\r\n هناك مغالطات يتم الترويج لها بأن اطرافا خارجية تتحمل هذه المسؤولية، سواء كانت الولاياتالمتحدة او اللجنة الرباعية، او حتى اسرائيل. ولكن المصالح الفلسطينية هي في النهاية مسؤولية حكومتها المنتخبة. ولكن يبدو ان هذه الحكومة تضع برنامجها وآيديولوجيتها فوق مصالح الشعب الفلسطيني وتتنصل من مسؤولياتها وتلقيها على اطراف خارجية، بما في ذلك الاطراف التي تحاول مساعدة الشعب الفلسطيني. \r\n \r\n هناك بعض حقائق لا مناص من الاعتراف بها: \r\n \r\n * خلافا للاعتقاد السائد في المنطقة، فان الولاياتالمتحدة لم تقطع دعمها عن الشعب الفلسطيني، بل انها زادته. وهي اكبر مانح للدعم الفلسطيني وظلت كذلك من حوالي نصف قرن ومن قبل نشوء حماس. وقد زاد الدعم الاميركي بنسبة 57 في المائة الى 245 مليون دولار. ومنذ عام 1993 انفقت الولاياتالمتحدة 2.7 مليار دولار في الضفة الغربية وقطاع غزة على مكافحة الفقر وتوفير الوظائف وتحسين خدمات الصحة والتعليم والبنية التحتية وحسن الادارة. \r\n \r\n * توجه الولاياتالمتحدة دعمها الى حيث الحاجة اليه ماسة. وقد اضافت في الاسابيع الاخيرة دعما اضافيا قيمته عشرة ملايين دولار لتوفير الادوية والمواد الطبية. ويتم تسليم هذه المواد حاليا، وبصفة مباشرة الى العيادات والمستشفيات الخاصة غير الحكومية. \r\n \r\n * ان المبادئ التي تطالب بها اللجنة الرباعية حكومة حماس هي مبادئ دولية وليست شروطا اميركية. فالاطراف الدولية التي دعمت اتفاقات اوسلو، وتمد المعونات على اساسها الى الحكومة الفلسطينية، تشترط ان تعترف الحكومة الفلسطينية الحالية بما سبق ان وافقت عليه ووقعته الحكومة الفلسطينية السابقة من اتفاقات. وليس من المنطق ان تقول حماس «لا اعتراف بأوسلو، ولكن ادفعوا لنا وفق التزاماتكم بها». \r\n \r\n * تبذل الولاياتالمتحدة، والشركاء الاوروبيون جهودا مضاعفة من اجل زيادة وسائل توصيل الدعم الى الشعب الفلسطيني مباشرة. وما لم تغير حماس موقفها وفق مطالب اللجنة الرباعية، فإن عزلتها ستزيد ومعها معاناة الشعب الفلسطيني ومصاعبه. \r\n \r\n * ان حماس ليست مفلسة. فهي تستطيع ان تدفع اجور الموظفين اذا ارادت، ولكنها تفضل ان تجعل من الاجور مشكلة اطراف اخرى لكي تعفي نفسها من المسؤولية. فما زال وزراء حماس يتنقلون في سيارات فاخرة وعامرة بالوقود ويسافرون في بعثات خارجية من المنطقة الى انحاء اسيا. فهل يسافرون بتذاكر مجانية ؟ ومن يدفع هذه التكاليف ؟ وهل هذه هي مصالح الشعب الفلسطيني التي جاءوا لخدمتها؟ وهذه اسئلة يجب ان يسألها الشعب الفلسطيني نفسه لحماس وليس عبر وسطاء يعملون لمصالح اخرى. \r\n \r\n * لا يجب الخلط بين نتائج الانتخابات الفلسطينية وسياسات حماس. فاللجنة الرباعية، بما فيها الولاياتالمتحدة، تعترف بأن حماس فازت بانتخابات نزيهة. ولكن هذا الفوز لا يعني ان تلتزم هذه الاطراف بالموافقة على سياسات حماس. وحماس وحدها تتحمل عواقب قراراتها وتناقضاتها التي يراها كل العالم، ما عدا حماس، وبعض رافعي الشعارات في المنطقة. فحماس لا تعترف بأوسلو وتريد الدعم الذي اقرته اتفاقات اوسلو، ولا تعترف باسرائيل وتريد الضرائب التي جمعتها اسرائيل، وتمارس السياسة مع الاحتفاظ بحقها في الارهاب. \r\n \r\n ان الحكومة المسؤولة لا تكتفي بالشعارات وتركز اهتمامها على رفاهية شعبها وتسعى من اجل تحقيق اهداف هذا الشعب ومصالحه فوق اي اعتبار اخر. \r\n \r\n وحماس، حتى الان، قيدت خياراتها وزادت عزلتها ورفضت نصائح اصدقائها، ونداءات جامعة الدول العربية، للموافقة على مبادرة السلام العربية، ولم تقدم لشعبها البديل العملي المقنع ولا الحياة الكريمة التي وعدت بها. لقد جاءت حماس على شعار مكافحة الفساد، وهو شعار نبيل، ولكن احيانا يكون انعدام الكفاءة اسوأ من الفساد. والشعب الفلسطيني لا يحتاج بالتأكيد لا للفساد ولا لانعدام الكفاءة. \r\n \r\n * سفيرة الولاياتالمتحدة \r\n \r\n لدى قطر سابقا ومديرة مكتب التواصل الإعلامي في لندن \r\n \r\n \r\n \r\n