\r\n \r\n وتجيء محادثات بوش مع الزعماء الديمقراطيين لاصلاح البين بعد ان قالت التقارير الاعلامية إن الديمقراطيين فازوا بعدد كاف من المقاعد يمكنهم من انتزاع السيطرة على مجلس الشيوخ الاميركي من الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه الرئيس لتصبح لهم السيطرة على مجلسي الكونجرس للمرة الاولى في 12 عاما. \r\n \r\n \r\n وذكرت شبكة تلفزيون ان بي سي ووكالة انباء اسوشيتدبرس أن المرشح الديمقراطي جيمس ويب فاز على السناتور الجمهوري جورج ألن في منافسة حامية على مقعد ولاية فرجينيا في مجلس الشيوخ. \r\n \r\n \r\n وفاز الديمقراطيون بالفعل بالاغلبية في مجلس النواب الاميركي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت الثلاثاء، ومقعد ويب هو السادس الذي يفوز به الديمقراطيون والذي يحتاجونه لتكون لهم أغلبية في مجلس الشيوخ الذي يبلغ عدد مقاعده 100 مقعد. \r\n \r\n \r\n وفي اعادة لرسم الخريطة السياسية للعامين اللذين بقيا له في البيت الابيض أعلن بوش الاربعاء وبعد أيام معدودة من اعلان تأييده القوي لدونالد رامسفيلد انه اتفق مع وزير دفاعه الذي كان مسؤولا عن ادارة الحرب في العراق على الاستقالة لأن الوقت حان لرؤية جديدة. \r\n \r\n \r\n وقال بوش إن السياسة الحالية في العراق \"لا تعمل بشكل جيد على نحو كاف ولا بالسرعة الكافية\". \r\n \r\n \r\n وكان بوش قد أعلن خلال الايام الاخيرة لحملة انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت الثلاثاء انه يريد ان يبقى رامسفيلد في منصب وزير الدفاع الى ان ينهي فترة رئاسته الثانية في يناير كانون الثاني عام 2009 . \r\n \r\n \r\n لكن رامسفيلد وهو من المقربين لبوش منذ فترة طويلة أصبح محط أنظار المنتقدين بسبب حرب العراق. \r\n \r\n \r\n وفي مسعى لإنقاذ ما بقي له من وقت في الرئاسة وعد بوش بالتعاون مع الديمقراطيين في سياسة تتخطى الخطوط الحزبية بعد ان ظل لسنوات يتحدث بنعرة ونبرة حزبية عالية، وأقر بوش بان رسالة الناخبين له كانت واضحة. \r\n \r\n \r\n وقال الرئيس الاميركي الجمهوري في مؤتمر صحفي عقده الاربعاء \"الشعب الاميركي يريد من قادته في واشنطن ان يضعوا خلافاتهم الحزبية جانبا والتصرف بشكل أخلاقي وان نعمل معا لنواجه التحديات التي تواجه الامة\". \r\n \r\n \r\n واحتفظ الديمقراطيون بشكوكهم في الرئيس الجمهوري ولكن بدأ قادة الحزب الديمقراطي المنتصرون في انتخابات الكونجرس الاميركي ممارسة نفوذهم السياسي الجديد ودعوا بوش الى \"بداية جديدة\" وعقد قمة للحزبين حول حرب العراق وايجاد أرضية مشتركة معهم في قضايا محلية مثل التعليم والرعاية الصحية. \r\n \r\n \r\n وقالت نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين الجديدة في مجلس النواب وهاري ريد زعيمهم في مجلس الشيوخ ان الشعب الامريكي صوت لصالح التغيير في انتخابات الثلاثاء. \r\n \r\n \r\n وقالت بيلوسي في مؤتمر صحفي بعد تلقيها تهنئة هاتفية من بوش الذي اتصل ايضا بريد \"امل أن يصغي\". \r\n \r\n \r\n وقال ريد \"انه وقت تنحية الانتماءات الحزبية جانبا وايجاد سبيل جديد للمضي قدما (...) في الوطن وفي العراق، اليوم أطلب من الرئيس أن يعقد قمة