرئيس كيندي في پورت هيانِّس. وكان بناء جدار برلين قد دخل حيز التنفيذ. وكان هو على وشك أن يبدأ حشداً عسكرياً ضخماً، متردداً وعلى مضض أو هكذا قال بينما كان يدخّن سيجاراً حرره صديق من كوبا كاسترو. وينبغي الإيضاح بأن جون كيندي كان يكره الليبراليين أكثر من كرهه للمحافظين. وأفاد: «لا أحد يمكن إطلاقاً أن يكون ليبرالياً بدرجة كافية في نظر النيويورك پوست». واستطرد قائلاً:
\r\n
\r\n
\r\n
«حسناً، لا بد أن البوست سعيدة الآن. برلين ستكلفنا (3.5) مليارات دولار على الأقل. ومن هنا، وبسبب هذا الحشد العسكري، سيكون لدينا عجز يصل إلى سبعة مليارات دولاراً في ميزانيتنا لهذا العام. وهذا يصب كثيراً من الماء في المضخة لتبدأ العمل في حملات النقد ومظاهرات الاستنكار». وأضاف مزمجراً وعابساً: «يا إلهي! كم أكره الطريقة التي تُستخدم في تبذير الأموال يميناً وشمالاً هناك في البنتاغون ».
\r\n
\r\n
\r\n
فقلت: «ليسوا هم، بل انت، وإدارتك» وأطلعني بحدّة ومن دون لفٍّ ولا دوران على حقائق الحياة. وها إنني أكرر الآن ما قاله بوصفه نصيحة من الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة إلى الرئيس الثالث والأربعين. «الطريقة الوحيدة المتاحة للرئيس لكي يسيطر على البنتاغون هي أن يقضي السنوات الأربع كلها من فترة رئاسته الأولى من دون أن يفعل أي شيء آخر غير التحقيق في تلك الفوضى. مما يعني أنه لن يستطيع أن يفعل أي شيء آخر. . . ».
\r\n
\r\n
فقلت: «مثل أن يعمل على إعادة انتخابه؟» فابتسم وقال: «شيء من هذا القبيل». لهذا اقترح الآن، يا أيها السيد الرئيس المنتخب، بينما لا يزال هناك متسعٌ من الوقت، أن تتعامل مباشرة مع الروابط بين العسكريين والشركات الأميركية العملاقة، وأن تعمد إلى عقلنة السياسات المتعلقة بالمشتريات والعطاءات، بالأخص فيما يخص درع رونالد ريغان النووي التذكاري. كما ينبغي أن تقوم أيضاً بتسريب بعض الأسرار المعينة التي يخفيها البنتاغون إلى الشعب الأميركي. في سنة 1995.
\r\n
\r\n
\r\n
كنا لا نزال نصوّب صواريخنا نحو (500,2) هدف أجنبي واليوم احتفالاً بالسلام في الأرض، نصوّب صواريخنا نحو (3000) هدف أجنبي، (260.2) منها نحو روسيا، والبقية موجّهة نحو الصين والدول المارقة. وعلى الرغم من أن الرئيس كلينتون قد تحدّث ببلاغة عن الحاجة إلى تخفيض مثل هذه الاستهدافات النووية الخطِرة، فإن البنتاغون يتصرّف على هواه كما يشاء.
\r\n
\r\n
\r\n
ويجعل العالم مكاناً غير آمن للجميع. ولكن مجلة (اليو. إس. أي. توداي) أفادت مؤخراً أن العسكريين يتمتعون بدرجة أعلى من الشعبية (64%) من أية فئة أو جماعة في البلاد. وجاء ترتيب الكونغرس والبيوتات المالية والتجارية الكبرى في أدنى الدرجات.
\r\n
\r\n
\r\n
ومن المعلوم طبعاً أن الصنوف العسكرية المختلفة في القوات المسلحة تنفق بالفعل (265) مليون دولار في السنة على الدعاية والإعلان.
