رئيس الاستخبارات التركية يلتقي الشرع بدمشق    حقيقة تولي يورجن كلوب تدريب روما الإيطالي    عبد المنعم عمارة: عندما كنت وزيرًا للرياضة كانت جميع أندية الدوري جماهيرية    بعد 9 سنوات.. تطوير ملاعب الناشئين في نادي الزمالك    حشيش وهيروين وفرد خرطوش.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو «ترويج المخدرات» بالقليوبية    «التعريب وثقافة الهوية».. أحدث إصدارات الهيئة العامة للكتاب    لماذا لا يشعر المواطن المصري بثمار التنمية؟.. رئيس معهد التخطيط القومي يجيب    محافظ الغربية يجتمع بقيادات شركة المياه لمتابعة مشروع شارع الجلاء في المحلة    بالصور.. يسرا وهدى المفتي من كواليس تصوير فيلم الست لما    وزير الصحة يبحث سبل تعزيز التعاون في المجالات الصحية مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا    توريد 544 ألف طن من الذهب الأصفر لشون وصوامع محافظة الشرقية    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    تشديد للوكلاء ومستوردي السيارات الكهربائية على الالتزام بالبروتوكول الأوروبي    وزير الدفاع يشهد تنفيذ مشروع مراكز القيادة التعبوى للمنطقة الغربية العسكرية    محافظة القدس تحذر من دعوات منظمات «الهيكل» المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى    بعد دخول قائد الطائرة الحمام وإغماء مساعده.. رحلة جوية تحلق بدون طيار ل10 دقائق    أندوريل تكشف عن طائرتها القتالية المسيّرة المتطورة «فيوري»    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    بالصور- رئيس جامعة أسيوط يتفقد لجان امتحانات كلية الآداب    وزير التعليم العالي: طفرة كبيرة بالمنظومة التعليمية في عهد السيسي    محافظ بورسعيد: المحافظة ظلمت بسبب إدراجها ضمن المدن الحضرية    فرج عامر: يجب إعادة مباراة القمة.. واتحاد الكرة المسؤول عن هذة الأزمة    موعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في دوري سوبر السلة    سالم: نجهز ملف كامل حول أزمة القمة قبل الذهاب للمحكمة الرياضية.. ومتمسكون بعدالله السعيد    باو فيكتور: لم أفكر في مستقبلي مع برشلونة.. وسأتخذ القرار المناسب    جمال العدل: عقوبة الأهلي بعد انسحابه مهزلة.. والدوري المصري أصبح أضحوكة    جامعة القاهرة تستقبل وفدا صينيا بمستشفى قصر العيني الفرنساوي    ب48 مصنعاً.. وزير الزراعة: توطين صناعة المبيدات أصبح ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية    استمارة التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026    الأرصاد: طقس غداً الأربعاء حار نهاراً معتدل ليلاً    شوفنا الدم على هدومه.. جيران يكشفون تفاصيل ذبح أب على يد ابنه بأسوان    عامل يشرع في قتل صاحب ورشة بسبب الخلاف على أجرة إصلاح موتوسيكل بسوهاج    «عبداللطيف» يشهد توقيع بروتوكول مع «التعليم أولًا» لرفع كفاءة العاملين بالمدارس الرسمية لغات    5 فرص عمل للمصريين في مجال دباغة الجلود بالأردن (شروط التقديم)    ذكرى رحيل سمير صبرى وسمير غانم فى كاريكاتير اليوم السابع    بإطلالة أنيقة.. ياسمين صبري تخطف الأنظار في أحدث ظهور    الإفتاء توضح فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة.. وغرة الشهر فلكيًا    الأزهر للفتوى يوضح حجم الحجر الأسود وفضل استلامه ومسحه    حملات مكبرة لغلق مغاسل السيارات المخالفة في الغردقة    طريقة عمل القراقيش بالملبن بخطوات بسيطة    «مكافحة العدوى» بمستشفيات سوهاج الجامعية الثاني في ترصد الأمراض الوبائية    التعريب وثقافة الهوية.