\r\n يعيش معظم الفلسطينيين في لبنان في مخيمات لاجئين مكتظة - بعضها مدجج بالسلاح. وعلى الرغم من ان هذه المخيمات مطوقة بوحدات من قوات الجيش اللبناني, الا انها تقع خارج اطار سلطة القانون في الدولة اللبنانية. ومن الواضح ان السلطات اللبنانية راغبة عن نشر قوات في المخينات المكتظة بالسكان, بغاية اجبارها على نزع اسلحة الفلسطينيين هناك. \r\n \r\n غير ان المواقع العسكرية الصغيرة المعزولة, الواقعة خارج مخيمات اللاجئين الرسمية, تعتبر قضية اخرى. فالعديد من سكان قرية »قصايا« وغيرها يصرون على ضرورة تصفية هذه المواقع. فقد سحبت سوريا قواتها من لبنان بمقتضى قرار مجلس الامن الدولي رقم ,1559 الذي يدعو ايضا الى حلّ جميع »الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية«, وهي اشارة الى تنظيم حزب الله والفصائل الفلسطينية. \r\n \r\n وعلى الرغم من ان الجدل حول الجناح العسكري لحزب الله, قد يتصدر الاجندة السياسية بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة, الا ان الكثيرين من اللبنانيين غير مرتاحين للتواجد القائم للمسلحين الفلسطينيين, وخاصة تلك المواقع العسكرية كالتي في قرية قصايا. \r\n \r\n وتعرف هذه المواقع على نحو اكبر, وبعضها قائم في لبنان منذ السبعينيات, بخطابها الحادّ المعادي لاسرائيل, وبأكثر من شنها لهجمات ضد الاسرائيليين عبر الحدود. \r\n \r\n ينحصر معظم الفلسطينيين في لبنان في اثني عشر مخيما للاجئين تقريبا. وعلى الرغم من ان هذه المخيمات محاطة بقوات من الجيش اللبناني, الا انها تقع خارج حكم قانون الدولة اللبنانية. وفي هذا الشأن, يقول خير, احد سكان هذه القرية المسيحية, ورفض اعطاء اسمه الكامل, »بودّي ان اراهم يغادرون القرية الان, لمننا لا نقوى على اجبارهم على الرحيل لاننا ضعفاء جدا. ونريد من الحكومة ان تتخلّص منهم«. \r\n \r\n يتوزع موقع فصيل القيادة العامة في سفح جبل معشوشب متعرج, ويتم الوصول اليه بطريق لولبي سحيق. وعلى مدخله بوابة لولبية, ترفرف عليهما اعلام فلسطينية مزقتها الرياح وابهتت الشمس الوانها. ومن هذا المعسكر, تمكن رؤية اثار ممرات الطرق في جميع انحاء المنطقة, وكذلك الاكواخ والخيام الممتدة في البعيد. \r\n \r\n والى جانب البوابة, يقوم كوخ صغير, يحمي قائد الفصيل وستة من المقاتلين معه من الرياح القارسة. ويتدلى من سقف هذا الكوخ سلاح AK-47, مع رزمتين من المجلات مربوطتين بشريط اصفر. وعلى الطاولة جهاز راديو موصول ببطاريات سيارة, بجانب جهاز تلفزيون. وفي الكوخ اسرّة من حجارة رمادية محروقة تغطيها فرشات رقيقة السّمك وبطانيات رمادية. وتلوح في الخارج اعلام فلسطينية باهتة اللون ترفرف مع النسيم الجاف. كما تمخر الطرقات والممرات في انحاء المنطقة, وتبرز الاكواخ والخيام في الافق. \r\n \r\n فقال ابو عبدالله. »هذا موقع اداري«, نافيا وجود اية معدات عسكرية. مضيفا »لدينا في هذه المنطقة 25 اختصاصيا, وعيادة صغيرة, لا نحمل اسلحة, ولا نرتدي الزي العسكري«. غير ان سكانا محليين ورعاة غنم يقولون ان قاعدة قوات القيادة العامة آخذة في الاتساع, مع شق طرق جديدة عبر الحدود مع سورية, فقال جعفر حسن, وهو يشير الى سيارة جيب عسكرية سورية قديمة, تهبط الطريق المنحدر ببطء على بعد بضع مئات من الياردات. \r\n \r\n ويوم الاربعاء الماضي, اطلق احد مسلحي قوات القيادة العامة من الموقع ذاته, النار كإشارة تحذير, ليمنع وصول فريق الاممالمتحدة, الذي اتى للتحقق من انسحاب القوات السورية. وكان جنود الاممالمتحدة يحققون في صحة تقارير قالت ان الجنود السوريين ما زالوا موجودين في تلك القاعدة. وفي هذا الخصوص, يقول حمزة بشداوي, احد مسؤولي القيادة العامة, »لم نكن نعلم مسبقا بقدوم فريق من الاممالمتحدة. اننا نرحب بهم, ولتفتيش جميع مواقعنا«. فهل ستتخلى القيادة العامة عن مواقعها اذا طلبت اليها الحكومة اللبنانية ذلك? يجيب بشداوي على هذا السؤال بالقول ان فصيله »يحترم سيادة لبنان واستقلاله وحريته«. ويضيف بأن المسألة »لا تتعلق ببضع قطع من الاسلحة .. فهذه الاسلحة موجهة فقط ضد العدو الصهيوني«. \r\n \r\n الا ان وزير الاعلام اللبناني, شارل رزق يقول انه ليس من حق الفلسطينيين حمل السلاح في لبنان. »ونحن لا نعترف بأي تنظيم مسلح غير المقاومة اللبنانية«, مشيرا بذلك الى حزب الله. \r\n \r\n وقد تشكلت الحكومة اللبنانية قبل اسبوعين لضمان اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها. اما القضايا الاخرى, مثل تفكيك المواقع العسكرية الفلسطينية, فلا تحتل مكانة الاولوية, كما يقول الوزير رزق, ولكنه يضيف »اننا سنحاول الحدّ بشكل نهائي« من الوجود العسكري الفلسطيني. \r\n \r\n على ان القيادة العامة ليست الفصيل الوحيد الذي يقيم مواقع عسكرية فلسطينية على طول الحدود مع سوريا. فعلى بعد بضع مئات من الياردات, وفي واد معزول, بالقرب من الحدود السورية, يجلس اربعة كهول من فصيل الانتفاضة الصغير في حركة »فتح«, في كوخ, يدخنون, ويشربون الشاي. انه موقع منعزل لهؤلاء المقاتلين القدماء, ازياؤهم العسكرية الخضراء متجعدة, الا ان احد الفلسطينيين منهم كان ينتعل حذاء عسكريا حديث التلميع. لقد ولّت ايام قتالهم. ومع كل هذا, فقد قال مقدم ذو شعر اشيب, ويتكئ على عصا, »سنغادر هذا المكان قريبا, وعندما نطمئن الى ان مخيمات اللاجئين اصبحت خارج دائرة الخطر, فسننزع اسلحتنا«.0 \r\n \r\n عن: »كريستيان ساينس مونيتور