\r\n
\r\n
\r\n
استمتع جون كيندي كثيراً بالرواية المثيرة التي كتبها فليتشر نِبيل وكان عنوانها (سبعة أيام في مايو). وتحوّلت فيما بعد إلى فيلم سينمائي. والحبكة بإيجاز هي كمايلي: يخطط متطرف يميني، يمثل شخصية حقيقية حية هي الأميرال آرثر رادفورد، للقيام بانقلاب عسكري للاستيلاء على البيت الأبيض. وجد كيندي أن الكتاب يشدّه ويجذبه. وقال بضحكة خافتة: «ولكن الأكثر احتمالاً هو أن هذا الرئيس سيقوم ذات يوم بتشكيل جيشه الخاص ويتولى بنفسه احتلال هذا المبنى الملعون. (المقصود البنتاغون)».
\r\n
\r\n
\r\n
الكلب الذي لا ينبح
\r\n
\r\n
\r\n
كلا. لا اتفق مع أوليفر ستون أن الجنرالات هم الذين قتلوه. ولكن يوجد في مكان ما هناك في الخارج، كلب حراسة يبدو أنه لا ينبح أبداً في ظلام الليل. ومع ذلك، فإن الكلب الذي لا ينبح هو الكلب الذي كان ينبغي أن يحرس الدار من السرّاق واللصوص، وهو في هذه الحالة المجمّع الصناعي العسكري الذي حذَّرنا منه ونبَّهنا إليه الرئيس أيزنهاور بشهامة وأمانة. وعلى الرغم من وجود قصص عديدة في أجهزة الإعلام عن تجاوزات مكلفة في الصناعات الدفاعية.
\r\n
\r\n
\r\n
بالإضافة إلى بداية بطيئة لما يمكن أن يتحول فيما بعد إلى حوار حقيقي، حول الدرع النووي الذي أراده ريغان لنا، بعد أن شاهد فيلماً من أفلام (ألفرد هيتشكوك) بعنوان (الستار الممزق)، وهو فيلم لا يرقى إطلاقاً في مستواه إلى مستوى (سبعة أيام في مايو)، فإنه لا يوجد حتى الآن حوار حول دور العسكريين في حياة الأمة، وتهديده المستمر لنا جميعاً، بفضل غرور القوة الذي ينتاب الضباط الكبار الذين اكتسبوا بالممارسة عادة تبذير مبالغ طائلة من أموال الشعب،.
\r\n
\r\n
\r\n
على صواريخ لا تستطيع أن تصيب أهدافها، وقاذفات قنابل لا تستطيع أن تحلّق في المطر. والكونغرس، الذي كان ينبغي أن يتصدى لمثل هذه الانحرافات، لا يفعل ذلك لأن عدداً كبيراً من أعضائه تموّلهم الشركات نفسها التي تمتص أموال ضرائبنا. ومما يعتبر عائقاً إضافياً في هذا الصدد، إن الضباط الكبار بعد أن يقدّموا الطلبات إلى الصناعات الدفاعية، كثيراً ما يتحولون فيما بعد إلى مندوبي مبيعات يعملون في الشركات نفسها التي كانوا يشترون منها.
\r\n
\r\n
\r\n
من بين جميع الرؤساء الذين دخلوا إلى البيت الابيض مؤخراً، كان من المتوقع ان يكون كلينتون أكثرهم حصافة وحنكة وحكمة في تعامله مع المسائل الاقتصادية. ولكن لأنه استخدم العديد من الحجج والوسائل للبقاء بعيداً عن حرب فيتنام، فإنه جاء إلى الرئاسة وعلاقاته متوترة مع العسكريين. وعندما حاول كلينتون أن يفي بوعده للناخبين غير الأسوياء جنسياً، بأن الحياة الشخصية لأي فرد عسكري هي من شأنه الخاص.
\r\n
\r\n
\r\n
وليست من شأن أي شخص آخر، رفع قادة الحرب عقيرتهم قائلين إن ذلك سيدمر الروح المعنوية. وتراجع كلينتون. وعندما صعد كلينتون على متن حاملة الطائرات الأميركية (ثيودور روزفلت) لكي يؤدي التحية العسكرية، استقبله البحارة بالرقص وثوباً وقد وضعوا على رؤوسهم كتل الشعر الكثيف التي توجد في نهاية عصا الممسحة، ويقومون بحركات يقلّدون بها عمالاً يكدحون، ويطلقون صيحات مثل نعيب البوم تدل على الاستهزاء والاستهجان.
