والنص الذي يعود الى القرن الاول بعد المسيح والمنقوش على الحجر يحمل اسم القائد الروماني لوسيوس يوليوس ويدون وحدته في الفيلق الروماني الثاني عشر. \r\n وفيما يستعد المواطنون الاذربيجانيون البالغ عددهم 4.5 مليون نسمة لانتخاب نوابهم الاحد، تذكر هذه الكلمات القليلة المكتوبة باللاتينية بان اذربيجان تمثل راس جسر في القوقاز الكبير وهي ارض خصبة للمنازعات وصراعات النفوذ الدولية .\r\n وفي هذا السياق قال فريد اسماعيل زاد الباحث في جامعة جون هوبكنز الاميركية في باكو \"ان موقع اذربيجان استراتيجي بين آسيا واوروبا وروسيا والشرق الاوسط\"، لافتا الى ان \"من يسيطر عليه يسيطر على ملتقى الطرق \".\r\n وفي العاصمة تتجسد الاثار الصامتة لماض مثقل بالمنازعات الدولية في الهندسة .\r\n يكفي لذلك رؤية الابراج الزجاجية القبيحة التي تعتبر الشواهد الحديثة على مليارات الدولارات التي ضختها شركات النفط الاميركية او البريطانية التي تهافتت الى البلاد لاستغلال ثروات بحر قزوين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في العام 1991 .\r\n ومشاهدة الدور الانيقة ذات الطراز الاوروبي الموروثة عن القرن التاسع مع الرجوع بالزمن الى الوراء عندما كانت باكو في طليعة البلدان المنتجة للذهب الاسود .\r\n او لدى مشاهدة على طول الاحياء المبنية في ظل الحقبة السوفياتية الطرقات القديمة وجدران قصور المدينة القديمة التي تعتبر دلالات على قرون الغزوات العربية والفارسية والتركية المتعاقبة .\r\n وفي النهاية بين رهانات تصل الى مليارات الدولارات ودسائس دبلوماسية وضغوط بشأن القواعد العسكرية فان صراع النفوذ الحالي في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى يحيي من جديد صراع النفوذ الكبير بين روسيا وبريطانيا في القرن التاسع عشر .\r\n وخير دليل على ذلك المصفاة النفطية التابعة لبريتش بتروليوم (بي بي) التي هي كناية عن مجمع ضخم يشكل بداية مشروع لبناء خط انابيب تقدر كلفته باربعة مليارات دولار لنقل النفط من بحر قزوين الى الغرب .\r\n وكان هناك حلول اقل كلفة واسهل لنقل النفط عبر روسيا او ايران، لكن تقرر في النهاية ترسيم هذا الخط عبر جورجيا غير المستقرة وتركيا حتى مرفأ جيهان على البحر المتوسط .\r\n ويرى المحللون ان واشنطن وضعت كل ثقلها في الميزان عبر سعيها لعزل ايران وكسر الاحتكار التقليدي لروسيا على طرق التصدير. وقد نجحت في ذلك .\r\n وكذلك الامر بالنسبة لمسألة انتشار القواعد العسكرية الاميركية في المنطقة. حتى وان كان الوجود الجوي الاميركي في اذربيجان مجرد شائعة في الوقت الحاضر فان بعض المحللين يرون ان باكو (التي ارسلت قوات الى العراق) تحتل موقعا جيدا في لائحة البنتاغون للدول التي تنوي استخدامها كقاعدة خلفية في اطار فرضية اي تدخل في ايران .\r\n وقد بدا بالفعل بناء محطتي رادار اميركيتين هذه السنة في الجمهورية السوفيتية السابقة، واحدة على الجانب الاخر للحدود مع ايران، والاخرى بالقرب من روسيا. كما تنفق واشنطن ايضا ملايين الدولارات لتحديث القوات البحرية الاذربيجانية .\r\n اما روسيا المؤيدة للاستقرار في المنطقة فقد بقيت متحفظة خلال الحملة الانتخابية .\r\n ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي يكمن السؤال في معرفة ما اذا كانت الدول الغربية ستنشغل كثيرا في التفكير بامور جيوسياسية لتهتم بالرهان الديموقراطي .\r\n ويرى دبلوماسي غربي ان رهانات الحكم والاعتبارات الديموقراطية ليست متنافرة، مؤكدا \"ان من مصلحة المجتمع الدولي ومن مصلحة الشركات النفطية ان يكون الوضع مستقرا. وهذا الاستقرار يترسخ بشكل افضل عبر قيام مؤسسات ديموقراطية \".\r\n لكن بعض المراقبين الانتخابيين والمحللين يرون ان البرلمان الاذربيجاني الذي سيتم تجديد مقاعده ال125 الاحد لا يملك سوى القليل من الصلاحيات ويحد دوره بتسجيل القرارات الرئاسية .\r\n ويهيمن على البرلمان الحزب الحاكم \"يني اذربيجان\" (اذربيجان الجديدة) الذي يحظى ب74 مقعدا .\r\n وقال انار محمدلي الذي يتراس مركز مراقبة الانتخابات، وهي منظمة اذربيجانية غير حكومية تنشر الفي مراقب في سائر انحاء البلاد لانتخابات الاحد، \"نحن في جمهورية رئاسية بحيث لا يملك البرلمان سوى القليل من الصلاحيات \".\r\n ولفت الى انه وضع يفسر قلة المصداقية الفعلية عموما التي تتمتع بها المؤسسة البرلمانية لدى الرأي العام .