\r\n بالفعل قدمت الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية تفسيرات مختلفة للمباديء الكبيرة التي تم الاتفاق عليها في بكين على الأقل مازالت المفاوضات العسيرة قائمة والأسوأ من ذلك ان الاتفاق قد ينهار اذا شعر احد الطرفين بانعدام الثقة. \r\n ولكن هذا هو افضل اتفاق يمكن تخيله في هذه اللحظات ولابد من الاشادة الكبيرة به. \r\n من خلال إخفاقها الشديد في العراق, وأزمتها الواضحة مع إيران حول برنامجها النووي واعصار كاترينا الذي اطاح بغالبية رأس المال السياسي الذي حصلت عليه في نوفمبر الماضي, لايمكن بكل بساطة لادارة بوش ان تخاطر بأزمة جديدة مع كوريا الشمالية, وهي الأزمة التي كادت تتطور لتصل الى الحرب. \r\n وفي الوقت ذاته, اصبحت الادارة معتمدة على الصين في ايجاد طريقة للخروج من هذه الفوضى حيث عقدت ادارة بوش محادثات سداسية , والتي ضمت كوريا الجنوبية واليابان وروسيا , كوسيلة لعزل كوريا الشمالية, ولكي تواجههم بجبهة قوية عبارة عن خمسة الى واحد كما حاولت الادارة الأميركية البحث عن اي طريق من خلال الصين لجمع حلفائها الشيوعيين السابقين في كوريا الشمالية لحل الأزمة. \r\n وبدلا من ذلك, وجدت الولاياتالمتحدة نفسها منعزلة تماما, يدعمها فقط اليابان. اما الصين وبدعم من كوريا الجنوبية رفضتا الانضمام الى تصعيد الضغط على كوريا الشمالية حيث خشيت الدولتان من ان هذه الاجراءات من شأنها ان تدفع كوريا الشمالية التي تعاني من جنون العظمة الى اتخاذ ركن لها وشن حرب غير مرغوب فيها إطلاقا. \r\n كما بحثوا فكرة ان تبيع كوريا الشمالية اسلحتها النووية في مقابل مساعدات اقتصادية ومساعدات من اجل الحصول على الطاقة, وكذلك الضمانات الأمنية واعتراف الولاياتالمتحدة بالنظام الشيوعي كما ضغطوا على الولاياتالمتحدة من أجل الدخول في محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية للتغلب على عنصر انعدام الثقة. \r\n قابلت إدارة بوش هذه الأمور بشيء من الشك مثل هذا الاتفاق كان يعد بمثابة تكرار لاتفاق عام 1994, الذي توصلت إليه ادارة كلينتون والذي جمدت بموجبه كوريا الشمالية برنامجها النووي, تحت رقابة دولية, في مقابل المساعدات الاقتصادية, والتطبيع في العلاقات وبناء مفاعلين للطاقة يعملان بالماء الخفيف, لتوفير الطاقة. \r\n سخر المسؤولون في الادارة من هذا الاتفاق ورأوا انه اتفاق اخرق سمح لكوريا الشمالية بالسعي نحو تخصيب اليورانيوم وفق برنامج سري بينما رأى المتشددون ان تغيير النظام في كوريا الشمالية هو الحل الأمثل. \r\n كما عرقلوا كل المحاولات الرامية الى عقد محادثات مباشرة وارادوا من الصين ان تتحمل العبء الأكبر في تحذير قائد كوريا الشمالية كيم جونج ايل من الاطاحة به. \r\n وبدلا من ذلك, نجد ان الصينيين هم الذين هندسوا هذا الاتفاق الذي لم تقبله في البداية, الولاياتالمتحدة ولا كوريا الشمالية ولكنهما لم يستطيعا رفضه, خوفا من اتهامهم بالفشل في التوصل الى اتفاق لحل هذه الأزمة. \r\n وفيما يعد زيادة في اسهمها وثقلها السياسي, توصلت كوندوليزا رايس وكبير المفاوضين الأميركيين كريستوفر هيل الى استئناف المفاوضات كما أدركوا انه اكثر اهمية الآن ان يبدأوا بوقف إنتاج البلوتونيوم الذي تعهدت به كوريا الشمالية خلال الثلاث سنوات الماضية وهي فترة توقف المحادثات. \r\n ولكن الاتفاق انهار تماما مع اصرار كوريا الشمالية على احتفاظها بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية, وتوفير مفاعل يعمل بالماء الخفيف اما داخل الادارة فقد حاول المتشددون التصدي لهذا الاتفاق وفي يوم الجمعة الماضية, كان مسؤولو البنتاغون يخططون ويضعون كل السيناريوهات المحتملة اذا فشلت المفاوضات ولكن رايس أقنعت الرئيس بقبول مسودة الفرصة الأخيرة الصينية التي تجنبت إعطاء جواب قاطع حول الموافقة على توفير مفاعل يعمل بالماء الخفيف لكوريا الشمالية في الوقت المناسب. \r\n ولكن لايمكن لأي من هذه الأمور ان تغير الواقع الذي يكمن خلف هذا الاتفاق. ان الادارة في حاجة الى المضي قدما وبهدوء نحو دفع هذه الصفقة الصعبة عند استئناف المحادثات في نوفمبر المقبل. \r\n دانييل شنايدر \r\n كاتب عمود في الشؤون الخارجية في صحيفة سان جوزيه ميركوري. \r\n خدمة كيه ارتي خاص بالوطن