\r\n \r\n \r\n وطرحت في المناقشة التي جرت في مجلس الشيوخ خلال الأسبوعين الماضيين أفكار حول السيادة ومسائل الشخصية الوطنية ومثاليتنا وتسامحنا، وحملت دلائل سياسية كبرى بالنسبة لكلا الحزبين ولعلاقات أميركا مع جيرانها. إنه موضوع جدير بالنقاش، وقد جرى ذلك على النحو الذي يستحقه؛ حيث اعترف جميع المشرعين تقريبا بصعوبة الخيارات والحاجة الى اتخاذ إجراءات. والآن انتقلت القضية الى ميدان جديد، حيث مستوى التفحص الدقيق أقل بكثير وفرصة إلحاق الضرر أعظم بكثير. \r\n \r\n وفي وقت قريب يتوقع أن يسمي مجلسا النواب والشيوخ المشاركين في مؤتمر المفاوضات حول الاختلافات الكبيرة بين القوانين التي تقر من جانب المجلسين. وفرص العوائق في هذا الطريق واسعة. \r\n \r\n ويتميز تاريخ الكونغرس بغناه في الأمثلة على أعضاء أقوياء الارادة في مجلسي الشيوخ والنواب يصارعون بضراوة حول البنود النهائية للتشريع. ويمكن ان تكون جلسات لجان المؤتمر طويلة وقاسية. وسيخبركم المتمرسون في الكونغرس عن مؤتمرات جرت فيها صدامات بين المتنافسين حول المسؤولية عن الأوراق التي تحتوي على الاتفاقيات النهائية. \r\n \r\n ومنذ عام 1995 عندما سيطر الجمهوريون على المجلسين، غالبا ما كانت جلسات المفاوضات مقتصرة على أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب من الحزب الجمهوري، بينما الديمقراطيون يعاقون عن الاتصال بالصحافة. وقد جرى تعزيز هذا الترتيب عبر «مبدأ هاسترت»، السياسة التي عبر عنها رئيس مجلس النواب دينيس هاسترت، والتي تقضي بأنه سيطرح فقط مشاريع القوانين التي تدعمها الأغلبية الجمهورية. وبسبب تلك السياسة أصبحت التحالفات بين الحزبين نادرة في مجلس النواب. ويجري التأكيد، في الوقت الحالي، وبصورة كاملة على صياغة القوانين في مؤتمر يمكن أن يدعمه معظم الجمهوريين في مجلس النواب. \r\n \r\n وفي حالة قانون الهجرة، فان ذلك يمكن أن يسبب الضرر لذلك النمط من الطريقة الشاملة التي أقرت من جانب الرئيس بوش وتجسدت في نسخة مجلس الشيوخ. وقد صاغ المحافظون في مجلس النواب، وكبار مساعدي هاسترت، موقفا يدعو الى اتخاذ خطوات عاجلة لإغلاق الحدود مع المكسيك. وكما طلب بوش فإن قانون مجلس الشيوخ يمكن أن يربط فرض قيود مشددة على الحدود ببرنامج جديد للعاملين الضيوف، مما يسمح للمهاجرين بالمجيء شرعيا لفترة معينة للعمل في مهن متيسرة، ويخلق إجراء يسمح للمهاجرين غير الشرعيين لفترة طويلة بدفع غرامة وضرائب بأثر رجعي، وتعلم اللغة الإنجليزية ومن ثم تقديم طلب للحصول على المواطنة. \r\n \r\n وقد حدث شيء غريب. فبينما كان مجلس الشيوخ يناقش موضوع الهجرة ويمضي باتجاه إعطاء الرئيس معظم ما يطلبه، فان موقف الجمهوريين في مجلس النواب اتسم بالتشدد. ويبدو ان عددا كبيرا منهم أكثر تصميما مما كانوا عليه قبل شهر في قضية إغلاق الحدود. وهم يعتقدون ان الجمهور معهم. وفي الأسبوع الماضي قال توم ديفيز، النائب من فرجينيا، والرئيس السابق للجنة الجمهوريين القومية في الكونغرس، وهي ذراع حملة أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب، انه حتى جمهور ناخبيه الأعلى تعليما والأوفر مالا يفضلون طريقة معالجة مجلس النواب على طريقة معالجة مجلس الشيوخ. وقال «انهم يريدون قانونا مشددا»، مضيفا ان الهجرة باتت «قضية ساخنة»، لما هو أوسع من «اليمين المتشدد». \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» \r\n \r\n (خاص ب«الشرق الأوسط») \r\n