وردت روسيا الحليف التقليدي لايران، مرتين لانتقاد استئناف طهران انشطة الابحاث المرتبطة بتخصيب اليورانيوم بعد سنتين من التعليق ما يؤجج الازمة مع الغرب. \r\n وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف الذي يشغل ايضا منصب نائب رئيس الوزراء ان \"القرار احادي الجانب الذي اتخذته السلطات الايرانية بازالة الاختام عن سلسلة من المواقع النووية المهمة وبينها موقع نتانز (...) يخيب املي شخصيا ويثير لدي نوعا من القلق\". \r\n واكد ايفانوف ان \"الوضع لا يتطور برأيي حسب افضل سيناريو\". \r\n وفي موازاة ذلك اشار وزير الخارجية سيرغي لافروف في بيان الى \"خيبته الشديدة\" وخيبة امله نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس. \r\n ومع تأكيد الطابع الجديد لهذه التصريحات شديدة اللهجة، لا يرى المحللون في موسكو انها تنطوي على تغيير كبير في موقف روسيا الجوهري مؤكدين على المصالح المالية في القطاع النووي الايراني فيما تأتي في مقابلها رغبة روسيا بان لا تجد نفسها معزولة حيال الغرب. \r\n وقال يفغيني فولك مدير \"هيريتيج فاونديشن\" في موسكو \"انها المرة الاولى التي يتم فيها التعبير عن مثل هذا القلق لكن برأيي هذا الموقف لا يشكل ادانة علنية\" للتحركات الايرانية. \r\n واضاف \"يجب معرفة ما اذا كانت السياسة الروسية تتغير فعليا وليس فقط عبر الاقوال\". \r\n واعتبر المحلل انه \"لاسباب مالية وتجارية تريد روسيا فعلا مواصلة التعاون النووي الذي تقوم به مع ايران\". \r\n وتقوم موسكو ببناء محطة بوشهر النووية في جنوب البلاد وتنقل لايران بعض التكنولوجيا النووية. \r\n من جهته اعتبر فلاديمير اورلوف من مركز الابحاث السياسية \"بي اي ار\" ان \"روسيا لا تغير سياستها. اذا كان هناك ادلة تشير الى ان ايران تنتهك اتفاق الحد من الانتشار النووي\" فان موسكو ستصدر موقفا حينئذ عبر احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن. \r\n واضاف \"لكن اذا لم يكن هناك ادلة تقول ان ايران تنتهك الاتفاق، فليس هناك اي داع لاحالته\". \r\n وتوقع فولك ان تحاول موسكو \"اطالة العملية. وستقول ان طهران مستعدة لتنازلات\" في المفاوضات مع الروس الذين يقترحون تخصيب اليورانيوم على اراضيهم. ويفترض ان تستانف المحادثات في موسكو في شباط/فبراير. \r\n واضاف \"اذا وصل الامر الى تصويت على عقوبات في مجلس الامن فان روسيا ستمتنع عن التصويت\" لكي لا تعزل نفسها عبر استخدام حق النقض (الفيتو) لكنها ستحاول بعد ذلك العمل على تخفيف العقوبات. \r\n ورأى فولك انه لا يزال هناك لدى الكثير من المسؤولين في موسكو \"بقايا الحرب الباردة\" التي \"تدفعهم الى الاعتقاد بان تعزيز قوة ايران يضعف الولاياتالمتحدة وبالتالي يقوي روسيا\". \r\n لكن اذا امتلكت ايران السلاح النووي فان ذلك يمكن ان يشكل تهديدا خطيرا للمصالح الروسية في آسيا الوسطى والقوقاز. \r\n وقال فولك ان \"هذا الوضع الجديد الذي تظهر فيه طهران انها لا تاخذ في الاعتبار اي رأي عام يمكن ان يعتبر محركا لاعادة النظر في هذه السياسة على المدى القصير\" لدى موسكو. \r\n لكنه اضاف ان \"روسيا لا تزال تتردد لان هناك الكثير من المصالح المالية بين مجموعات نفوذ لدى النخبة الروسية مرتبطة بالتعاون\" مع ايران.