نفط وغاز قزوين بعيدا عن روسيا هاني شادي تقول صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية في عددها الصادر 21/8/2007 إن مرحلة جديدة من الصراع على مرور نفط وغاز بحر قزوين إلى الأسواق الخارجية قد بدأت بين الولاياتالمتحدة الأميركية وروسيا. فقد شرعت واشنطن في العمل على إيجاد ممرات لنقل النفط والغاز من منطقة بحر قزوين إلى السوق العالمية دون المرور بالأراضي الروسية حيث وقعت الولاياتالمتحدة وأذربيجان في نهاية الأسبوع الماضي اتفاقية توفر بموجبها واشنطن التمويل اللازم لإعداد مشروع لإنشاء خطي أنابيب لنقل النفط والغاز من كازاخستان وآسيا الوسطى إلى أوروبا عبر الأراضي الأذربيجانية. وبهذا الشأن أعلن نائب وزيرة الخارجية الأميركية دانييل ساليفان، الذي وصل إلى باكو قادما من العاصمة التركمانية عشق أباد لحضور مراسم توقيع الاتفاقية، أعلن أن القيادة التركمانية تجد لها مصلحة في تعدد مسارات تصدير موارد الطاقة من بلادها إلى الأسواق العالمية. وشدد المسؤول الأميركي على أن الولاياتالمتحدة لها مصالح طويلة الأجل في منطقة بحر قزوين. هذه المرحلة الجديدة التي تقوم الولاياتالمتحدة فيها باستبعاد روسيا عن خطوط نقل النفط والغاز من قزوين تتضمن استخراج النفط والغاز من قاع البحر في القطاع الأذربيجاني وتأمين تصدير الغاز إلى جورجيا وتركيا وإيطاليا واليونان ومواصلة العمل في مشروع خط الغاز "نابوكو" لنقل الغاز من أذربيجان وآسيا الوسطى إلى أوروبا وأيضا تقوية أذربيجان كطريق عبور للنفط والغاز من كازاخستان وتركمانيا. ويرى المحلل السياسي الأذربيجاني راسم موسى بيكوف أن الأميركيين يهدفون من وراء هذه الخطوات إلى إزالة تبعية أوروبا لروسيا في مجال الطاقة. ويؤكد هذا الأمر أيضا الباحث الأذربيجاني ثابت باقروف الذي يعتبر أن ما تفعله واشنطن خطوة تستهدف مصالح روسيا، مشيرا إلى أن الفكرة المتعلقة بمد خط أنابيب لنقل الغاز عبر بحر قزوين ظهرت في منتصف تسعينيات القرن الماضي، غير أن موسكو أفشلت هذا المشروع وقتذاك من خلال الضغط على تركمانيا وأذربيجان. ويرى باقروف أن الكثير من الحجج التي ساقتها روسيا في اعتراضها على هذا المشروع حينذاك لم تعد حيوية. وكانت شركتا كازاخستان وأذربيجان للنفط وقعتا مذكرة بداية الشهر الجاري تؤكد على عزم كازاخستان وأذربيجان على تنظيم نقل النفط من كازاخستان عبر بحر قزوين إلى أذربيجان لضخه لاحقا إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط عبر خط الأنابيب الذي يربط العاصمة الأذربيجانية باكو بجيهان ويمر بالعاصمة الجورجية تبليسي. وهذا يعني أن كازاخستان تنوي نقل كميات من نفطها إلى الأسواق العالمية بعيدا عن روسيا. ومن المعروف أن كازاخستان تشحن حاليا معظم صادراتها النفطية إلى الأسواق العالمية عبر الأراضي الروسية. ومن المتوقع أن تبدأ كازاخستان بنقل كميات من نفطها بالسفن إلى باكو في عام 2010 أو 2011. وفي الوقت نفسه تنوي كازاخستان تصدير ما يصل إلى 20 مليون طن من النفط إلى الصين سنويا. أما أذربيجان فتنوي زيادة إنتاجها من النفط من 62 مليون طن حاليا إلى 84 مليون طن في عام 2010 وإلى 150 مليون طن في عام 2015. وإزاء هذا الارتفاع المرتقب في إنتاج النفط لا بد وأن تبحث باكو عن مزيد من الطرق لتصدير النفط إلى أسواق العالم سواء عبر روسيا أو عبر البلدان الأخرى. ولكن يبدو أن واشنطن تقف بالمرصاد لمشاريع نقل نفط وغاز قزوين عبر الأراضي الروسية وتضغط على كازاخستان وأذربيجان وتركمانستان من أجل استبعاد روسيا من هذه المشاريع بهدف تحجيم ورقة الطاقة التي باتت تلعب بها موسكو في السنوات الأخيرة. عن صحيفة الوطن العمانية 22/8/2007