ويعتقد أكثر الخبراء الأمنيين في إسرائيل شهرة وهو إفرايم هالفي ان الجهود الأميركية والإسرائيلية للإطاحة بحكومة حماس لن تسفر إلا عن نتائج سالبة. \r\n \r\n جاءت أقوال هالفي في الوقت الذي كانت تتمتع حماس فقط بتأييد خمس السكان الفلسطينيين وقال «ان أي شخص يعتقد أن بالإمكان تجاهل هذا العنصر المركزي في المجتمع الفلسطيني فهو بالتأكيد واهم وخاطيء»، فما الذي يمكن أن يقال اليوم وحماس تتمتع بغالبية تأييد الشارع الفلسطيني. \r\n \r\n وتساءل هالفي: لماذا يتوجب على إسرائيل الاهتمام بمسألة اعتراف حماس بإسرائيل أو عدم اعترافها، فمن وجهة نظره ان إسرائيل موجودة والاعتراف بها أو عدمه لن يضيف أو ينقص شيئا لوجود إسرائيل كدولة. \r\n \r\n موقف أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي يقوم على حق إسرائيل في ضم أي أجزاء من الأرض الفلسطينية وهذا «الحق» يلغي أي حقوق للفلسطينيين. \r\n \r\n ان «التنازلات» الإسرائيلية مثل الانسحاب من غزة والمستوطنات المعزولة في الضفة الغربية يقصد منها خدمة المصالح الإسرائيلية الضيقة. \r\n \r\n فكما ذكرت «حركة السلام الآن» في تقرير لها حول النشاط الاستيطاني، فإن إسرائيل مستمرة في تكثيف وجود المستوطنات وتوسيع حدودها تمهيدا لإدخال المزيد من التوسعات عليها. \r\n \r\n في هذه الظروف فإن ما يحير ليس رفض حماس لما تحاول إسرائيل إملاءه، ولكن الدعم الذي تقدمه الأسرة الدولية، خاصة الاتحاد الأوروبي للجهود الإسرائيلية التي تبذل لعزل حماس والإطاحة بها، لم تدع إسرائيل مجالا للشك حتى في حالة إقرار الفلسطينيين لاستفتاء عباس بغالبية كبيرة وحتى لو قبلت به حماس فإن إسرائيل لن تقبل به كأساس للعملية السلمية وسوف تستمر في رسم حدودها مع الفلسطينيين من جانب واحد. \r\n \r\n وإذا اتضح ان هذا ما سيكون فهل سيستمر القادة الأوروبيون في دعم المواقف الأميركية المؤيدة لإسرائيل وللسياسات الإسرائيلية التي يغلب عليها الطابع اليميني المتطرف؟، أم هل سيعمل هؤلاء القادة على دعم السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا بما يمكنها من تحصيل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني؟ \r\n \r\n ان الإجابة عن هذا السؤال قد تقرر ليس مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل ومستقبل المنطقة ككل. \r\n