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب    هل يجوز الحج عمن مات مستطيعًا للعبادة؟.. دار الإفتاء تُجيب    ماذا تفعل المرأة إذا جاءها الحيض أثناء الحج؟.. أمينة الفتوى ترُد    المغرب: حل الدولتين الأفق الوحيد لتسوية القضية الفلسطينية    مكتب الإعلام الحكومي بغزة: تصريحات يائير جولان إقرار واضح بجريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا    الجيش السوداني: نقترب من السيطرة الكاملة على الخرطوم    قبل امتحانات آخر السنة 2025.. ما هو الاختيار الأفضل لتحلية الحليب لطفلك؟ (أبيض ولا أسود)    نقابة الفنانين السورية تنعي بطلة «باب الحارة»    الحبس 3 سنوات لعاطلين في سرقة مشغولات ذهبية من شقة بمصر الجديدة    أنطلاق فيلم المشروع x بطولة كريم عبد العزيز ويامسين صبري بدور العرض السينمائى    دينزل واشنطن يوبخ مصورا قبل حصوله على السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان كان    عاجل- الصحة العالمية تُعلن خلو مصر من انتقال جميع طفيليات الملاريا البشرية    بعد تداول فيديو.. ضبط قائد سيارة حاول الاصطدام بسيدة على محور 30 يونيو    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    جامعة جنوب الوادي تدعو طلابها للمشاركة في "مسرح الحياة" لتعزيز الدمج المجتمعي    المركزي الصيني يخفض أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانتخابات المقبلة مفترق طرق حاسم، بوش يقود أميركا في اتجاه بالغ الخطورة على كل
نشر في التغيير يوم 06 - 03 - 2005

التي يحددها على مدى فصول الكتاب الستة بالاضافة الى المقدمة، حيث يتناول في كل فصل احد هذه التحديات.في الفصل الاول يتناول المؤلف تحديات حماية اميركا وتعزيز قيمها ومصالحها، وفي الفصل الثاني يتصدى لتحدي توسيع الثروة، بينما يركز الفصل الثالث على تحدي انشاء مدارس على مستوى عالمي، ويخصص كيري الفصل الرابع لمناقشة تحديات خلق نظام حديث للرعاية الصحية.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي الفصل الخامس يتناول المؤلف بالايضاح رؤيته لتحدي الدفاع عن البيئة وتحقيق الاستقلال بمجال الطاقة وفي الفصل السادس والاخير يتناول المؤلف تحديات تجديد دماء الديمقراطية واحياء المواطنة.
\r\n
\r\n
\r\n
وكيري في فترة عضويته الرابعة بمجلس الشيوخ عن ولاية ماساشوستس، وهو خريج جامعة يال، والتحق بسلاح البحرية حيث حصل على وسام «النجم الفضي» وعلى اوسمة اخرى تقديرا للخدمات التي اداها خلال الحرب في فيتنام وقبل هذا الكتاب الف كتاب «الحرب الجديدة» الصادر عام 1997 عن مكافحة الجريمة العالمية والارهاب، وكيري من مواليد 12 نوفمبر 1943 وهو متزوج من تريزا هاينز كيري، وله ابنتان، ويقيم في بوسطن.
\r\n
\r\n
\r\n
وعلى مدى 202 صفحة تشكل اجمالي صفحات هذا الكتاب يحاول جون كيري الاجابة عن السؤال المحوري وهو: لماذا اريد ان اكون رئيسا؟ ثم يتبع هذا السؤال بفصول الكتاب الستة التي يتناول فيها التحديات الستة التي تواجه الولايات المتحدة الاميركية ورؤيته للتصدي لهذه التحديات وكيفية انقاذ الامة الاميركية من اخطاء السياسات التي تنتهجها ادارة الرئيس جورج دبليو بوش.
\r\n
\r\n
\r\n
يقول كيري على الرغم من اننا اصبحنا اليوم اقوى امة على وجه الارض، فانني اعتقد ان افضل ايام اميركا لم تأت بعد، وان افضل ما علينا القيام به لم ننجزه بعد، فنحن نملك امكانية رفع مستوى حياتنا، وفي الوقت نفسه قيادة العالم نحو مستقبل اكثر امانا، ولكن تحقيق ذلك يتطلب مجموعة من الاجراءات تقوم على اساس القوة والرؤية والتصميم تجسدها قيادة تستفيد بما لدينا من امكانيات وتعتمد على تقاليد ماضينا العظيمة..
\r\n
\r\n
\r\n
وكأميركيين، فاننا نرث سلسلة مقدسة من المسئوليات تعود الى المؤسسين والى المهاجرين الذين بنوا اسس هذه الدولة ولا تقتصر مهمتنا على مجرد ضمان احراز تقدم مادي، يضاهي جانب تحقيق حياة افضل، فانه يتعين علينا ان نمرر لاطفالنا هذا الاحساس الفريد من التفاؤل والاعتقاد بانجذاب الكون لمبادئنا التي جسدت دوما شخصيتنا الوطنية.
