\"إنها بقعة قاحلة من الأرض، لم يكن معظم اللبنانيين قد سمعوا عنها شيئاً قبل أن يثير \"حزب الله\" موضوعها عام 2000\"، هذا ما يقوله \"أديب فرحه\"، المساعد السابق لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وأحد أبناء قرية مرجعيون الجنوبية. \r\n \r\n ومن المقرر أن يقوم مجلس الأمن الدولي بالنظر مجدداً في السؤال المعقد وهو: لمن تتبع مزارع شبعا؟ ويقول الدبلوماسيون إن الحل الدبلوماسي يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز الاستقرار على امتداد الحدود بين إسرائيل ولبنان من خلال إضعاف الحجة التي يستند إليها \"حزب الله\" في التمسك بأسلحته. \r\n \r\n حول هذه النقطة يقول \"جايدي جرينشتاين\" رئيس معهد \"رويت\" بتل أبيب وهو معهد دراسات وأبحاث: \"إذا ما حدث ذلك -الحل الدبلوماسي- فإنه سيؤدي إلى تهميش مليشيا \"حزب الله\"... وطالما أن هدف إزالة \"حزب الله\" تماماً من لبنان ليس قابلاً للتحقيق فإن البديل لذلك هو أن نجعل حياة مقاتلي الحزب أكثر صعوبة من خلال المناورات السياسية المعتمدة على إثارة نقطة الشرعية\". \r\n \r\n وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يدعو دوماً إلى حل النزاع حول مزارع شبعا كوسيلة لتحييد الجناح العسكري للحزب. وفي خطته المكونة من 7 نقاط والتي أعلن عنها أثناء احتدام القتال بين إسرائيل و\"حزب الله\"، دعا السنيورة إلى انسحاب إسرائيل من المزارع، ووضع المنطقة التي تقع فيها تحت وصاية الأممالمتحدة حتى يتم توقيع اتفاقية رسمية بين لبنان وسوريا حول سيادتها. \r\n \r\n ويذكر أنه عندما انسحبت إسرائيل من لبنان عام 2000، تمسك \"حزب الله\" بمزاعمه بأن المزارع تنتمي إلى لبنان، ما مكنه بالتالي من تبرير الهجمات التي كان يقوم بشنها على القوات الإسرائيلية التي تحتل المنطقة. في ذلك الوقت زعمت إسرائيل والأممالمتحدة أن المزارع جزء من هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967.. أما دمشق فقد أعلنت أن المزارع تابعة للبنان، ولكنها لم تحاول مطلقاً أن تصادق على سيادة لبنان على تلك المزارع بشكل رسمي للحصول على اعتراف بشأن الحدود الجديدة من الأممالمتحدة. \r\n \r\n وأبراج المراقبة الإسرائيلية الموجودة في كيبوتز \"دان\" تشرف على حدود 1926 التي قامت فرنسا بترسيمها، والتي تعتبر السبب الرئيسي في الخلاف حول مزارع شبعا. فالخط الذي رسمته فرنسا عندما قامت بخلق لبنان كان يفصل القرى اللبنانية مثل شبعا، عن سلسلة الجبال الواقعة إلى الجنوب حيث كان القرويون اللبنانيون يمتلكون الأراضي. \r\n \r\n وقامت إسرائيل بإغلاق هذه المنطقة الحدودية عندما استخدمتها مليشيا حركة \"فتح\" التابعة لياسر عرفات في شن هجمات على القرى الإسرائيلية القريبة مثل كيبوتز \"دان\". \r\n \r\n وسلسلة الجبال الواقعة هنا تمكِّن إسرائيل من التلصص على ما يدور في القرى اللبنانية الجنوبية وهو ما يجعلها -إسرائيل- تعتقد أن انسحابها من هذه المنطقة قبل التوقيع على معاهدة سلام مع لبنان سيكون بمثابة انتحار. \r\n \r\n وعندما قامت إسرائيل بالانسحاب من لبنان عام 2000 أكد فريق من الولاياتالمتحدة خط الحدود الذي رسمه الفرنسيون.. ولكن \"حزب الله\" والحكومة اللبنانية اعترضا على هذا القرار مشيرين في ذلك إلى قطع الأراضي القديمة التي يمتلكها المزارعون اللبنانيون في الجانب الآخر من الحدود. وللفت الأنظار لموضوع مزارع شبعا في ذلك الوقت قام مقاتلو \"حزب الله\" باختطاف وقتل ثلاثة إسرائيليين في غارة عبر الحدود في أكتوبر 2000. \r\n \r\n ويقول \"جرينشتاين\" إن إسرائيل ليست لها خلافات حدودية أو سياسية أو اقتصادية مع \"حزب الله\"، وإن المشكلة تكمن في أن الحزب يعارض حق إسرائيل في الوجود، ويتخذ من موضوع مزارع شبعا ذريعة لذلك، ما يعني أنه حتى إذا ما قامت إسرائيل بإعادة المزارع للبنان، فإن الحزب لن يتخلى عن محاربة إسرائيل. \r\n \r\n وكان \"حزب الله\" قد أعلن خلال السنوات القليلة الماضية أنه لن يقوم بتفكيك جناحه العسكري حتى إذا ما عادت مزارع شبعا للبنان، لأن مقاتليه الذين حنكتهم المعارك يمثلون في الحقيقة القوة الدفاعية الوحيدة القادرة على الاستمرار في مواجهة إسرائيل، وأن الحزب لن يقوم بتفكيك جناحه العسكري قبل التأكد من أن إسرائيل لم تعد تمثل تهديداً للبنان. \r\n \r\n وحتى لو لم يتم كسب \"حزب الله\" لمعسكر السلام عن طريق حسم النزاع حول مزارع شبعا، فإن البعض يعتقدون أنه يمكن الاستمرار في استخدام موضوع تلك المزارع كأداة للضغط على مليشيا \"حزب الله\" للتخلي عن أسلحتها، لأن المتوقع مع استمرار استخدام هذا الموضوع كأداة للضغط أن يصبح اللبناني العادي مع مرور الوقت أقل تعاطفاً مع أيديولوجية \"حزب الله\" في شن حرب مفتوحة ضد إسرائيل. \r\n \r\n وحول هذه النقطة يقول \"أديب فرحه\"، الذي يعيش اليوم في الولاياتالمتحدة: \"لست متأكداً ما إذا كان الحزب لديه الرغبة في التخلي عن أسلحته إذا ما عادت مزارع شبعا أم لا، ولكن الأمر الذي لاشك فيه هو أن إعادة تلك المزارع ستؤدي إلى تعزيز سلطة الحكومة اللبنانية بشكل كبير، كما أن أفراد الشعب اللبناني حتى الذين يؤيدون الحزب سيبدؤون عندئذ في التساؤل عن العذر والتبرير الذي يستند إليه الحزب في مواصلة مقاومته ضد إسرائيل\". \r\n \r\n جوشوا ميتنيك \r\n \r\n مراسل \"كريستيان ساينس مونيتور\" في إسرائيل \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n