\r\n \r\n ليس من الصعب تقديم عرض كامل لماضي وحاضر سوريا الفاضح في دعم جماعات متطرفة تشن هجمات اعتداءات إرهابية على إسرائيل، لبنان، والعراق. ولكن علينا أن نقول بأن سوريا تعاونت مع قوات الاستخبارات الأمريكية في فترة ما بعد صدام. \r\n كما أن سوريا قامت وللمرة الثانية بمبادرة لفتح حوار مجدي مع الولاياتالمتحدة، ولكنها لقيت رفضاً من الإدارة المتشبثة بتغيير النظام في سوريا. إن نوايا الإدارة هذه إضافة للانتقادات اللاذعة التي وجهتها واشنطن علناً لدمشق هي ما دفع سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية لإنهاء عمليات التعاون الأمنية والاستخبارية مع أمريكا. \r\n ومع أن الولاياتالمتحدة لم تتكتم على أهدافها في تغيير النظام في سوريا إلا أنها توجهت إلى سوريا وطلبت مساعدتها، مع أنه يبدو واضحاً أنه في حال نجحت الولاياتالمتحدة في العراق، ستكون الحكومة السورية هي الهدف الثاني. ولا يبدو أن هذه الإدارة ستطرح تفسيراً منطقياً أو حتى سبباً معقولاً لسياساتها المتبعة نحو سوريا. وبما أن الولاياتالمتحدة خدعت شعبها بشأن الحقيقة الكئيبة للعراق، فهي تحتاج اليوم إلى ابتداع أزمة عالمية جديدة كي تلفت انتباههم عن الحقيقة الواقعية للمأزق الذي تعيشه والذي تتكشف خيوطه يوماً بعد يوم. \r\n إلى متى ستظل الولاياتالمتحدة توقع اللوم على المتمردين الأجانب في تبرير فشلها في معالجة التمرد في العراق، مع أن تقارير الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن نسبة هؤلاء الأجانب لا تتجاوز 4 – 6 % من حركة التمرد بأكملها؟ \r\n ولكن يبدو أنه من الأسهل دوماً أن نوقع اللوم على المقاتلين الأجانب فيما يتعلق بشدة التمرد بدلاً من تطوير استراتيجيات فعالة معاكسة للتمرد فالأغلبية الساحقة لهؤلاء المتمردين عراقيين كانوا يعملون في السلك العسكري واللذين قامت أمريكا بحلهم بعد سقوط بغداد، و بالتالي خلقت فوراً عدواً شرساً لها.ان هؤلاء العراقيون مع عائلاتهم يشكلون أكثر من 2 مليون من العراقيين السنة اللذين تركوا دون عمل أو مستقبل: وهم من شكلوا نواة التمرد. \r\n لذلك يتوجب على الإدارة الأمريكية إلغاء النزاع مع سوريا وفتح الحوار مع دمشق.التهديد والتخويف سيؤثر إلى حد معين على سوريا، والرئيس بشار الأسد لن يبقى في السلطة إذا استمرت أمريكا في تطبيق ضغوطاتها. وإذا استمرت الولاياتالمتحدة في سعيها لإسقاط الأسد فإن ذلك لن يحقق تغيير النظام كما ترغب. \r\n إن التعاون مع سوريا في الوقت الحاضر صعب جداً، خاصة إذا كان هذا التعاون غير مجدياً بالنسبة لأمريكا. إن سوريا متحمسة لتطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة، وذلك لأن الحكومة لديها تعلم مدى التطور الاقتصادي والأمن العالمي الذي ستحصل عليه، وهي بالتأكيد تطمح لاستعادة مرتفعات الجولان، وهذا يعتمد على استعداد الولاياتالمتحدة لمساعدتها. \r\n سوريا متلهفة لفتح حوار مع الولاياتالمتحدة لأن هذا سيخدم المصالح المتبادلة بينهما. لذا، يجب أن تقوم الولاياتالمتحدة أولاً بالتخلي عن فكرة تغيير النظام واستخدام حوافز لحث سوريا على دعم جهودها في العراق، بدلاً من اللجوء إلى استخدام أساليب الإكراه ضد سوريا. \r\n إن قيام أمريكا بشن ضربات عسكرية على سوريا يعتبر خطأ مأساوياً. وستكون العواقب الغير مقصودة من حدوث نزاع دامي مع سوريا أكثر بكثير مما تتخيله الإدارة الأمريكية. إن اندلاع النزاع مع سوريا سوف يشعل حرباً في المنطقة تبتلع إسرائيل ولبنان، وتبدد أي أمل باق لدى الشرق الأوسط في رؤية الديمقراطية في \r\n \r\n \r\n