\r\n
\r\n
\r\n
لقد ترعرعت على الايمان بالوطنية وبالخدمة. وبعد ان التحقت بسلاح البحرية خلال حرب فيتنام توليت قيادة دورية زوارق بحرية تجوب دلتا نهر الميكونج، وبعد ان عدت الى الوطن رأيت ان من الواجب علي ان اخدم بلدي بطريقة اخرى وقادني ذلك التفكير الى الاحتجاج على الحرب التي شاركت فيها، في الوقت الذي احترم فيه اولئك الذين قاتلوا قبلي ومعي وبعدي.
\r\n
\r\n
\r\n
واليوم، فاننا نواجه قائمة طويلة من القضايا التي تحدث تغييرا جذريا لحياتنا، مثل الحقوق المدنية، حقوق المرأة، البيئة، الفرص الاقتصادية، واصلاح الديمقراطية نفسها من زعماء منتخبين كذبوا علينا وكسروا القوانين التي اقسموا على احترامها.
\r\n
\r\n
\r\n
مفترق طرق حاسم
\r\n
\r\n
\r\n
لا اعتقد انه من المبالغة القول ان انتخابات 2004 تمثل مفترق طرق حاسما بالنسبة لاميركا فخلال التسعينيات من القرن العشرين، بدأنا فعليا في احراز تقدم حقيقي على طريق التصدي للعديد من المشاكل، وشهدت جرائم العنف انخفاضا حادا بعد نحو خمس وعشرين سنة من الارتفاع المطرد، وانخفض الاعتماد على الرعاية الاجتماعية بمعدل يزيد على النصف، كما تراجعت معدلات الحمل بين المراهقات والاجهاض، وانتهجنا اجراءات صارمة لخفض الامطار الحمضية.
\r\n
\r\n
\r\n
وترشيد استخدام المياه، وارتفعت الدخول الحقيقية للطبقة المتوسطة لاول مرة منذ عقدين، واستقرت تكاليف الرعاية الصحية، وتفجرت الابتكارات التكنولوجية، كما زادت الانتاجية زيادة ضخمة، وبعد نحو ثلاثين عاما من العجز بالميزانية الفيدرالية، اصبح هناك فائض بالميزانية، وبصورة عامة فان كل الامور الجيدة اخذت في التصاعد، بينما تراجعت كل الامور السيئة.
\r\n
\r\n
\r\n
الا ان ادارة بوش دأبت بشكل منتظم، وباسم الايديولوجيا وخدمة لمصالح ذاتية، على تفكيك كل ما انجزته الحكومة الاميركية خلال عقد التسعينيات (اي في عهد الرئيس الاميركي الديمقراطي الاسبق بيل كلينتون) وشمل هذا التفكيك كل القضايا بدءا من حماية البيئة والدبلوماسية الدولية، وانتهاءً بالاستثمارات الضخمة في الابحاث العلمية والتكنولوجية الاساسية، والنظام المالي والالتزام بتحقيق مجتمع اكثرعدالة تتوفر فيه الفرص للجميع.
\r\n
\r\n
\r\n
وليس من المستغرب ان نجد ان سياسات بوش بدأت يكون لها عواقب خطيرة من تراجع الاداء الاقتصادي وارتفاع معدل الجريمة ووصول عجز الميزانية الى اكبر معدلاته في التاريخ، واضعاف تحالفاتنا وموقعنا في مختلف انحاء العالم، وفي حال ما فاز بوش بأربع سنوات اخرى في البيت الابيض، وخاصة اذا ماهيمن الجمهوريون على الكونغرس، فان هذا البلد سوف يبعد كثيرا عن الطريق وقد يستغرق الامر جيلا بالكامل لعودة الامور الى نصابها.
\r\n
\r\n
\r\n
ولكن اذا ما استطعنا اعادة البلاد للمسار التقدمي في عام 2004، فانني اعتقد ان بامكاننا العودة للرخاء الذي شهده عقد التسعينيات، واصلاح السلسلة الطويلة من القرارات الخاطئة، واستعادة الزعامة العالمية لاميركا في عيون اصدقائنا واعدائنا على السواء، وحماية الحريات التي تجعل هذا البلد منارة للمهتدين وسوطا للطغاة في كل مكان، ان امامنا فرصة حقيقية لنحمي الاميركيين من الارهاب في الداخل وفي الخارج من خلال مناشدة كل الاميركيين بالمشاركة في مهمة الحفاظ على مباديء مجتمعنا القائم على الحرية والديمقراطية.