للحزب حول العراق مع زعماء الكونجرس\". \r\n \r\n \r\n وأضافت بيلوسي قائلة \"أبلغته بما قلته الليلة الماضية (...) أنني أتطلع الى العمل معه بطريقة تمثل كلا الحزبين وأن نجاح الرئيس هو دائما لصالح البلاد وآمل أن نعمل سويا لمصلحة الشعب الامريكي\". \r\n \r\n \r\n وكان بوش قد أدلى بتصريحات محرجة في اليوم الاخير من الحملة الانتخابية حين قال مشيرا لبيلوسي وان لم يذكرها بالاسم \"السيدة التي تريد ان تصبح رئيسة لمجلس النواب، ولن تكون\". \r\n \r\n \r\n وهيمنت حرب العراق على النقاشات الانتخابية وانتزع الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب من الجمهوريين ومن شبه المؤكد انتخاب بيلوسي لتصبح أول امرأة ترأس مجلس النواب عندما ينعقد الكونجرس بهيئته الجديدة في يناير/كانون الثاني. \r\n \r\n \r\n وستحل محل دينيس هاستيرت الجمهوري من ايلينوي الذي أعلن أنه لن يترشح لزعامة الجمهوريين في المجلس الجديد. \r\n \r\n \r\n ومن المتوقع ان تكون حرب العراق محور الحديث في مأدبة الغداء التي يقيمها بوش الخميس في البيت الابيض للزعماء الديمقراطيين وعلى رأسهم بيلوسي. \r\n \r\n \r\n واعترف بوش بأن استياء الناخبين من الموقف في العراق لعب دورا في الانتخابات التي جرت الثلاثاء وفي النصر الذي حققه الديمقراطيون، كما اعترف ايضا بأن السياسة الحالية في العراق \"لا تعمل بشكل جيد على نحو كاف ولا بالسرعة الكافية\". \r\n \r\n \r\n لكنه رفض التراجع بالكامل قائلا \"انا ملتزم بالنصر\" وهو يرشح المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الاميركية روبرت جيتس ليخلف رامسفيلد في منصب وزير الدفاع، وجيتس عضو في مجموعة دراسة العراق وهي مجموعة تضم اعضاء من الحزبين تجري تقييما للاستراتيجات البديلة في العراق. \r\n \r\n \r\n لكن على الديمقراطيين أولا ان يتفقوا على توجه واحد بشأن العراق وإن كانوا يرون في نتيجة الانتخابات ادانة من الناخبين لسياسة بوش وسط تصاعد عدد القتلى بين صفوف القوات الاميركية في العراق وتصاعد العنف الطائفي بلا هوادة. \r\n \r\n \r\n ويمكن للديمقراطيين بعد سيطرتهم على اللجان الرئيسية في الكونجرس التي تشرف على الميزانية ولها سلطة التحقيق، ان يكون لهم تأثير أكبر على السياسة في العراق وأيضا القدرة على تعطيل جدول اعمال بوش في التشريعات المحلية اذا رأوا ذلك مجديا. \r\n \r\n \r\n وبدون أرض مشتركة للتعاون بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والانقسام القائم بين السلطة التشريعية والتنفيذية تصبح الوصفة مؤكدة لحدوث نوع من الشلل وسط أفق يلوح فيه سباق انتخابات الرئاسة لعام 2008. \r\n \r\n \r\n وفي مسعى للابتعاد عن وضع البطة العرجاء يحاول بوش مد يد التعاون للديمقراطيين ومد غصن الزيتون لبيلوسي التي ستصبح الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب والتي تبادلت هي وبوش الإهانات خلال حملة انتخابية مريرة. \r\n \r\n \r\n وبهذا التعاون يرجع بوش مرة أخرى إلي جذوره في تكساس حين كان حاكما للولاية منذ عام 1995 وحتى عام 2000 وحين عرف بتخطيه الحدود الحزبية ومد يده للديمقراطيين وحين خاض انتخابات عام 2000 الرئاسية \"كموحد لا مفرق\".