وتاتي عودة الهدوء بعد ان قرر البرلمان تمديد ثلاثة اشهر حال الطوارئ التي اعلنتها الحكومة مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، وهو دليل على ان الوضع لا يزال متوترا في الاحياء الفقيرة حيث غالبية السكان ذوي اصول افريقيا او من المغرب العربي. \r\n واوضحت الادارة العامة للشرطة الوطنية انه تم احراق 98 سيارة ليلا ما يشكل المعدل المعتاد الذي يسجل ليليا في فرنسا. \r\n ولم تقع اي مواجهة ولم يتم احراق اي مبنى كما لم يسجل سقوط اي جريح، حسب الشرطة التي بقيت متأهبة مع نشر حوالي عشرة آلاف رجل على الارض. \r\n وخلال ثلاثة اسابيع تم احراق تسعة آلاف سيارة وعشرات المباني منها مدارس ومحال تجارية وقدرت الاضرار الناجمة عن ذلك بمئات ملايين اليورو. \r\n وقد اصيب عشرات من رجال الشرطة والاطفاء والسكان وكذلك من مثيري الشغب بجروح خلال هذه الاضطرابات. \r\n من جهة اخرى، حكم على حوالى 400 شخص شاركوا في اعمال العنف هذه بالسجن. وصدرت العقوبة الاقصى في حق شاب اتهم باحراق متجر كبير، وتمثلت بالسجن لمدة اربع سنوات. \r\n وعلى الصعيد السياسي، اظهرت استطلاعات ان اليمين كان المستفيد الاكبر من هذه الازمة وخصوصا وزير الداخلية نيكولا ساركوزي المرشح المعلن للانتخابات الرئاسية في 2007 اثر مضاعفة تصريحاته الشديدة اللهجة. \r\n ويبدو ان شعبية ساركوزي، الذي انتقد لوصفه مثيري اعمال الشغب ب\"الاوغاد\" لدى بدء الازمة، سجلت ارتفاعا بنحو 11 نقطة خلال شهر وايد 68% من الفرنسيين تحركه بحسب استطلاع اجراه معهد ايبسوس ومجلة لوبوان نشر الاربعاء. \r\n وكان ساركوزي اعلن انه \"لا شىء مضمون بعد تماما\" قبل مصادقة مجلس الشيوخ على تمديد حال الطوارىء حتى شباط/فبراير. \r\n ويتيح هذا النظام فرض حظر للتجول يطبق في بعض احياء نحو اربعين مدينة. ولم يكن اليوم الخميس مطبقا سوى في نحو عشرين قطاعا في نيس (جنوب شرق) او ليون (وسط شرق) حيث استمرت اعمال الشغب لفترة اطول. \r\n اما الرئيس الفرنسي جاك شيراك فقد اعتبر في اول خطاب له مباشرة الى الفرنسيين منذ بدء اعمال العنف في 27 تشرين الاول/اكتوبر، ان احداث الشغب هذه التي لم تشهد فرنسا لها مثيلا منذ 40 عاما تظهر \"ازمة هوية\" وازمة انتماء. \r\n وباتت الشخصيات السياسية الفرنسية تتساءل عن \"فشل نموذج\" دمج مهاجرين كانت تفتخر به حتى الان امام \"نظام المجموعات\" ذات الاصول القومية المشتركة المطبق حاليا في بريطانيا. \r\n واضافة الى ضرورة استتباب الامن، اعلن رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان اتخاذ تدابير لمساعدة الضواحي على النهوض بتقديم مثلا مساعدات مالية الى بعض الاحياء وكان اليمين قرر تخفيضها. \r\n وبقيت المعارضة الاشتراكية، التي اثبتت سياستها المطبقة للضواحي فشلها ايضا، معتدلة في انتقاداتها. \r\n وفي المقابل دانت احزاب يسارية وجمعيات عديدة تصريحات الوزير المنتدب للوظيفة جيرار لارشي الذي ربط بين اعمال الشغب وتعدد الزوجات. \r\n كما احتجت هذه الاحزاب الثلاثاء على تدابير الطرد المعتمدة طبقا لتعليمات ساركوزي بحق 10 اجانب متهمين بالمشاركة في اعمال العنف.