\r\n ويذكر أن قبرص، المقسمة إلى جزء تركي وآخر يوناني منذ غزو القوات التركية لها عام 1974، انضمت في جزئها اليوناني إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004، لكن تركيا ترفض التعامل مع ذلك الجزء الذي تدير شؤونه حكومة الجزيرة المعترف بها دولياً. أما الجزء التركي الذي لا تعترف به سوى تركيا، فيخضع لمقاطعة دبلوماسية واقتصادية. \r\n \r\n وقال رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان في رده على تصريحات قادة الاتحاد الأوروبي المشاركين في قمة الاتحاد ببروكسيل: \"طالما ظل القبارصة الأتراك معزولين، فلن نفتح موانئنا ومطاراتنا\" في وجه سكان الجزء اليوناني. \r\n \r\n وتقول تركيا إنه لا يمكن إعادة الارتباط إلا في إطار تسوية شاملة للخلافات حول تقسيم الجزيرة. غير أن الاتحاد الأوروبي يرى أنه إذا كانت تركيا جادة بخصوص انضمامها إلى الاتحاد، فعليها أن تشرع في منح سكان دول الاتحاد الأوروبي حق الدخول إلى أراضيها على قدم المساواة. \r\n \r\n وقد بدا أن تصلب أردوغان أثار قلق بعض القادة الأوروبيين، ومنهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي صرح خلال مؤتمر صحافي قائلا: \"من الواضح بالنسبة لي أنه على تركيا أن تحترم التزاماتها وتسمح للبضائع القادمة من قبرص بالوصول إلى موانئها... أما في حال لم تفعل، فإنها تلقي بظلال من الشك على قدرتها على المتابعة\" أي متابعة مفاوضات الانضمام. \r\n \r\n هذا وقد بدا الانزعاج واضحاً كذلك على خوسي مانويل باروسو، رئيس الجهاز التنفيذي للاتحاد (المفوضية الأوروبية) بسبب الخلاف القائم حول قبرص، حيث قال للصحفيين: \"سيكون من الخطأ التظاهر بأن هذا الخلاف لا يمثل تحدياً كبيرا\" بالنسبة لآفاق عضوية تركيا. \r\n \r\n والواقع أنه ينبغي النظر إلى رد فعل كل من أردوغان والقادة الأوروبيين في سياق المخاوف السياسية الداخلية، حيث تشهد شعبية حزب أردوغان تدنياً واضحاً في بلد تعرف فيه القومية تنامياً مضطرداً. كما أن العديد من الحكومات الأوروبية، التي تتعرض لانتقادات داخلية على خلفية المشاكل المترتبة على تنامي الهجرة إلى بلدانها، لم يعد يخفي تشككه إزاء قبول انضمام دولة يبلغ عد سكانها 70 مليون نسمة، منهم 99% مسلمون. \r\n \r\n وعلاوة على ذلك، يعبر العديد من الأوروبيين الغربيين عن قلقهم من أن الاتحاد الذي يبلغ عمره نصف قرن، بات يقبل بانضمام دول جديدة بسرعة. فقبل سنتين مثلاً، انضمت عشر دول إلى الاتحاد دفعة واحدة، وأغلبها من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق أو دول كانت تدور في فلكه. هذا ومن المرتقب أن تنضم رومانيا وبلغاريا إلى حظيرة الاتحاد في يناير المقبل، وإن كان بعض الأوروبيين يدعون إلى إرجاء انضمامهما إلى السنة التالية. كما أن كرواتيا تعتبر أيضاً مرشحةً رسمياً. \r\n \r\n إلى ذلك، أشار رئيس وزراء اللوكسمبورغ جون كلود جانكار هذا الأسبوع إلى ضرورة أن يجمد الاتحاد الأوروبي محادثاته مع تركيا في حال رفضت أنقرة فتح موانئها ومطاراتها في وجه جميع الدول المنضمة حديثاً. غير أن أردوغان قال خلال كلمة ألقاها في غرفة صناعة اسطنبول \"إننا لن نتراجع عن أي قرارات بخصوص الموانئ والمطارات قبل رفع العزلة\" الفروضة على القبارصة الأتراك. \r\n \r\n ويذكر أن تركيا غزت قبرص عام 1974 بعد محاولة انقلاب قام بها القبارصة اليونان بدعم من الحكومة اليونانية. وقد صوت القبارصة الأتراك في عام 2004 لصالح توحيد الجزيرة في إطار مقترح أممي، غير أن القبارصة اليونانيين رفضوا المخطط بأغلبية ساحقة. \r\n \r\n ومن جهة أخرى، وافق قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسيل على مقترح بإرسال مساعدات عاجلة للفلسطينيين تلتف على الحكومة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية \"حماس\". وفي هذا السياق، أعلن مسؤولون أنهم قريبون من الحصول على دعم الأطراف الدولية الأخرى الراعية لعملية السلام الإسرائيلي-الفلسطيني، وهي الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة. \r\n \r\n مولي مور \r\n \r\n مراسلة واشنطن بوست في باريس \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \" لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n