أعلن المتحدث باسم حاكم ولاية زابل أن ما يقرب من 100من مجاهدي حركة المقاومة الأفغانية "طالبان" قد سيطروا على بلدة في الولاية الواقعة جنوبيأفغانستان. وقد تزامن هذا التطور مع مقتل أربعة أشخاص بينهم شرطي في هجوم بسيارة مفخخة وقع قرب البرلمان الأفغاني في كابل وقال المتحدث غلام شاه علي خيل - بحسب وكالة الصحافة الفرنسية - إن مقاتلي طالبان هاجموا من عدة جهات مقاطعة خاك أفغان بولاية زابل المحاذية للحدود مع باكستان. وأوضح المتحدث أن قوات الشرطة الأفغانية اختارت الانسحاب من البلدة "تكتيكيا". وأشار المتحدث إلى أن خمسة من الشرطة الأفغانية قتلوا وجرح أربعة آخرون في هجوم شنه على قافلتهم مقاتلون من طالبان. كما أكدت طالبان مقتل اثنين من عناصرها في اشتباكات متواصلة منذ الليلة الماضية في مديرية سنغين في ولاية هلمند المجاورة مع قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو). واستولت طالبان في الأشهر الأخيرة على العديد من مراكز المقاطعات والمديرات في ولايات جنوبأفغانستان وغربها لفترات وجيزة، كما تسيطر على العديد من المناطق في هلمند التي تقوم فيها قوات الناتو والجيش الأفغاني منذ شهر بهجوم واسع. وفي كابل لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب أربعة آخرون على الأقل بجروح في هجوم بسيارة مفخخة. وأفادت الأنباء أن الهجوم كان يستهدف دورية للشرطة قرب نقطة تفتيش. وأشارت مصادر شرطة إلى أن منفذ الهجوم فجّر نفسه بعد أن استوقفته الشرطة. وتناثرت قطع اللحم البشري على الطريق فيما تجمع حشد كبير قرب مكان الهجوم. ولم تكن هناك حركة سير تُذكر نظرا لكون يوم جمعة وهو عطلة رسمية في البلاد. وهو الهجوم الثالث من نوعه في أقل من ثلاثة أسابيع في العاصمة التي شهدت مؤخرا سلسلة تفجيرات مع إعلان طالبان استعدادها لشن هجمات جديدة خلال الربيع، مؤكدة وجود آلاف المقاتلين لديها لتنفيذها. وفي تطور متصل بتصاعد المواجهات في أفغانستان، حطت ست طائرات تورنيدو ألمانية بقاعدة مزار شريف شمال البلاد لمساندة قوات الناتو في مواجهتها مع طالبان جنوب البلاد. وستعمل الطائرات -المزودة بكاميرات تصوير خاصة- على التقاط صور لكامل أفغانستان, وخاصة الجنوب الذي يشهد نشاطا متصاعدا لطالبان. وأعلن القائد جوزيف بلوتز أن طائرات بلاده ستبدأ طلعاتها الأسبوع المقبل، مؤكدا أنها لن تشارك في عمليات قتالية وإنما ستكتفي بمراقبة مواقع طالبان. وكان البرلمان الألماني وافق على إرسال هذه الطائرات بعد جدل كبير بين أعضائه. ويفترض أن توفر البعثة الألمانية التي تضم كذلك 200 جندي، للقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن بأفغانستان (إيساف) صورا جوية حول مواقع طالبان جنوب البلاد وفي المناطق الحدودية مع باكستان. من ناحية أخرى اعترف الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لأول مرة بالتحدث مباشرة مع حركة المقاومة الأفغانية" طالبان" بشأن تحقيق ما أسماه بالسلام في البلاد. وكرر كرزاي عروضه قائلا إن كل الأفغان بما فيهم زعيم طالبان الملا محمد عمر محل ترحاب لإجراء محادثات لإنهاء القتال المستمر منذ خمس سنوات. وتأتي تعليقات كرزاي بعد ساعات من هجوم فدائي قتل ستة على الأقل قرب البرلمان الأفغاني في كابل. وقالت طالبان إنها نفذت الهجوم الذي تزامن مع استعداد البلاد لهجوم دام في الربيع بعدما شهد عام 2006 أسوأ قتال منذ عام 2001. على صعيد آخر أعلن حاكم نمروز غلام دستغير آزاد أن الفرنسيين اللذين يعملان في المساعدات الإنسانية اللذين فقدا الثلاثاء الماضي في ولايته جنوبي غربي أفغانستان خطفا من قبل حركة طالبان ونقلا إلى ولاية هلمند المجاورة. وقال دستغير آزاد إن تقارير الاستخبارات تشير إلى أنهما خطفا على الطريق السريع في منطقة خاش رود شمال ولاية نمروز ونقلا إلى هلمند التي تخضع عدة مناطق منها لسيطرة طالبان.