ما هي المؤشرات التي يمكن أن تخبرنا بأننا خسرنا معركة أو حرباً؟ هل علامة النصر أن يرتدي قائد الأمة زي المحارب ويعلن عن «انجاز المهمة»؟ هل علامة «الخسارة» أن يعلن الساسة الانتصار رسمياً ثلاث مرات على الأقل؟ \r\n \r\n \r\n هل «الخسارة» عندما لا يستطيع أقوى جيش عرفه التاريخ أن يسلك طريقاً طوله ستة أميال من مطار بغداد إلى مقراته الإدارية؟ هل الهزيمة أن تقتل نيران الجيش الصديقة بطلاً عسكرياً من الجيش نفسه ثم يستمر الكذب لشهور عدة حول ملابسات الحادث؟ \r\n \r\n \r\n كيف يمكن للقائد الأعلى للقوات المسلحة المتمثلة في شخص الرئيس أن يشن حرباً عندما يقول له أحد جنرالاته رفيعي المستوى: «لست أدري ما إذا كنت لا أزال أملك السلطة الأخلاقية لإرسال الجنود إلى ساحات القتال. لم أعد واثقاً من أنني استطيع النظر في عيون الجنود، والقول: «هناك شيء يستحق أن يموت المرء من أجله». \r\n \r\n \r\n متى تبدأ الأمة بترديد «بالحكومة نثق». يبدو أنني أتذكر شيئاً من الإنجيل عن العدل والعقاب والخطأ والصواب. اذا كنا نثق حقاً بالله، فإنه ينبغي لأفعالنا أن تقوّض هذه «الحرب على الإرهاب». \r\n \r\n \r\n اذا كنا نؤمن حقاً بالحقائق الإنجيلية، كيف يمكن لأي إنسان أن يبرر تدمير بلد «دون سبب وجيه» صادقناه ودعمناه بالمال والسلاح؟ هل حقاً يوجد 30 بالمئة من الأميركيين يستطيع الواحد منهم ان ينظر في عيني ابنه وهو يهم بالمغادرة إلى العراق ويقول له: «هذا شيء يستحق أن يموت المرء في سبيله؟» \r\n \r\n \r\n كيف سنعرف متى نكون قد خسرنا معركة أو حرباً؟ \r\n \r\n \r\n هل سنستخدم التاريخ لتعريف الهزيمة أو النصر أو سنصنع القواعد والقوانين للجميع ليقفوا موقف المتفرج بينما نواصل نحن نهجنا؟ لقد صنعنا القواعد والقوانين في نورمبيرغ، لكننا نعرف الآن أن «كارهي أميركا» هم فقط الذين يريدون منّا أن نحاكم بوش، تشيني، بيرل، وولفويتز، رامسفيلد، فايث، لوتي، وليبي بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. \r\n \r\n \r\n وآخر قلعة من قلاع الخداع التي يستخدمها بوش لتبرير غزو الحرب تدنت إلى مستوى القول: «إذا لم نقاتلهم هناك، فسيكون علينا أن نقاتلهم هنا». ولقد تعرضت هذه النظرية لهجوم شديد أخيراً في لندن. فالبريطانيون «دأبوا على مقاتلتهم هناك» والآن يبدو أنهم سيقاتلونهم في بلدهم لأنهم «يقاتلونهم هناك». \r\n \r\n \r\n أنا أخشى حدوث كوارث أخرى على غرار 11 سبتمبر أو تفجيرات لندن في بلدنا وللأسباب نفسها التي وقعت من أجلها حادثتا نيويوركولندن المأساويتان السابقتان. و«الطريقة التي نعامل بها السجناء في أبوغريب، سواء كانت إنسانية أو وحشية لن تغيِّر من معاناتنا شيئاً عندما يأتي دورنا مرة أخرى». \r\n \r\n \r\n لقد ذهبوا إلى حد بعيد، ونحن أيضاً ذهبنا إلى حد بعيد، ولن يكون هناك أي نزعة إنسانية من جانبهم أو من جانبنا. إن سياسات حكومتنا الدعم غير المشروط لإسرائيل، دعم الحكام الطغاة والمستبدين في أنحاء العالم، تصدير الاستبداد، الإرهاب و«تغيير الأنظمة» عن طريق ال «سي.آي.إيه»، شراء الكونغرس من قبل إسرائيل أو أي جهة تدفع المال أو أي لوبي لصناعة الحرب، فساد التدمير \r\n \r\n \r\n وإعادة الإعمار في «حربنا» من أجل جلب الحرية والديمقراطية للعراقيين، الإصرار على أننا نملك أعداداً كافية من الجنود في العراق لكسب الحرب حتى عندما نضطر لاستئجار المرتزقة بأجور خيالية، لسدّ الفجوات في قوة وحداتنا العسكرية إن كل هذه السياسات وضعتنا في موقع لا نستطيع معه الفوز. \r\n \r\n \r\n اسأل نفسك كيف استطاع تسعة «جنود فاسدين» فقط أن يدمروا صورة استقامة ونزاهة أميركا حتى في الحرب، في أنظار العالم. \r\n \r\n \r\n سوف نعرف إننا قد خسرنا عندما نفعل ما فعلناه في أبو غريب، غوانتانامو، دييغو غارسيا، باغرام والسجن السري الآخر ومراكز الاعتقال السرية التي تستخدمها ال «سي.آي.إيه» في أنحاء العالم. سنعرف أننا قد خسرنا عندما يكون أول هدف في مذبحة قرية أو مدينة هو مستشفاها. \r\n \r\n \r\n سنعرف أننا قد خسرنا عندما لا نعبأ بتعلّم شيء عن الحرب وحقائق الحرب. سنعرف أننا قد خسرنا عندما نتجنب محاكمة رئيس يسمح لوزارة دفاعه بتحدي أمر قضائي صادر عن محكمة فيدرالية بالإفراج عن صور من أبو غريب تظهر اغتصاب أطفال وقتل مساجين. \r\n \r\n \r\n سنعرف أننا قد خسرنا عندما تستخدم وحداتنا العسكرية النخبوية تعذيب ومعاناة سجنائها كوسيلة للترفيه أو الحفاظ على اللياقة البدنية. سنعرف أننا قد خسرنا عندما لا نعبأ بمدى التشابه بين أساليبنا في الفلوجة وأساليب النازيين في وارسو أو أساليب الروس في الشيشان. \r\n \r\n \r\n سنعرف أننا قد خسرنا عندما لا نعرف مكان خوسيه باديلا أو منذ متى هو محتجز. سنعرف أننا قد خسرنا عندما نسمح لمليون مهاجر غير شرعي بعبور حدودنا كل سنة يمكن لأي منهم أن يكون مفجراً انتحارياً أو «طياراً قيد التدريب». \r\n \r\n \r\n أو ناخباً يأخذ وظيفة من أميركي لا ينتخب. سنعرف أننا قد خسرنا عندما يكون لدينا قانون مكافحة الإرهاب «باتريوت 1»، ونقوم بصياغة قانون وراء أبواب موصدة في الكونغرس، قانون مكافحة الإرهاب «باتريوت 2». \r\n \r\n \r\n عن: «انفورميشن كليرنغ هاوس» \r\n \r\n