\r\n والنتيجة أن العامل الذي يعمل بدوام كامل لا يستطيع انتشال عائلة من ثلاثة أفراد من الفقر. وهذه الأغلبية اليمينية نفسها هي التي ألغت تعويضات الرفاه الاجتماعي وطلبت من الأمهات الفقيرات الذهاب إلى العمل فيما الأجور التي يتقاضينها سوف تحكم عليهن بالبقاء في مستنقع الفقر إلى الأبد. ويظهر هؤلاء النواب والمشرعون الاستقامة الأخلاقية والورع، لكنهم يصمون آذانهم عن تعليمات السيد المسيح. \r\n \r\n \r\n وحتى بينما كانوا يحكمون بالفقر على العمال ذوي الدخل المتدني، راحوا يضغطون لإهداء أثرى أثرياء أميركا تخفيضات ضريبية بقيمة مليار دولار. ولقد مرر مجلس النواب مشروع قانون يتدارسه الكونغرس الآن من شأنه إلغاء ضريبة الميراث التي تنطبق فقط على أثرى 1 بالمئة من العوائل التي تقدر ثروتها بالملايين. \r\n \r\n \r\n ومع ضمان تمرير هذا التخفيض الضريبي الذي تستفيد منه باريس هيلتون وأمثالها وموازنة الميزانية، قام أعضاء الكونغرس الجمهوريون برفع الضرائب وتقليص الخدمات للأميركيين الفقراء والطبقة العاملة والوسطى. وكما قالت ليونا هيلمسي ذات مرة، «فقط البسطاء يدفعون الضرائب». والآن يحاول الكونغرس الجمهوري تحويل هذا الازدراء إلى قانون. \r\n \r\n \r\n ثم تعدوا على حقوق أولئك المتروكين في الظلال. فلقد رفض اليمين المتشدد في مجلس النواب تسوية اقترحها مجلس الشيوخ وباركها الرئيس بوش حول الهجرة. \r\n \r\n \r\n ومن شأن خطة مجلس الشيوخ زيادة مستويات حماية الحدود والتشديد على أرباب العمل، لكنها تعطي المهاجرين الذين يطيعون القوانين طريقاً للحصول على حقوق المواطنة، ومن شأنه مساعدة حوالي 12 مليون مهاجر يعيشون في الولاياتالمتحدة دون أوراق قانونية في استعادة كرامتهم، بل وسوف يمكنهم أيضاً من مقاومة أرباب العمل الذين يستغلونهم. \r\n \r\n \r\n وبدلاً من ذلك، قرر الجمهوريون عقد جلسات استماع استعراضية في أنحاء أميركا هذا الصيف، على أمل استثارة مشاعر العداء للمهاجرين بما يكفي لكسب الأصوات في انتخابات الكونغرس النصفية هذا الخريف. وبعد ذلك في فترة الجمود واللافعالية المقررة منذ الآن لفترة «ما بعد» الانتخابات تذكروا كلامي هذا إذا ظل الرئيس على موقفه، فسوف يمررون نفس التسوية الشاملة التي رفضوها قبل أيام. \r\n \r\n \r\n لكن هذا كله لم يكن كافياً. فلقد قام المجرمون أنفسهم بإعاقة تجديد قانون حقوق التصويت. واعترضوا على بنوده التي تقترح طباعة أوراق الاقتراع باللغات التي تتحدثها الأقليات التي لها وجود معتبر في منطقة انتخابية ما. وبدافع تلهفهم للظهور بمظهر المتعصب للغة الإنجليزية، أوقف هؤلاء تمرير قانون حماية حقوق التصويت في مناطق لها تاريخ طويل من التمييز العنصري. \r\n \r\n \r\n هذا غباء محض. فالمشرعون يجب أن يشجعوا الأميركيين على تعلم اللغات الأجنبية، لا أن يسجلوا المواقف في التعصب للغة الإنجليزية، باعتبارها اللغة الوحيدة لأميركا. \r\n \r\n \r\n وكعادتهم دائماً، فهم يتحدثون بسخط عن تهديد غير موجود أصلاً. والحقيقة أن المهاجرين الحاليين لا يختلفون عن الأجيال السابقة من المهاجرين. فهم مصممون على استفادة أولادهم من الفرص التي يقدمها هذا المجتمع- ومتلهفون لرؤيتهم يتعلمون اللغة الإنجليزية. \r\n \r\n \r\n وما يقلقنا هو الأميركيون الذين يتحدثون الإنجليزية فقط، وليس الجيل التالي من المهاجرين الذين سيتحدث الكثير منهم لغتين أو ثلاث لغات، بما في ذلك الإنجليزية. \r\n \r\n \r\n ولقد احتج اليمينيون المتشددون على إشراف الحكومة الفدرالية على التغييرات التي تضمنها الشق الخامس من قانون حقوق التصويت. وكل ما يتعين على تلك الولايات الجنوبية فعله لإعفاء نفسها من قانون حقوق التصويت هو التوقف عن التمييز المتواصل في التصويت والذي شاهدناه في فلوريدا في انتخابات 2000 وفي أوهايو في 2004 وفي جورجيا اليوم. \r\n \r\n \r\n لكن كل هذا لم يكن كافياً لتهدئة كوابيس الأغلبية المحافظة، التي تخشى من أن ينافسها الأميركيون في وطنيتهم، ولذلك.. نجد أن المليونير بيل فريست زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، الذي صوت بانتظام لمصلحة الأسهم التي يملكها، قرر الأسبوع الماضي أنه يجب على مجلس الشيوخ التركيز على تمرير تعديل دستوري يمنع حرق العلم الأميركي. لماذا؟ \r\n \r\n \r\n ليس هناك سبب مقنع، سوى أن ذلك يتيح للجمهوريين الفرصة لإظهار أنهم مستعدون للدوس على حرية التعبير التي كفلها الدستور من أجل أن يتكلموا على طريقة الوطنيين. \r\n \r\n \r\n الجنود الأميركيون عالقون في احتلال دموي في العراق وسط حرب أهلية وعنف متزايد. يقترح رئيس الوزراء المنتخب حديثاً لذلك البلد عفواً عاماً عن المقاتلين الذين شاركوا في «المقاومة الوطنية» ضد الجنود الأميركيين الذين يجازفون بأرواحهم لحماية الحكومة التي تريد العفو عن أولئك الذين يطلقون عليهم النار. \r\n \r\n \r\n والكونغرس بزعامة ديلاي وفيست ملتزم بإبقاء الاحتلال الذي يقاتل فيه أبناء الأميركيين الآخرين وينفق عليه من أموال الجيل التالي من الأميركيين، بينما يعرقل تجديد قانون حقوق التصويت، ويرفض زيادة الحد الأدنى لأجور العمال الفقراء، ويصر على إبقاء المهاجرين المطيعين للقوانين بمثابة مواطنين درجة ثانية ويتظاهر بالوطنية من خلال الحديث عن حرق العلم. \r\n \r\n \r\n عار عليهم أن يتجاهلوا أن ينحدروا في الهزيمة إلى هذا المستوى، وعار علينا اذا استطاع هؤلاء المنحطون بشكل أو بآخر أن يذكوا نار الكراهية لدرجة كافية لإنقاذهم من الهزيمة التي تنتظرهم في انتخابات نوفمبر. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس أنجلوس تايمز» \r\n \r\n \r\n خاص ل «البيان» \r\n \r\n \r\n