\r\n
\r\n
\r\n
وقف الرئيس ساكناً في مواجهة هذا المشهد. هذه الإهانات الناجمة للسلطة المدنية قد جعلت العسكريين أكثر مشاكسة ووقاحة. والآن ينبغي لجمهم وإخضاعهم وإعادتهم إلى حظيرة النظام والالتزام. في غضون هذا الصيف، قدم قادة الحرب في البنتاغون مذكرة عن برامجهم وأهدافهم إلى وزير الدفاع. وهذه المذكرة، في المعتاد من الأحوال، لا تعدو أن تكون قائمة مهذّبة من الامنيات التي يودون أن يجدوها تحت شجرة عيد الميلاد.
\r\n
\r\n
\r\n
ومع مجيء شهر سبتمبر، بدت قائمة الامنيات كما لو كانت إنذاراً فظّاً. وأفاد ضابط منشق يقول: «بدلاً من ميزانية تقوم على سقف مالي للإنفاق العسكري، يطالب القادة بميزانية تقوم على الإستراتيجية العسكرية». وعلى الرغم من أن استراتيجياتهم العسكرية المشتركة، كما جربناها في الحروب خلال السنوات الخمسين الماضية. كانت كارثية في العادة، فإن الاستراتيجية العسكرية في هذا السياق تعني ببساطة ابتزاز (30) مليار دولار من الحكومة في السنة، تضاف إلى 51% من الميزانية التي تنفق حالياً على الحرب.
\r\n
\r\n
\r\n
السيد الرئيس المنتخب، انصحك أن تنقل مكتبك من الجناح الغربي في البيت الابيض إلى البنتاغون عبر النهر. وعلى الرغم من أن كل يوم تقضيه هناك يمكن أن يثبت أنه سيكون لك بمثابة العَيْدَس من شهر مارس، فإنك ستشعر على الأقل بالرضى مدركاً أنك حاولت أن تفعل شيئاً من أجلنا، نحن أبناء الشعب الذين لم نحظ حتى الآن بأي شخص يمثلنا.
\r\n
\r\n
\r\n
هكذا بدأت الحرب الدائمة
\r\n
\r\n
\r\n
قبل خمسين عاماً، احل هاري ترومان محل الجمهورية القديمة دولة الأمن الوطني التي غرضها الوحيد هو أن تشن الحروب، الساخنة، والباردة، والفاترة. التاريخ الدقيق للاستبدال؟ 27 فبراير 1947. المكان: غرفة اجتماعات مجلس الوزراء في البيت الأبيض. الحاضرون: ترومان، وكيل وزارة الخارجية دين أتشيسون، ونفر من زعماء الكونغرس. السناتور الجمهوري آرثر فاندنبرغ قال: أنه لا يستطيع أن يعسكّر اقتصاده إلا إذا استطاع أولاً «أن يرعب الشعب الأميركي رعباً تشيب لهوله الولدان» بأن الروس قادمون. وأخذ ترومان بتلك النصيحة واستجاب لها بالفعل. وهكذا بدأت الحرب الدائمة.
\r\n
\r\n
\r\n
والحكومة النيابية، حكومة الشعب بالشعب للشعب، أصبحت الآن ذكرى قديمة باهتة. والشركات الأميركية العملاقة الكبرى وحدها هي التي تتمتع بالتمثيل في الكونغرس بدوراته المتعاقبة، ورؤساء الجمهورية الذين اشترتهم وانتخبتهم بالمال في ترتيب من شأنه ألا يتحمّل أحد المسئولية الكاملة، لأن الذين ابتاعوا الحكومة هم أنفسهم الذين يملكون أجهزة الإعلام أيضاً. والآن، مع ثورة الحرس البريتوري في البنتاغون ، بدأنا في الدخول إلى مرحلة جديدة وخطيرة.
\r\n
\r\n
وعلى الرغم من استمرارنا في التشهير بالمجتمعات الأخرى على أنها دول مارقة، فأننا نحن أنفسنا قد أصبحنا الدولة الكبرى الأكثر مروقاً من جميع الدول الأخرى، فنحن لا نحترم المعاهدات. ونحن نزدري المحاكم الدولية. ونحن نهاجم بقرار منفرد من جانب واحد حيثما نشاء. ونحن نصدر الأوامر للأمم المتحدة ولكننا لا ندفع الاشتراكات المالية المترتبة علينا والمطلوبة منا. ونحن نرفع عقيرتنا بالشكوى من الإرهاب.