\r\n
\r\n
\r\n
لقد آن الأوان لانعاش آمالنا واتمام المهام غير المستكملة، والتصدي للتحديات الكبرى التي يشعر الكثيرون الآن بانها مستعصية ومن بينها الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية واقامة مدارس تتمتع بالكفاءة العالمية لجميع الطلاب وتسخير التكنولوجيا لاصلاح الطريقة التي تعمل بها الحكومة، كما يتعين ان نلزم انفسنا باجراء اصلاحات سياسية واجتماعية ووقف مد اللامبالاة الشعبية تجاه السياسة والحكومة، وان نعزز من المشاركة الجماهيرية في العملية الديمقراطية.
\r\n
\r\n
\r\n
ويجمع معظمنا على ان جورج دبليو بوش يقود اميركا في اتجاه غاية في الخطورة، وفي الوقت الذي اعربنا جميعا عن اعجابنا بالطريقة التي حشد بها الامة بعد احداث 11 سبتمبر، فاننا نعتقد ايضا انه غير قادر على المحافظة على قوة اميركا سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي، والسؤال المطروح الآن هو كيفية مواجهة الشعب الاميركي بمختلف شرائحه، من ديمقراطيين، مستقلين وجمهوريين معتدلين، هذه المعضلة ويتقدم باجندة بديلة واضحة.
\r\n
\r\n
\r\n
ولا اعتزم ان اركز خلال حملتي الرئاسية على سياسات بوش القاصرة، ولكني اعتزم ان اركز حملتي على الافكار والقيم والسياسات بعيدا عن انتقاد اشخاص حتى لا اتسبب في حرب بين احزاب سياسية لا تخدم مصالح الامة.
\r\n
\r\n
\r\n
لقد قال الرئيس السابق بيل كلينتون ذات مرة ان المنافسة على الرئاسة امام رئيس فعلي يسعى لاعادة انتخاب هي بمثابة اجراء حوار صريح مع الشعب الاميركي، اذ يتعين على المرشح ان يقنع الناخبين باقالة المدير التنفيذي، ثم تعيينك بدلا منه، ويمكن ان اضيف الى ذلك انه لا داعي اصلا للمنافسة على الرئاسة اذا لم تكن هناك اية تصورات لتحسين الاوضاع واذا لم يتمكن المرشح من توضيح كيفية قيامه بهذه المهمة.
\r\n
\r\n
\r\n
الوعود الثلاثة
\r\n
\r\n
\r\n
مهمتي المتمثلة باعادة جورج دبليو بوش الى مزرعته في كراوفورد بتكساس تقوم على اساس ثلاثة وعود كبيرة قدمها عندما كان في موقفي عام 2000، ثم تخلى عنها بعد ذلك.
\r\n
\r\n
\r\n
اولا: تعهد اكثر من مرة بتغيير النبرة السائدة في واشنطن بمد يده للديمقراطيين ولكل الاميركيين للتغلب على الاوضاع المتوترة بين الاحزاب التي شهدتها فترة اواخر التسعينيات، وحصل ذلك الوعد على اهمية اكبر عندما تولى الحكم بعد ان خسر التصويت الشعبي واصبح رئيسا نتيجة لحكم مثير للجدل من قبل المحكمة العليا الاميركية لكن الرئيس بوش سار منذ ذلك الوقت في تيار معاكس لما وعد به.
\r\n
\r\n
\r\n
وترأس اكثر الادارات المتعصبة حزبيا على مدى العشرين عاما الماضية تقريبا التي عملت خلالها كعضو بمجلس الشيوخ، ولم يمد يده لحزبيين ديمقراطيين الا في مناسبات محدودة معظمها لاستقبال مستسلمين لمطالبه السياسية والتشريعية، ان النغمة السائدة في واشنطن، رغم التطلع نحو الوحدة بفعل احداث الحادي عشر من سبتمبر، هي نغمة حزبية مسممة ادت الى تزايد اعداد الاميركيين المستبعدين عن كلا الحزبين ليصبحوا اما افراداً لايدلون باصواتهم او اختاروا ان يكونوا مستقلين وقد ساهم الرئيس والدائرة الضيقة من حوله في خلق هذا المناخ المسمم من خلال استنكار اية خلافات في الرأي ووصفها بانها غي
\r\n
\r\n
\r\n
ثانيا: تعهد بوش مرارا بتخفيف حدة الايديولوجيا الحادة لحزبه وانتهاج خط محافظ معتدل يسخر طاقة الامة في السعي لتحقيق العدالة وتوفير فرص الحياة للفقراء والمنسيين، ولا جدال في ان الرئيس قد حنث بهذا الوعد ايضا.
