\r\n وحسب مسؤولين في وزارة الخارجية الألمانية اطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السياسة الجديدة للدبلوماسية الألمانية وأعجب بها، حيث سيقوم بزيارة إلى ألمانيا يوم الثلاثاء المقبل لحضور اجتماع مجموعة بيترسبورج التي أقيمت لتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين روسياوألمانيا. وقد تم وضع الخطوط العريضة لهذه السياسة في وثيقة داخلية أعدتها وزارة الخارجية تلقي الضوء على الاعتماد المتزايد لأوروبا على روسيا لتلبية حاجياتها من الطاقة. \r\n \r\n بيد أن السياسة التي أعلنت عنها الدبلوماسية الألمانية تجاه روسيا تختلف عن الوعود التي قطعتها المستشارة أنجيلا ميركل أمام الرأي العام الألماني بانتهاج مقاربة نقدية تجاه روسيا. وهي المقاربة التي تود، حسب مستشاريها، أن تأخذ بعين الاعتبار مصالح بولندا ودول البلطيق، وليس فقط مصالح أوروبا الغربية مع روسيا. وفي هذا السياق يقول يورج هيملريخ، وهو خبير إقليمي في مكتب برلين لصندوق مارشال الخاص بألمانيا: \"إن رؤية ميركل ترتكز على ضرورة إدماج مصلحة بولندا وأوكرانيا والدول المجاورة\". وتحث الورقة التي أعدتها وزارة الخارجية الاتحاد الأوروبي على تبني الموقف ذاته من روسيا والداعي إلى تطوير العلاقات الثنائية بصرف النظر على القضايا الأخرى، في وقت تتهيأ فيه ألمانيا ل تولي رئاسة الاتحاد الأوروبي اعتباراً من بداية شهر يناير المقبل. \r\n \r\n ويعكس الاختلاف في الرؤى بين المستشارة الألمانية ووزارة الخارجية ترتيبات اقتسام السلطة التي اتفق عليه إثر النتائج غير الحاسمة للانتخابات التي جرت في شهر ديسمبر الماضي. فلتشكيل ائتلاف حاكم داخل البرلمان توصلت ميركل إلى اتفاق بين حزبها الديمقراطي المسيحي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي المنافس اقتسما بموجبه المناصب الحكومية الستة عشر وتولت هي منصب مستشارة ألمانيا. وتنص الوثيقة التي صاغتها وزارة الخارجية تحت عنوان \"رئاسة ألمانيا للاتحاد الأوروبي: روسيا وسياسة المحيط الأوروبي ووسط آسيا\" على أن \"روسيا ستلعب دوراً محورياً خلال فترة رئاسة ألمانيا للاتحاد الأوروبي\". وحسب الوثيقة دائماً تنبني رؤية وزارة الخارجية على التعامل الإيجابي والمكثف مع روسيا والدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي سابقاً من أجل تقريبها أكثر من الفضاء الأوروبي. وتسلط الوثيقة الضوء على العلاقات الاقتصادية بين روسيا والاتحاد الأوروبي والاعتماد المتزايد لهذه الأخيرة على الطاقة الروسية. يذكر أن العلاقات الألمانية- الروسية كانت قد وصلت إلى ذروتها في عهد المستشار جيرهارد شرودر بين 1998 و2005. ونظراً لعلاقة الصداقة الشخصية التي جمعت بين المستشار الألماني السابق والرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد عينه هذا الأخير مباشرة بعد خسارته في الانتخابات لصالح ميركل رئيساً لشركة طاقة ألمانية- روسية تهيمن عليها شركة الطاقة الروسية \"جازبروم\" التابعة لملكية الدولة. \r\n \r\n وفي هذا الإطار تقول كلوديا كيمفورتن خبيرة الطاقة في المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية: \"لقد أصبحت ألمانيا أكثر اعتماداً على روسيا في تلبية احتياجاتها من الطاقة\". ويستبعد خبراء آخرون احتمال انتقال العلاقات بين روسياوألمانيا إلى مستويات أعلى حتى في ظل وجود وثيقة وزارة الخارجية الداعية إلى ذلك. رونالد جوتز، الخبير الألماني في الشؤون الروسية يقول بهذا الصدد: \"إننا لا نستطيع أن نعوِّل على اندماج روسيا في حلف شمال الأطلسي، أو في الاتحاد الأوروبي، لأنها بكل بساطة لا ترغب في ذلك\". \r\n \r\n جودي ديمبسي \r\n \r\n مراسلة \"نيويورك تايمز\" في ألمانيا \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n