\r\n الحكومة الكورية الشمالية لم تقف مكتوفة الأيدي ولم تبتلع هذه الإتهامات بسهولة وإنما ردت على ذلك ووصفت بوش بأنه متعصب أعمى ومتجرد من أي من الصفات الإنسانية وأنه لن يتم التوصل إلى حل لهذه المشكلة إلا بعد أن يغادر بوش السلطة. \r\n كان رد كوريا الشمالية على تصريحات بوش أن قامت بإجراء اختبارات على الصواريخ قصيرة المدى يوم الأحد الماضي وهو الاختبار الذي يعد أول اختبار لها منذ عام 2003 م ومن الوضح أن الهدف من وراء إجراء هذه التجارب كان إرسال رسالة احتجاج إلى واشنطن. من جانبها أعلنت الولاياتالمتحدة قلقها من أن كوريا الشمالية يمكن أن تكون تستعد لإجراء اختبارات لبرامج الاسلحة النووية. \r\n عبر المسؤولون الكوريون الجنوبيون لنظرائهم الأميركان عن وجهة نظرهم بأن مسؤولية الجمود في المحادثات تعود لتعنت كوريا الشمالية ولكن الكلمات القاسية التي أدلى بها بوش تثير تساؤلات وتكهنات حول نوايا أميركا تجاه كوريا الشمالية. \r\n في حديث أجريناه معه بالتليفون ذكر مون شونغ الأكاديمي الكوري الجنوبي الذي يترأس لجنة مستشاري الرئيس الكوري الجنوبي مون هواين: الموقف بالنسبة لنا غير واضح أو محدد المعالم لأن الملاحظات التي أدلى بها بوش تظهر لنا أنه غير مهتم بالمباحثات. في مقالها الإفتتاحي تساءلت صحيفة تشوسون إلبو الكورية الجنوبية هل تبادل الاتهامات من جانبي زعيمي دولتين مثل كوريا الشمالية وأميركا هى أفضل الوسائل الدبلوماسية. وفي نفس السياق جاء في مقال كتبه رالف كوسا رئيس منتدي المحيط الهادئ التابع لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية الذي يتخد من هونولولو مقرا له, بعد عودته من زيارة قام بها إلى كوريا الجنوبية, بأن مثل هذا الأسلوب تدفع رجل الشارع في الولاياتالمتحدة وكوريا وكذلك المحللين إلى التوصل إلى هذا الاستنتاج وهو أن هدف واشنطن هو إخراج كوريا الشمالية من المفاوضات. \r\n بدون إقناع الآخرين في المنطقة بأن الولاياتالمتحدة جادة في استعدادها للتفاوض فإنه سيكون من الصعب علينا الحصول على الدعم اللازم لأي خطوة تالية بما فيها الخيار العسكري والذهاب بالأمر إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن لفرض عقوبات اقتصادية أو حظر على كوريا الشمالية. \r\n ذكر ريتشارد أرميتاج المسؤول رقم 2 في وزارة الخارجية في عهد وزير الخارجية السابق كولن باول لصحيفة أساهي اليابانية اليومية: كنت قلقا بعض الشئ لأنه ما لم تبد الولاياتالمتحدة المرونة اللازمة فإننا سوف نتعرض إلى اللوم من جانب الصين وكوريا الجنوبية وستكون النظرة لنا على أننا الجانب الذي يقف أمام إحراز أي تقدم في المحادثات. \r\n عبر المسؤولون في واشنطن وسيئول عن اعتقادهم بأن استئناف المحادثات لوقف برنامج كوريا الشمالية النووي لا زال ممكنا. في الوقت الذي كان الرئيس يتحدث بصورة فظة عن النظام في كوريا الشمالية, كان المسؤول الأول في المحادثات السدادسية ,كريستوفر هل مساعد وزير الخارجية الأميركي, يتباحث مع المسؤولين في كل من اليابان والصين وكوريا الجنوبية حول كيفية إعادة كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات. \r\n ادعى عدد من المسؤولين في كوريا الجنوبية, الذين تحدثوا إلينا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم, بأنهم لم يلقوا بالا لما قاله بوش. ذكر أحد هؤلاء المسؤولين: نحن نعلم أن هذه هي نظرة بوش إلى النظام في كوريا الشمالية ولكن لماذا يعيد ويكرر هذا الكلام الآن. ربما ذكر ذلك ليعبر عن عدم رضاه عن تأخر استئناف المحادثات مع كوريا الشمالية خاصة وأنها رفضت الحضور في المحادثات منذ يونيو عام 2004 م. \r\n في مؤتمره الصحفي هذا الأسبوع أقر بوش بأن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن ترفع الأمر إلى الأممالمتحدة دون أن يكون هناك ترتيب مسبق مع شركائها الستة في المحادثات ومن بينهم روسيا وتضمن أنهم يرغبون في هذا الأمر. أردف بوش قائلا في هذا المؤتمر: يعتمد المدى الذي تسير فيه هذه القضية على درجة الاتفاق في الرأي مع الدول الأخرى. أعاد بوش التأكيد على أنه كلما زادت كوريا الشمالية من نبرة تهديداتها وتفاخرها بما تملك كلما أصبحت اكثر بعدا عن المجتمع الدولي. \r\n الخطر هو أنه إذا حاولات الولاياتالمتحدة التحرك بسرعة لزيادة الضغوط على كوريا الشمالية فإنها تغامر بالعلاقة مع شركائها. المسؤولون في كوريا الجنوبية أعلنوا أن أمامهم شهورا عدة عن اتخاذ مثل هذه الخطوات. \r\n ذكر المسؤول الكوري الجنوبي الكبير: أولا علينا أن نظهر للناس بأننا استنفذنا كافة الوسائل وليس من السهل إقناع الصين بذلك لأنها ترى أن على الولاياتالمتحدة فعل المزيد. من وجهة نظر المسؤول الكوري الجنوبي فإن الهوة الموجودة بين الموقف الأميركي والصيني والكوري الجنوبي هي التي تعطي الفرصة لكوريا الشمالية لكي تراوغ أعداءها وهم يحاولون دق اسفين في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وحلفائها. \r\n ما ذكرناه هو واحد من الأسباب التي تجعل المسؤولين الكوريين الجنوبيين غير مبالين بالنبرة المتشددة لبوش بل إنهم يفضلون الجمود السياسي على انهيار المفاوضات من أساسها. هناك اتفاق بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية في الوقت الراهن على الأقل على أن الجمود في الموقف أفضل ألف مرة من انهيار المفاوضات من الأساس. \r\n ولكن حتى الجمود في الموقف لا يتميز بالثبات خاصة في ظل التوتر الذي شهدناه أخيرا. \r\n \r\n دانييل شنايدر \r\n كاتب عمود في الشؤون الخارجية في صحيفة سان جوز ميركوري \r\n خدمة كيه أر تي - خاص بالوطن