\r\n
\r\n
\r\n
ثالثا: وعد بوش مرات عديدة بأن يقود الامة الى «عصر المسئولية وان يمارس قيادته بشجاعة مهما كانت التكاليف السياسية، وكما قال في خطاب حالة الاتحاد عام 2003، عدم تحويل مشكلاتنا الى مجالس كونغرس اخرى ورؤساء آخرين واجيال اخرى».
\r\n
\r\n
\r\n
وبالتخلي عن هذا الوعد يكون الرئيس قد تراجع عن تعهده بان يمثل الوجه المسئول والناضج للمجتمع الاميركي.
\r\n
\r\n
\r\n
ومن بين الاخطار الاخرى التي ترفض الادارة الاميركية التعامل معها ظاهرة التغير المناخي العالمي والازمة التي تواجهها برامج التقاعد، وثقافة الفساد بالشركات والمؤسسات الاميركية، والحاجة الى نظام امن قومي حقيقي، وتعرضنا لخطر الابتزاز على صعيد الطاقة.
\r\n
\r\n
\r\n
ان ادارة بوش هي الادارة الاولى منذ ادارة كالفين كوليدج التي تؤمن بان الحكومة القومية لا تستطيع ان تفعل اي شيء تجاه الاقتصاد سوى اعطاء المزيد لأولئك الذين لديهم كل شيء بالفعل، وفي حملتي الانتخابية اعتزم تحميل الرئيس مسئولية التراجع عن هذه الوعود الثلاثة، واطبق نفس المستويات التي حددها لنفسه، وثمة قضية اساسية اخرى اعتزم ان اراهن عليها لتكون الخيار بين فترة اخرى لجورج دبليو بوش او لقدوم ادارة كيري.
\r\n
\r\n
\r\n
انها مسألة محورية لكل التحديات التي تواجهها دولتنا في العالم الجديد والتي استجدت مع نهاية الحرب الباردة مع الشيوعية وبدء حرب مع الشبكات الارهابية وتهديدات عالمية اخرى لامننا، انني اعتقد ان اميركا بحاجة الي رئيس مصمم على استعادة احساسنا «بالهدف القومي المشترك».
\r\n
\r\n
\r\n
صراعات حزبية وشخصية
\r\n
\r\n
\r\n
يقول كيري في كتابه انه سوف يسعى الى تعزيز الحوار بين الاميركيين والتغلب على الصراعات بين الاحزاب والاشخاص للتفرغ لتلبية مطالب عصر حاسمة ومصيرية»، وتجميع كل الاميركيين لتعزيز الخدمة الوطنية، وهذا هو السبب الذي دعاني الى ان اضع «نداء الخدمة» كعنوان لهذا الكتاب، انني اسمع هذا النداء باستمرار واعتقد ان معظم الاميركيين على استعداد لسماعه والاستجابة له ايضا.
\r\n
\r\n
\r\n
لكنه ليس نداء سوف يسمعونه من جورج دبليو بوش الذي دعا الاميركيين بعد احداث 11 سبتمبر الى التسوق والسفر كاسهام منهم في مكافحة الارهاب. ويبدو ان بوش ليس على استعداد لتعزيز روح الوطنية الحقيقية، ولكن اهم ما يفكر فيه هو تطوير العمليات العسكرية الفعلية..
\r\n
\r\n
\r\n
ويرى كيري ان هناك مئات القضايا التي لايتفق فيها مع ادارة بوش ومع الجمهوريين الحاليين الذين انجرفوا كثيرا مبتعدين عن جذورهم والاسس التي وضعها ابراهام لنيكولن، واصبحت تستقطبهم فكرة تقسيم الاتحاد الذي انقذه لينكولن. ومن السياسات التي تثير حنقي هي محاولاتهم المتعددة والمستمرة لتقويض مفهوم التضحية والهدف المشترك وروح التفاني وتحمل المسئولية تجاه الاجيال المقبلة.
\r\n
\r\n
ويقول مرشح الرئاسة الديمقراطية في كتابه ان ادارة بوش وضعت على قمة اولوياتها تخفيف العبء الضريبي على اغنى مواطنيها الذين من غير المحتمل ان يواجهوا تضحيات سواء في الداخل او الخارج في زمن الحرب، وقد دعا هذا الرئيس على انتهاج أسوأ سياسة محافظة من خلال خفض الضرائب على اولئك الذين ليسوا في حاجة الى مساعدة وتحويل فوائض الميزانية الى عجز وزيادة الديون على الاجيال المقبلة.
