بينما كان الرئيس في أفغانستان, كان مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية الجنرال مايكل مالبس, يدلي بشهادته أمام الكونغرس بأن المقاومة التابعة لطالبان تزداد وسوف تزداد اكثر في هذا الربيع, بما يسبب تهديدا كبيرا لتوسيع سلطة حكومة أفغانستان المركزية اكثر من أي وقت منذ 2001. وتحت هذه الظروف, فإن الخطة الحالية لاحلال محل 2.500 جندي من القوات الأميركية في جنوبأفغانستان هو أمر خاطئ. ومع زيادة حدة المقاومة التي تشنها طالبان, فإن قوات التحالف يجب ان يزداد عددها, ولا يجب ان تحل القوات الأميركية محلها. كما يجب علينا ان نعيد تقييم اقتراح الإدارة بأن نسلم القيادة لغالبية القوات الأميركية في أفغانستان لقوات حلف الناتو في أوائل العام القادم. \r\n بينما حاول الجنرال جيمس جونز, القائد الأعلى لقوات حلف الناتو التقليل من أهمية تقييم مالبس المثير للفزع, كان من الصعب تجاهل حقيقة ان طالبان قد صعدت من عملياتها. والعام الماضي قفزت العمليات التي تشنها طالبان ضد الحكومة الى 20%. كما زادت الهجمات تقريبا الى ثلاثة أضعاف والضربات باستخدام الآلات التقليدية وغير التقليدية, وبعض التكتيكات المستوحاة من العراق, قد تضاعفت هي الأخرى. واهم ميادين المعركة التي تشن فيها المقاومة هجماتها هي أقاليم مثل ندهار واوروزغان وهلمند وزابل, والمناطق البشتونية التي تعد من أهم معاقل طالبان. \r\n في 10 من يناير الماضي رفض الملا محمد عمر زعيم طالبان الذي ولد في جنوبأفغانستان والذي قويت الصلة بينه وبين أسامة بن لادن, رفض طلبا لعقد المصالحة مع حكومة الرئيس حامد قرضاي وحث اتباعه على الاستمرار في القتال. ويبدو ان اتباعه قد استجابوا لندائه. \r\n واخبر جيمس كوندر مساعد مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الكونغرس انه في يناير تم إطلاق النار على ناظر مدرسة في منطقة هلمند, وأغلقت 200 مدرسة في قندهار أبوابها و165 أخرى في هلمند لأسباب أمنية. وفي زابل حيث تصاعدت حملة الإرهاب والتخويف مما أدى أيضا إلى إغلاق نحو 170 مدرسة أخرى, وتم قطع رأس مدرس ثانوي. وكان شهر فبراير شهرا دمويا هو الأخر, حيث انه خلال 14 يوما وقع 24 حدثا من أحداث العنف ووقعت 37 حالة وفاة وتم نشر هذه الأخبار في وسائل الإعلام. \r\n ووقف عمليات العنف هذه يتطلب عمليات قوية. وحتى الآن, تركزت قوات حلف الناتو في مناطق هادئة وكان دورها محدودا حيث كان يتركز فقط على عمليات حفظ السلام, فضلا عن العمليات القتالية. وهناك العديد من الأسئلة عما اذا حلف الناتو سيتمكن من الدخول في معارك حربية قوية مع طالبان مثلما كانت تفعل القوات الأميركية. \r\n وانسحاب القوات الأميركية من جنوبأفغانستان سوف يضعف قدراتنا على ان نطلب من باكستان التحرك بشكل اكثر قوة لمنع طالبان من استخدام باكستان كقاعدة لعملياتها. \r\n وفي النهاية أود أن أؤكد على أمر هام أننا يجب ان لا ننسى ان طالبان وصلت إلى السلطة في حالة من العدم أعقبت انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وبالتالي انسحاب الولاياتالمتحدة من المنطقة سوف ينتج عنه عودتها من جديد لممارسة تهديداتها بشكل أقوى واعتي من قبل. ومع تركيز واشنطن على العراق, فإن زعماء الأفغان يشعرون بقلق شديد من ان تقليل القوات الأميركية هو مؤشر على اننا سوف نفقد أفغانستان من جديد. وعلينا ان نتذكر ونضع في حسباننا ان هجمات 11 سبتمبر قد خطط لها في أفغانستان وليس في العراق. \r\n \r\n \r\n * عضو الكونغرس عن ولاية ميريلاند \r\n * خدمة واشنطن بوست خاص ب(الوطن) \r\n