بعد ان التزم الصمت ما يقرب من 4 سنوات كاملة، خرج چاك شيراك، رئيس فرنسا السابق، عن صمته، واطلق رصاصات من العيار الثقيل علي خليفته نيكولا ساركوزي في الجزء الثاني من مذكراته التي صدرت قبل ايام بعنوان »اوقات الرئاسة«.. تغطي المذكرات فترة رئاسة شيراك من عام 5991 حتي 7002 ونقل فيها رؤيته وقيمه التي وصفها بشهادة سياسية. وصف شيراك ساركوزي بانه لا يتمتع بصفات رجل الدولة وانه متهور وعصبي وسريع الغضب والانفعال وناكر للجميل، مفرط الطموح والثقة بالنفس حتي انه لا تراوده اي شكوك في نفسه وقال ان اسلوب تفكيره السياسي بعيد عن العقلية الفرنسية. وقال انهما لا يجمعهما رؤية واحدة حول فرنسا ولا يتفقان حتي في الاساسيات. انتقد شيراك حب ساركوزي الشديد للمال وعشقه لكل ما هو امريكي وقال انه لو كان رئيسا لفرنسا اثناء حرب العراق لانضم وهو مغمض العينين لبوش في حربه مقارنة بموقفه الذي عارض فيه هذه الحرب بشدة. وقال انه فكر مرتين لاختيار ساركوزي رئيسا للوزراء.. ثم تراجع بسبب اتجاهاته الاقتصادية اليمينية المتشددة وموالاته لامريكا. قال ايضا انه فكر في اقالة ساركوزي في عام 5002 وكان وزيرا للداخلية عندما ادت تصريحاته وقتها لنشوب اعمال عنف في الضواحي.. ولكنه تراجع حتي لا يحقق ما يريده ساركوزي من مواجهة مدمرة بينهما كان يسعي اليها الاخير. وصف شيراك ساركوزي بأنه متمرد وانتهازي الا انه اثني علي طاقته غير المحدودة ومهاراته الاعلامية. هذه السهام القاتلة التي اطلقها شيراك الذي اصبح اشهر سياسي يحظي بشعبية في فرنسا منذ ان ترك الرئاسة.. جاءت قبل 01 اشهر فقط من انتخابات الرئاسة التي يواجه فيها ساركوزي انهيارا في شعبيته وصعوبة في اعادة انتخابه. اما السهم القاتل فكان اعلان مثير لشيراك ادلي به علي الملأ عدة مرات في يوم واحد بأنه سيعطي صوته في الانتخابات الرئاسية القادمة لمرشح اليسار »فرانسوا هولاند« الذي وصفه برجل دولة وسياسي قدير.. وبعد ان تركت تصريحاته هزة مزلزلة في الساحة السياسية الفرنسية.. وبناء علي نصائح مستشاريه اضطر شيراك لان يعلن انه كان يمزح.. ولكن السم كان قد سري بالفعل. ولكن ما سر العداء بين الرجلين؟ الحب لم يكن مفقودا دائما بينهما.. لقد تبني شيراك ساركوزي عندما كان عمدة پاريس.. وقدم له الدعم السياسي ووصفه بأنه واحد من اكثر السياسيين في جيله موهبة.. ولكن ساءت الامور بينهما بعد ان فشلت العلاقة التي نشبت بين الشاب ساركوزي. وكلود ابنة شيراك وبعدها ارتكب ساركوزي خيانة قاسية لم يغفرها له شيراك.. عندما ساند ادوار بالادور عام 5991 منافس شيراك في انتخابات الرئاسة.. ولم ينس شيراك لساركوزي انه هزأ منه عندما سخر من عشقه لكل ما هو ياباني وولعه بالمصارعة اليابانية. وكان ذلك علي الملأ في عام 2002.. كما لم يغفر له تجاهله في اول خطاب له بعد انتخابه وعدم ذكر اسمه.. وقد أوغر هذا التجاهل صدر شيراك وترك ألما دفينا في نفسه فهو يري انه صاحب سجل مشرف علي مدي 21 عاما. لم ينس شيراك في مذكراته ان يلمز الي ان ساركوزي بدلا من توحيد الشعب قام بتأليب فئة ضد الاخري.. عندما سألته صحيفة لوفيجارو عن علاقته الان بساركوزي قال انها جيدة.. نعرف بعضنا جيدا ومنذ زمن بعيد، علاقتنا الان صريحة وودية وشخصية. قال شيراك ان مذكراته بجزءيها تنقل للفرنسيين الدروس التي تعلمها علي مدي خدمته لفرنسا. شيراك الذي تبدأ محاكمته بعد 3 اشهر بتهم تتعلق بتمويل غير شرعي لحزبه عندما كان عمدة پاريس سيكون اول رئيس فرنسي سابق يحاكم منذ الاربعينيات.