\r\n
\r\n
\r\n
ولن تؤدي مثل هذه السياسة سوى الى اصابة حكومتنا بالشلل، وبالتالي وقف عجلة التقدم، ان استخدام الضرائب لتحقيق الرفاهية للمرفهين بالفعل وتجويع الآخرين قد اصبح بندا من السياسة المتشددة للحزب الجمهوري الذي تخلى ليس فقط عن ملايين الاطفال او الوعود، بل تخلى ايضا عن تقاليده العريقة في الاعتدال والقيادة القومية.
\r\n
\r\n
\r\n
كما تنتهج الادارة الحالية سياسات خاطئة عديدة من بينها سياسة طاقة تكرس الاعتماد على نفط الشرق الاوسط، وسياسة بيئة لا تلتفت لاخطار التغير المناخي العالمي، وسياسة رعاية صحية هدفها الغاء الرعاية والعناية الصحية، وسياسة حقوق مدنية تزعم عدم العنصرية تجاه الملونين بينما لا تتيح فرص التعليم لكل الاميركيين، كما تنتهج فلسفة قضائية تهدف الى تعيين قضاة متعصبين ومصممين على احياء سياسة التمييز العنصري ورفض حق المرأة في الاختيار.
\r\n
\r\n
\r\n
ومع وجود حكومة تنتهج مثل هذه السياسات، فان مصالحنا على المدى الطويل مهددة بشدة، كما ان هذه الادارة ستستغل التحديات التي تواجه امننا القومي كذريعة للنيل من انجازات عصر تقدمي استمر من تيودور روزفلت وحتى بيل كلينتون.
\r\n
\r\n
\r\n
ويعتقد المؤلف ان الاميركيين يدركون ان بالامكان تحسين هذه الاوضاع والقيام بعمل افضل لاعادة بناء الامة ومعها القوة الاميركية ويؤمن كيري ان قدر اميركا هو ان تصبح رمزا حيا لما يمكن ان ينجزه الانسان الحر من خلال العمل في اطار من الاتحاد.
\r\n
\r\n
\r\n
ويقول ان الادارة التي تسكن الآن البيت الابيض تعتقد، على ما يبدو، انه ليس باستطاعتنا انجاز اي شيء معا باستثناء شن الحرب.
\r\n
\r\n
\r\n
ويرى كيري ان كل رسالة سياسية ناجحة تنقل ثلاثة عوامل هي القيم، الاهداف ثم الافكار او المقترحات للوصول لمثل هذه الاهداف، وبطريقة اخرى فانه يتعين على كل المرشحين ان يقوموا بالتعريف عن انفسهم وماذا يريدون وكيف سيحققون ما يريدون، ونحن الديمقراطيون نتفوق تقليديا في الحديث عن برامجنا، ومع ذلك ننسى احيانا توضيح كيفية انجاز مثل هذه البرامج.
\r\n
\r\n
\r\n
وعن نفسه قال كيري : لقد نشأت في اسرة تقدس الواجب والخدمة واشعر بامتنان شديد لانني خدمت اميركا، وقمت بواجبي، مهما كان صغيرا، في مساعدة امتنا العظيمة، ولانني خدمت في سلاح البحرية وعملت على زوارق سريعة فان رياضتي المفضلة هي التزلج على الماء، كما تدربت على الطائرات الشراعية لكنني في الغالب اقود طائرات ذات محرك.
\r\n
\r\n
\r\n
وفي الشتاء اهوى التزلج على الجليد واعشق هوكي الجليد، واميل لركوب الدراجات الهوائية والنارية، وقد اشتريت دراجة هاري دافيدسون في العام الماضي واحاول اقناع زوجتي تريزا بالركوب معي على هذه الدراجة، ولكن نادرا ما يتاح لي الوقت للاستمتاع بركوبها، ولكن كل هذه الهوايات هي مجرد خلفية لحبي للموسيقى.
\r\n
\r\n
\r\n
ويرى كيري ان هزيمة رئيس في الانتخابات عادة ما تكون مهمة صعبة، ويزداد الامر صعوبة عندما تتعرض الامة لتهديد خارجي، وعلاوة على ذلك فان هذه الادارة يمكن ان تنفق اموالا غير محدودة على الحملة الانتخابية وان تحشد قاعدة الحزب من اليمينيين الموالين بشدة الذين يتطلعون لفوز بوش بفترة ثانية. واخيرا فان ادارة بوش تعد من بين اكثر الادارات ميلا للقتال في تاريخنا، وهي مصممة على الفوز بفترة ثانية في البيت الابيض.
