\r\n إلا أن حدودها مع سوريا تعيش هدوءاً منذ ثلاثين عاماً والأكثر إثارة من ذلك هو انتقال ثمار التفاح الإسرائيلي إلى الجانب الأخر من الحدود. \r\n \r\n ولكن يبدو أن كل هذه مجرد مظاهر خدّاعة، حيث تعتقد مؤسسة الدفاع أنه مع الإجراءات التي تتخذها الولاياتالمتحدة تجاه دمشق، فقد تضطر إسرائيل للذود عن نفسها ضد نظام الرئيس بشار الأسد المقلقل. \r\n \r\n يقول مسؤولو الأمن بأن القلق الذي يعتري إسرائيل مؤخراً هو احتمال شعور الأسد بأنه مهدد من قبل الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي وإحساسه بأنه محشور في الزاوية، لذا قد يقرر ، إطلاق صواريخ على مرتفعات الجولان وما بعدها. \r\n \r\n بالرغم من أن الحدود الإسرائيلية مع سوريا هي الأهدأ منذ حرب يوم كيبور 1973، إلا أن الفرضيات العسكرية الفعلية ترى اليوم بأن الحرب التالية التي ستواجهها إسرائيل ستشتعل على جبهة الحدود الشمالية ضد سوريا وربما ضد معاقل حزب الله اللبنانية. \r\n \r\n إن دمشق تسرع اليوم ببناء جيشها، كما أنها قامت مؤخراً بمضاعفة ميزانية الدفاع لديها بشكل ضخم، خاصة وأن قروضها التي أغلقت على 14 مليار دولار قد محيت من قبل الدول الأخرى. \r\n \r\n ولكن في الوقت الذي تشير فيه الفرضيات إلى أن سوريا لن تهاجم إسرائيل إلا في حال كانت تحت وطأة تهديدات القوات الأمريكية، تعترف قوات الدفاع الإسرائيلية بأنها لطالما تفاجئت تقريباً بكل خطوة اتخذها الرئيس الأسد خلال العامين الفائتين. فاغتيال الحريري العام الماضي وانسحاب القوات السورية من لبنان أثلج صدور القادة العسكريين في تل أبيب. \r\n \r\n ولكن اليوم، ومع فشل الاستخبارات العسكرية، والموساد وكل العالم في وضع تخمين دقيق لتحركات الأسد المقبلة، أصبح الخوف الأكبر الذي يعتري قوات الدفاع الإسرائيلية يدو حول ماهية الخطوة التالية التي سيقوم بها الرئيس السوري؟ \r\n \r\n إن الوضع في دمشق يبدو مستقراً مؤقتاً على الأقل وذلك مع محاولة الأسد لكسب الوقت. كما أن التغيير الذي تم خلاله استبدال المحقق الألماني ديتليف ميليس، الذي قاد تحقيقات الأممالمتحدة في قضية اغتيال الحريري، بالمحقق البلجيكي سيرج براميرتز، منح الأسد بعض الوقت لتنفس الصعداء. \r\n \r\n من جهة أخرى، خفف الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بعضاً من ضغوطاته وذلك نظراً لمواجهته لمشاكل أكبر مثل سحب القوات الأمريكية من العراق وإيقاف سعي طهران للحصول على قنبلة نووية. \r\n \r\n يقول مسؤول مرموق في قوات الدفاع الإسرائيلية متمركز في جبهة القيادة الشمالية بأنه في الوقت الراهن لا يرى الجيش أي سبب لتغيير الانتشار العسكري على طول الحدود السورية. \r\n \r\n ويضيف\" لم نقم بأي تغيير. ولكننا نبقى متيقظين طوال الوقت ونستخدم هيئاتنا الإستخباراتية في رصد أي شيء يحدث في سوريا قد يكون له تأثير على إسرائيل\". \r\n \r\n وحتى لو حافظت الحدود السورية على هدوئها، فإن الجيش لا ينوي الاسترخاء في مكانه. فقد لاحظ مسؤولو الأمن بان دمشق كانت وراء الاعتداءات التي استهدفت إسرائيل والتي نفذت عن طريق وكلائها من حزب الله وضربت مراكز الطليعة الحدودية لقوات الدفاع الإسرائيلية في الشمال. \r\n \r\n \r\n ووفقاً لتخمينات الهيئات الاستخبارية فإن الاعتداءات التي شنها حزب الله على مواقع قوات الدفاع الإسرائيلية في قرية الغجر في تشرين الثاني الماضي نفذت بأمر من دمشق، بل وبأمر من الأسد شخصياً. \r\n \r\n قال هنري كربمبتون، مسؤول مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، والذي أجرت معه صحيفة البوست مقابلة يوم الثلاثاء) قال مؤخراً بأن سوريا وجميع القادة فيها يشكلون تهديداً خطيراً للأمن الغربي. \r\n \r\n وذكر السيد كريمبتون لصحيفة الديلي تلغراف قائلاً \" إن النظام مستمر في دعم المنظمات الإرهابية. ونحن نعلم بأن القادة البعثيين العراقيين فروا إلى دمشق حاملين معهم المال وخبراء الإرهاب. وفي الواقع ليس بمقدورنا أن نجزم بان بعض هؤلاء الخبراء ليس لهم علاقة بأسلحة التدمير الشامل. \r\n \r\n من جهة ثانية، إن إسرائيل على دراية بانخراط دمشق في الجهاد الإرهابي العالمي، فقد حذّر وزير الدفاع شاؤول موفاز خلال الأسابيع الماضية في أكثر من مناسبة من فكرة وجود \" محاور جديدة للشر\" تبدأ في إيران مروراً بسوريا ومن ثمّ إلى حزب الله وتنتهي في حماس والسلطة الفلسطينية. \r\n \r\n أما الوضع على الحدود اللبنانية فيحمل موقفاً مختلفاً – حيث يرى مسؤولو الأمن أنه موقف يمكن أن يتصعد بسرعة من وضع هادئ إلى حرب عارمة. فمع وجود ألاف الصواريخ موجهة نحو إسرائيل، وإسرائيل وحيدة، يشكل حزب الله تهديداً مميتاً للجهة الشمالية في حال لم تكن قوات الدفاع الإسرائيلية متيقظة طوال الوقت دون ارتكاب أي خطأ من شأنه أن يقحم البلاد في حرب تافهة وغير ضرورية مع ميليشيات الشيعة المسلحة المنتشرة على طول الحدود. \r\n \r\n لقد الهم فوز حماس بالانتخابات وصعودها إلى السلطة الفلسطينية قائد حزب الله الشيخ حسن نصر الله، ووفقاً لتخمينات الهيئات الاستخباراتية فإنه يفكر اليوم في المحاولة لتحقيق نفس هذه الخطوة الناجحة في بلاده. \r\n \r\n لقد حققت تبادلات ضربة بضربة بين قوات الدفاع الإسرائيلية وحزب الله على طول الحدود أهدافها ويعتبر نصر الله اليوم الوصي الأخير على جنوب لبنان. ولكنه يريد المزيد، وبمراقبته لإسرائيل يرغب بان يصبح نظيراً لإسماعيل هنية في لبنان ويستولي على الحكومة اللبنانية تماماً كما يفعل قائد حماس في السلطة الفلسطينية. \r\n \r\n هناك أيضاً لاعبين جدد في لبنان- وهم أكثر تهديداُ من ميليشيات حزب الله. ففي كانون الثاني أطلقت عناصر القاعدة الناشطة في جنوب لبنان صواريخ كاتيوشا على كرياتشمونا مصعدة بذلك مستوى الاعتداءات من قاذفات هاون إلى صواريخ. \r\n \r\n في ذلك الوقت سارع نصر الله إلى إنكار ارتباطه بذلك الاعتداء، فربما كان تحت ضغوطات من الصبية الجدد في الكتلة ليزيد من نصيبه ويستخدم صواريخه ضد أعدائه في الجنوب وبذلك يحافظ على لقبه كقائد عسكري أعلى في جنوب لبنان. \r\n \r\n يقول مسؤولو الأمن بأنه على الرغم من أن إسرائيل \"غير مرتاحة\" لوجود قوات حزب الله المسلحة وعناصر القاعدة الناشطة بالقرب من الطرق الرئيسية في الشمال إضافة لآلاف الصواريخ الموجهة نحو حيفا، إلا أن قوات الدفاع الإسرائيلية لا تخطط للقيام بأسي شيء قد يقلب هذا التوازن الحساس. \r\n \r\n \r\n \r\n