\r\n يركز الكثير من الناس على موضوع الصوم الذي يتزامن وهذا الشهر. ولكن روحانيات رمضان تتجاوز كثيرا مجرد الامتناع عن الطعام والشراب أثناء ساعات النهار. إنه وقت للإحتفاء مع الأسر، إنه وقت لاستعادة الروابط مع أعمق المعتقدات الدينية والفلسفية للشخص، والأكثر من ذلك، إنه وقت لنتطلع ونلبي واحدة من أسمى الدعوات، ألا وهي تقديم العون والمساعدة لمن هم أقل حظا وأكثر حاجة بيننا. هذه الدعوة أصبحت ملحة وعاجلة بشكل خاص عقب الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة جنوب آسيا في 8 أكتوبر، ولا يسعنا إلى أن نبعث حار تعازينا ومواساتنا للضحايا ولأسرهم. \r\n إن ما نبذله من كرم نبيل نحو أخوتنا في الإنسانية وهو من صميم ما يدعو له شهر رمضان يمثل مسعى يجمع الأميركيين بمختلف معتقداتهم مع رفقائهم وأصدقائهم من المسلمين في كافة أرجاء العالم. وبالفعل فقد تجسد ذلك مؤخرا عندما قامت اثنتان من اكبر منظمات الاغاثة الاسلامية في الولاياتالمتحدة، وهما منظمة (الدائرة الإسلامية لشمال أميركا (ICNA) ومنظمة (لايف يو. اس. ايه). LIFE USA قامتا بالمشاركة في تقديم العوز ضمن جهود إغاثة وإعادة إعمار ما خلفه إعصار كاترينا. \r\n إن تلك المنظمات والمجموعات التطوعية الإسلامية الأخرى لهي مكون هام من تقاليد ثرية للأعمال الخيرية في الولاياتالمتحدة. تشير التقارير أن نحو 70 80% من الأميركيين يساهمون سنويا في واحدة، على الأقل، من الأعمال الخيرية، وأن مجمل الهدايا والمنح الخيرية في الولاياتالمتحدة تجاوزت قيمتها في العام 2004 مبلغ 248 بليون دولار أميركي. \r\n إضافة لهذا الاعتقاد الراسخ في قيمة العمل الخيري، فإن الولاياتالمتحدة مشهود لها ترحيبها بأولئك الساعيين لمستقبل أفضل وأكثر إشراقا. هناك تاريخ طويل يسجل وصول العرب والمسلمين للشواطئ الأميركية. ومنذ أواخر القرن الثامن عشر استوطنت جالية مغربية في ولاية كارولينا الجنوبية. وقد بدأت أول جريدة عربية في أميركا، وتسمى (كوكب أميركا) في الصدور في نيويورك في العام 1892. تم تشييد أول مسجد عربي في مدينة ديترويت بولاية ميتشغن في العام 1923. كان عدد العرب الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة عند بناء أول مسجد يقدر بنحو 200000 أما العدد الآن فيربو على ثلاثة ملايين وهو في اطراد دائم. وبشكل عام يقدر عدد المسلمين ما بين أربعة إلى ستة ملايين مسلم يعيشون ويعملون ويتمتعون بالرفاء في الولاياتالمتحدة. \r\n هؤلاء العرب الأميركيون والمسلمون الأميركيون، إلى جانب كل المواطنين الأميركيين الآخرين يتمتعون بممارسة نطاق واسع من الحريات بما في ذلك حرية العبادة كل كما يمليه عليه ضميره. \r\n تقول أول فقرات دستورنا في أول تعديل له (سوف لن يسن الكونغرس أي قانون بشأن تكوين دين ما أو منع ممارسة أي دين ما). هذا الضمان الدستوري لحرية العقيدة يقف كأحد أعظم دعامات بلادنا، وقد أدت لوضع حيث بامكان المواطنين الأميركيين أن ينتموا لأي واحدة من أكثر من 2000 طائفة دينية كما أنهم أحرار في ممارسة شعائرهم الدينية في أكثر من 500000 كنيسة أو معبد أو مسجد توجد في أرجاء الولاياتالمتحدة. \r\n من الطبيعي أن تترافق الحرية الدينية مع التنوع الديني، ولذلك فإن المجتمع الأميركي المعاصر يتميز بذلك التنوع. ومثالا لذلك فقد أتاحت تلك الحرية الدينية لأشخاص مثل هبة أبو جديري، وهي مواطنة أميركية متجنسة من أصل سوداني، أن تحقق كامل أحلامها بالولاياتالمتحدة. عندما منع والدها من إعادة أسرته إلى موطنهم، انتهزت هبة كل الفرص التي أتيحت لها في الولاياتالمتحدة. فقد حصلت على درجة الدكتوراة من جامعة جورج تاون وهي الآن أستاذة تاريخ الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن. ومع ذلك فإنها لم تتخل عن أي من تقاليدها وقيمها الإسلامية. بل إنها، ومثلها مثل منظمات الاغاثة الاسلامية والمجموعات الأخرى التي لا تعد ولا تحصى، نجحت في دمج تلك المثل والقيم في نسيج المجتمع الأميركي الكبير حتى أصبح الكل أعظم من مجموع أجزائه. \r\n دعوني أختم بترديد كلمات الرئيس بوش محييا المسلمين في كل أرجاء العالم بمناسبة شهر رمضان: قال الرئيس، (طوال تاريخنا كانت أميركا محظوظة باسهامات أناس من معتنقي مختلف الأديان. لقد ساعد مواطنونا المسلمين وساهموا لتكون أمتنا أقوى وأن تتبوأ مكانا أكثر أملا من خلال تمسكهم بعقيدتهم وكرمهم وتراحمهم. أسال الله أن يجعل هذا الشهر مباركا على المسلمين في الولاياتالمتحدة وفي جميع أنحاء المعمورة). \r\n ريتشارد ال. بالتيمور الثالث \r\n سفير الولاياتالمتحدة الأميركية بالسلطنة