\r\n
\r\n
وحتى نفوز في مواجهة كل هذه العوامل يتعين علينا ان نتسم بالالتزام والتركيز والولاء للمصالح العريضة للامة وعلى النقيض من المزيج الخطير من الانعزالية والتوحد الذي يتصف به الجمهوريون، فانني كديمقراطي يجب ان اتحدث من موقف قوة تجاه القضايا الدولية نظرا لتقاليد التعاون الدولية المتعددة الاطراف للديمقراطيين والتي ارساها وودرو ويلسون وفرانكلين روزفلت خلال الحربين العالميتين وهاري ترومان وجون كيندي خلال الحرب الباردة.
\r\n
\r\n
\r\n
وترى مثل هذه التقاليد الديمقراطية ان المنظمات المتعددة الجنسية، والتي تشكلت جميعها بمبادرة اميركية، تمثل ادوات للترويج لمبادئنا وحماية مصالحنا في جميع انحاء العالم. كما يرى الحزب الديمقراطي ان تلك المباديء والمصالح في هذا العالم الذي اصبح قرية صغيرة تتماشى مع السلام والرخاء لكل دولة على وجه الارض.
\r\n
\r\n
\r\n
ويقول كيري ان الدوليين الديمقراطيين يتفهمون ان هناك اوقات يجب ان تتصدى فيها اميركا للأمم المتحدة وحلف شمال الاطلسي «الناتو» ولحلفائنا لتلزمهم بالسير وفقا لقيمهم المفضلة، كما يدركون ايضا ان هناك اوقاتا يجب ان تتصدى فيها اميركا للالتزام بمبادئها ايضاً. وهذا هو السبب الذي يجعلني انظر الى خدمتي في البحرية خلال حرب فيتنامز
\r\n
\r\n
\r\n
ورفضي المعلن لاتجاه تلك الحرب قبل خدمتي وبعدها على انهما وجهان لعملة واحدة، لقد حققت اميركا خطوة نادرة في التاريخ الانساني عندما جادلت بان مصالحها ومصالح العالم هي مصالح واحدة، وفيما هو ابعد من قضايا الامن القومي، فانني ساجادل الديمقراطيين والجمهوريين على السواء للخروج من عادة التفكير في قضايا كما لو انها تخص حزباً واحداً او آخر.
\r\n
\r\n
وبعد ان ارتكب الديمقراطيون ذلك الخطأ في السبعينيات والثمانينيات تم انتخاب بيل كلينتون كما اعيد انتخابه رئيسا لانه رفض ممارسة لعبة الملكية هذه.
\r\n
\r\n
\r\n
وبدلا من ان يتعامل مع الدفاع القومي، الجريمة، اصلاح سياسة الشئون الاجتماعية، الوضع المالي او التنمية الاقتصادية كمجالات من الافضل تجنبها، فقد اتخذ مواقف تقديمية ازاء جميع هذه القضايا الامر الذي غير المفهوم السائد بان الديمقراطيين لا يولون اهمية بشأنها، بل انه تحدى الجمهوريين ايضا بان يطرحوا مقترحات بشأن قضايا ديمقراطية مثل الرعاية الصحية والتعليم.
\r\n
\r\n
وقال كيري انه سيخاطب الجميع في حملته بلغة واحدة، ولن تكون هناك رسائل مختلفة للرجال او النساء او الاميركيين الافارقة او الملونين او الكاثوليك او البروتستانت. ويرى ان الحقوق المدنية هي مهمة للاغلبية ولاي اقلية ويتعين تحقيق المساواة لكل اميركي، وقال اننا لسنا ائتلافاً لمجموعات تطالب ببرامج او سلطة، اننا ائتلاف لمواطنين اميركيين يطالبون بنفس الحقوق والواجبات.
\r\n
\r\n
\r\n
واشار الى انه سيطلب من الاميركيين خلال حملته الانتخابية الانضمام له في حملة مواطنة لجعل اميركا قوية تتمتع بالرخاء والحكمة، وبالنسبة لكل قضية سياسية كبرى يتعين علينا ان نطلب منهم ان يصيغوا اسئلة سياسية رئيسية تحقق اجاباتهم مصالح الجميع وليس مصالحهم هم فقط.