\r\n
\r\n
\r\n
ومع ذلك فإن إمبراطوريتنا هي الآن الإرهابي الأعظم من جميع الإرهابيين، ونحن نقصف ونغزو وندمّر، الدول الاخرى. وعلى الرغم من أننا نحن شعب الولايات المتحدة المصدر الوحيد للسلطة الشرعية في هذه البلاد، فإننا لم نعد ممثلين في مجالس الكونغرس. لأن الكونغرس الذي يفترض أن يمثلنا قد اختطفته الشركات الأميركية العملاقة الكبرى وأداتها في الفرض والقمع والقسر، الآلة العسكرية الإمبريالية.
\r\n
\r\n
ونحن شعب الولايات المتحدة المحروم من حقه في الانتخاب الحر والتمثيل النيابي، نحن ضحايا هذه الحكومة المتعسكرة، تماماً وسواء بسواء، مثل الباناميين، والعراقيين، والصوماليين. ونحن قد سمحنا أن يتم الاستيلاء على مؤسساتنا باسم إمبراطورية أميركية كونية، غريبة كلياً عن أي مفهوم دار في بال مؤسسي دولتنا. واعتقد أن الأوان قد تأخر كثيراً لكي ننقذ ونستعيد الجمهورية التي خسرناها قبل نصف قرن من الزمان.
\r\n
\r\n
\r\n
حماية الحريات القديمة
\r\n
\r\n
\r\n
مع ذلك، أيها السيد الرئيس المنتخب، لا تزال هناك بارقة من الأمل أن تعيد الوضع بعض الشيء إلى مساره الطبيعي إذا بدأت الآن في لجم أمراء الحرب وكبح جماحهم. وتستطيع أن تقوم بتخفيض الإنفاق العسكري، مما سيتيح لك أن تكسب شعبية حقيقية واسعة، لأنك ستستطيع عندئذ بطريقة شرعية أن تقوم بتخفيض ضرائبنا، بدلاً من ان تقوم بما أراد لك تمويلك القيام به، إعفاء الشركات العملاقة الكبرى من أعباء تسديد الضرائب الصغيرة المستحقة عليها.
\r\n
\r\n
\r\n
في سنة 1950 كانت الضرائب التي فرضت على أرباح الشركات العملاقة الكبرى تمثل 25% من الايرادات الفيدرالية. ولكن تلك النسبة انخفضت إلى 1,10% في سنة 1999. واخيراً، كما نحن واثقون بأننا نحن الشعب لم ننتخبك بل انتخبتك أموال طائلة بعيدة عن طائلة المساءلة دفعتها الشركات العملاقة الكبرى، كذلك نحن واثقون بأن يوم الحساب يقترب. استخدم فترتك الرئاسية الأولى في تحطيم البنتاغون . ابعد من ذهنك أية فكرة عن فترة رئاسية ثانية.
\r\n
\r\n
ومهما يكن الامر، فإنك إذا نجحت في الضفة الأخرى من نهر البوتوماك، فإنك ستكون بطلاً في نظرنا نحن الشعب. وإذا فشلت، أو ما هو أسوأ، إذا لم تحرك ساكناً ولم تفعل شيئاً، فإنك قد تكون الرئيس الاخير الذي توقف التاريخ في زمانه عن الاهتمام بالولايات المتحدة، وتحولت فيه بياناتنا الفخورة إلى مجرد أصداء تضعف وتخفت مع مرور الوقت.
\r\n
\r\n
\r\n
وأيضاً، أمعن النظر ملياً في ملاحظة عابرة أبداها سلفك البعيد النظر وإن كان السييء الحظ، كلينتون. عندما سيطر غينغريتش وعقده على أميركا (وليس مع أميركا) على الكونغرس، قال كلينتون: «ليس الرئيس شخصاً يمكن الاستخفاف به أو الاستغناء عنه». وكان ذلك اعترافاً مروّعاً أنه يمكن أن يكون كذلك. حسناً، يا سيدي، كن رئيساً حاضراً في المشهد السياسي، لا يمكن الاستخفاف به أو الاستغناء عنه. قم بحماية ما تبقى من حرياتنا القديمة، وحافظ عليه، ودافع عنه وافعل ذلك أيضاً بالنسبة إلى قدرنا الذي أصبح أكثره مرهوناً.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.