\r\n وقد أدى هذا، بحسب خان، إلى إنشاء معسكر الاعتقال في جوانتانامو \"حيث يتم احتجاز الأشخاص الذين تعتبرهم الإدارة الأمريكية خطرين دون تهمة، ودون أية محاكمة، إلى أجل غير مسمى. وهذا لا يمكن أن يكون الطريق الصحيح الذي تحارب الإرهاب من خلاله؛ لأن هذا يقع مباشرة في أيدي هؤلاء الذين يريدون تدمير حقوق الإنسان\". \r\n \r\n وأضافت خان: \"إن الدليل على ما أقوله هو أن العالم ليس أكثر أمنا اليوم، وتؤكد الأبحاث والأدلة التجريبية على أن عدد الهجمات التي قامت بها الجماعات المسلحة في تزايد مستمر\". \r\n \r\n وكانت إيرين خان قد تحدثت بشكل مثير للجدل عن معتقل جوانتانامو باعتباره جولاج عصرنا هذا، مشيرة في ذلك إلى معسكرات الاعتقال الروسية سيئة السمعة، لكنها قالت إن هذه المقارنة تصبح مبررة في الوقت الحالي. \r\n \r\n وأضافت: \"لقد طالبنا في العام الماضي بإغلاق معتقل جوانتانامو، وكان هناك الكثير من ردود الأفعال السلبية من الإدارة الأمريكية، في حين أنك اليوم وبعد عام تجد أن الرئيس بوش يقول إنه يرغب في إغلاق معتقل جوانتانامو\". \r\n \r\n وقالت خان إن لجنة الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب قد طالبت في الأسبوع الماضي بإغلاق معتقل جوانتانامو، مضيفة: \"ولهذا فإن ما قلناه في العام الماضي عن أن جوانتانامو هو جولاج عصرنا هذا كان يعني بالفعل أن جوانتانامو هو رمز الإساءة الصارخة التي ترتكبها القوة العظمى، تماما كما كان جولاج رمز الإساءة التي ارتكبتها قوة عظمى أثناء الحقبة السوفييتية. ومن هذا الجانب تمت تبرئتنا لأن المزيد والمزيد من الأشخاص يرون جوانتانامو باعتباره رمزا أيقونيا لانتهاك حقوق الإنسان، ويريدون إغلاقه\". \r\n \r\n لكن هذا الخلاف يعني لمسة سياسية لهذه المنظمة المعنية بحقوق الإنسان؛ حيث ربما لا يمكن دائما الفصل بين حقوق الإنسان والسياسة. \r\n \r\n وقالت خان: \"إننا لسنا منظمة سياسية، ونحن لا ندعم أيديولوجيا معينة أو حزبا سياسيا معينا. وما نفعله هو أننا نحاسب جميع الحكومات لالتزاماتهم الدولية بشأن حقوق الإنسان\". \r\n \r\n ولكن هل من السهل الفصل بين القضيتين في العراق؟ تقول خان: \"إن ما ننظر إليه هو وضع الشعب العراقي وحقوق إنسان الشعب العراقي، وما إذا كان هؤلاء المسئولون عن تعزيز حقوق الإنسان يقومون بهذا أم لا، وهذا يعني مراقبة الحكومة العراقية، ومراقبة قوات التحالف، والولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما، ومراقبة الجماعات المسلحة في العراق. وفي كل حالة كان هناك فشل رهيب في حماية حقوق الإنسان للشعب العراقي\". \r\n \r\n وقالت إيرين خان: \"في العراق نحن نحكم على ما يجري، ليس على أساس إستراتيجيات سياسية أو عسكرية، ولكن على أساس المعايير الدولية لحقوق الإنسان التي تم تجاهلها وتعرضت للتآكل والانتهاك\". \r\n \r\n لكن هذا ليس نتيجة لقرارات سياسية؛ حيث قالت خان: \"إن الحكومات بالطبع هي كيانات سياسية، والقرارات التي تتخذها الحكومات هي لأسباب سياسية، ولكن هذه الحكومات هي نفسها التي لديها التزامات قانونية لاحترام حقوق الإنسان، ويتعين عليك أن تنظر إلى نتائج حقوق الإنسان في القرارات السياسية\". \r\n \r\n ولكن هل تتحدث الحكومات الغربية عن انتهاكات حقوق الإنسان فقط عندما تناسبها؟ تقول خان: \"بالطبع، فنحن نرى هذا يحدث كثيرا؛ حيث نرى هذا على سبيل المثال في سياق الاتحاد الأوروبي الذي يراقب الإساءات لحقوق الإنسان في كل مكان في العالم، ولكن ليس بالضرورة داخل الاتحاد الأوروبي، ونحن نرى هذا الآن من خلال المعلومات التي تظهر بشأن عمليات التسليم ورحلات الطيران التابعة لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) التي تحمل المعتقلين إلى دول يمكن أن يتم تعذيبهم فيها\". \r\n \r\n وأضافت خان قائلة إن الاتحاد الأوروبي غالبا ما يصمت في الإساءات التي ترتكبها دوله الأعضاء، وقالت: \"من الواضح جدا أن هناك معايير مزدوجة، ولكن هذه المعايير المزدوجة تنطبق أيضا على حكومات مثل روسيا والصين. ودارفور مثال جيد للغاية فشلت فيها هاتان الدولتان بشكل مخزٍ، بسبب مصالحهما الخاصة، وتجارة الأسلحة مع النظام الحاكم في الخرطوم\". \r\n \r\n ورغم هذه الإخفاقات في حقوق الإنسان إلا أن تقرير منظمة العفو الدولية يشير إلى جانب أكثر إشراقا لقصية حقوق الإنسان في العام الماضي. \r\n \r\n حيث قالت إيرين خان: \"من بين أكثر الأشياء المثيرة بشأن العام الماضي هو التناقض في أننا كنا من جانب نرى إساءات ويأسا، ولكن من الجانب الآخر كنا نرى أيضا بعض التقدم الملحوظ وإشارات الأمل\". \r\n \r\n وفيما يتعلق بقضية الإفلات من العقوبة قالت خان إنه من خلال العام الماضي أصبح الآن رئيس بيرو ألبرتو فوجيموري ودكتاتور تشيلي السابق أوجستو بينوشيه في طريقهما إلى المحاكمة. وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الاتهام الأول ضد الجماعات المسلحة في شمال أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. \r\n \r\n واستأنفت خان تقول: \"وقد شهدنا أيضا أنه رغم رفض الحكومات لحزمة إصلاحات الأممالمتحدة التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة إلا أن الحكومات قد قبلت فعليا بالاقتراحات الخاصة بآلية حقوق الإنسان في الأممالمتحدة. ونحن الآن لدينا مجلس معنيّ بحقوق الإنسان، وقد رأينا أن ميزانية مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان قد تمت مضاعفتها\". \r\n \r\n وقالت إن مجلس اللوردات في بريطانيا قد رفض مطلب الحكومة بأنها يمكن أن تستخدم في المحاكم البريطانية أدلة تم الحصول عليها بواسطة التعذيب الذي مارسه مسئولون أجانب، مضيفة: \"لقد رأينا البرلمان يسأل ويناقش التشريع الخاص بمكافحة الإرهاب الذي تقدمت به الحكومة، حيث أجبر الحكومة على تعديل بعض الفقرات في القانون\". \r\n \r\n وقالت خان أيضا إن حشد وتعبئة المجتمع المدني العالمي كان من أكثر التطورات الإيجابية التي جرت في العام الماضي؛ وأضافت: \"فكر في حملة العام الماضي لمكافحة الفقر، وفكر في تغيير المزاج العام في قضايا التعذيب. لقد شهدنا حدوث عدد من الأشياء الإيجابية للغاية، لكن السؤال هو عن الطريق الذي لازالت الحكومات تنكره\". (آي بي إس / 2006)