\r\n
\r\n
\r\n
كما يتعين علينا أن نطلب من الاميركيين ان يفكروا في السياسة الخارجية ليس من منطلق استعراض نفوذنا وقوتنا العسكرية ولكن من منطلق نشر مبادئنا وحرياتنا. وان نطلب منهم ان يفكروا في سياسة الطاقة ليس من منطلق تأثيرها المباشر على اسعار الوقود ولكن من منطق تحديد موقفنا في العالم ودورها في نمونا الاقتصادي في الوقت الذي نحافظ فيه على بيئتنا في الداخل.
\r\n
\r\n
\r\n
واذا استطعنا جعل مواطنينا ينظرون الى العالم الى عالمهم من منظور وطني بحت فيما يتعلق بالقضايا المحلية والدولية، فان الاختلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين سيصبح في غاية الوضوح وكذلك الخيارات في عام 2004.
\r\n
\r\n
\r\n
الديمقراطيون والاصلاح
\r\n
\r\n
\r\n
يقول كيري في كتابه ان ثمة عنصراً آخر يميز تراثنا الديمقراطي عن الجمهوريين، فالحزب الديمقراطي هو حزب الاصلاح بينما لا يهتهم الجمهوريون بمدى تأثير البرامج الحكومية المحلية ودورها في اصلاح المجتمع. ويرحب الديمقراطيون دوماً بالافكار الجديدة وبالتغيير ولا ينظرون الى تلك الافكار على أنها تمثل تهديداً للوضع القائم المألوف وذلك على عكس مباديء الجمهوريين.
\r\n
\r\n
\r\n
وعلى سبيل المثال فإنني من أكثر المؤيدين لاصلاح اوضاع مدارسنا العامة. وقد طالبت مراراً بوصفي عضواً في مجلس الشيوخ بتطوير الوسائل التعليمية والارتقاء بالمهارات التي يكتسبها الطلاب من العملية التعليمية.
\r\n
\r\n
\r\n
وعلى صعيد كل قطاع حكومي يتعين علينا ان نكون أول من يطالب بتحقيق نتائج ملموسة، وذلك لاننا كنا أول من زعم بأن بمقدور القطاع العام تحقيق نتائج. وثمة مجالات عديدة مثل العناية بالطفل وبرامج ما بعد المدرسة وحماية البيئة تستطيع ان تقوم الحكومة بتطويرها من خلال العمل مع المنظمات غير الحكومية والهيئات التي لا تسعى الى تحقيق ربح وحتى الشركات الخاصة التي تسعى للربح أو من خلال قيام شراكة بين القطاعين العام والخاص.
\r\n
\r\n
\r\n
واعتقد أنه يجب على الديمقراطيين ان يردوا على هجمات الجمهوريين على الحكومة باسلوب غاية في البساطة وهو الدفاع عن الحكومة ووضع خطط لاصلاح عملها لانجاز افضل النتائج الممكنة من خلال انجع الوسائل واحدث الافكار. واذا ما كان يطلق علينا تقدميين، فانه يتعين علينا أن نحيي روح الابتكار التي كانت وراء افضل الابتكارات الحكومية واعتقد أن تجديد الحركة الحكومية التي انتعشت خلال التسعينيات يحتاج الى جهود كبيرة فعلى كل مستوى حكومي نحتاج الى ايجاد سبل لتقليص الروتين والتركيز على النتائج وتحديد الاولويات ونشر التكنولوجيا لانجاز الكثير بجهد قليل.
\r\n
\r\n
\r\n
ويتعين الا تشتمل اجندتنا للاصلاح على البرامج الحكومية فقط، بل على نظامنا الديمقراطي نفسه ايضا. لقد حان الوقت الذي يجعلنا نخجل فيه من انفسنا اذا اننا نعيش في دولة تواجه أدنى معدل مشاركة في التصويت واعلى معدل في الانفاق على الحملات الانتخابية بالمقارنة مع أي مجتمع ديمقراطي متقدم.
\r\n
\r\n
\r\n
وكما اظهر الجدل الدولي ازاء مواجهتنا مع العراق، فان اناسا في دول ديمقراطية اخرى، تتمتع بمعدلات تصويت اعلى، ساءلت بشكل منطقي اذا ما كان الخط المتشدد الذي تنتهجه ادارة بوش يعكس اتجاه الغالبية الكبيرة للاميركيين في سن التصويت الذين لم يصوتوا لجورج بوش.
\r\n
\r\n
وكما قلت مراراً فإن حملتي الانتخابية سوف تركز على حشد اولئك الذين لا يدلون بأصواتهم، من جهة لان ذلك هو الشيء الصواب، ومن جهة اخرى لانني لا أريد ان اكون مثل الرئيس الحالي الذي يعتمد «تفويضه» على اقلية ضئيلة من الشعب الاميركي.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.