\r\n أما كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية فقد قالت «إنني أؤمن بان العراقيين سينجزون هذا العمل»‚ ما هي مدى الخطورة للولايات المتحدة من تأخير مسودة الدستور لمدة اسبوع واحد؟ \r\n \r\n ما الذي تريده الولاياتالمتحدة حتى يتحقق ذلك؟ ان الحاجة الملحة للولايات المتحدة هي عقد صفقة بين الغالبية الشيعية والأقلية السنية والأكراد تعمل على أخذ التأييد الشعبي بعيدا عن التمرد‚ أن أميركا بحاجة لأن ترى العراق يلتزم بالجدول الزمني الذي وصفته للموافقة على الدستور في اكتوبر وإجراء انتخابات جديدة في ديسمبر‚ \r\n \r\n الإدارة الأميركية تخطط للبدء بسحب القوات الأميركية في العام القادم وهذا يعتمد الى درجة كبيرة على إقرار الدستور وإجراء الانتخابات‚ \r\n \r\n هل بإمكان الأميركيين فعل ذلك؟ \r\n \r\n إن طلب اللجنة المكلفة بإعداد مسودة الدستور من الجمعية الوطنية الموافقة على تمديدتلك الفترة لمدة أسبوعا واحدا قد تجعل هذا الأمر مشكوكا فيه‚ \r\n \r\n إنها أول مرة يتخلف فيها العراقيون عن إنجاز شيء حدده لهم الأميركيون بتاريخ محدد ‚ \r\n \r\n أقر الدبلوماسيون الغربيون في مجالسهم الخاصة أنهم أعدوا أنفسهم لمثل هذا التأخير الذي قد يستمر حتى نهاية الشهر الجاري لم يكن يناسبهم أن يقولوا ذلك علنا لأسباب بديهية نفهمها‚ \r\n \r\n تأخير اسبوع لا يهدد الجدول الزمني للأميركيين ولكن على العراقيين الالتزام بهذا الاسبوع حتى لا يقلبوا الآمال الأميركية رأسا على عقب‚ إن للولايات المتحدة أسبابها الوجيهة التي تجعلها تتخوف من أن يصبح التأخير دائما في ظل استمرار الخلافات وعدم الثقة بين الشيعة والسنة والأكراد وهوأمر وارد على أية حال مما قد يجعل من عملية إقرار مسودة الدستور شيئا مستحيلا‚ \r\n \r\n هذا الشيء لو حصل سيؤدي الى فرط عقد الجمعية الوطنية ونسف الانتخابات‚ \r\n \r\n إن الحكومة العراقية الحالية ظهرت من رحم القانون المؤقت للبلاد الذي وضع في ظل الاحتلال‚ وهي حكومة يسيطر عليها الشيعة مرة أخرى‚ هؤلاء قد يسعون تحت وطأة الشعور بكونهم الغالبية الى إقراردستور يكون مقبولا لهم أكثر من غيرهم‚ \r\n \r\n إن هذا هو أسوأ سيناريو يمكن تصور حدوثه ولكن كما رأينا خلال الأشهر القليلة الماضية انخرط العراقيون في محاولة تسوية بعض القضايا المهمة غير الخلافية الى حد ما تاركين القضايا الكبرى للعرض لاحقا على الجمعية الوطنية من أجل مناقشتها وإقرار التشريعات المناسبة لها‚ \r\n \r\n بالنسبة للولايات المتحدة فإن هذا الشيء يعد أفضل بكثير من لا شيء‚ الحد الأدنى الذي تحتاجة الولاياتالمتحدة هو صفقة تبقي السنة على ظهر المركب وتبقي الدولة موحدة‚ \r\n \r\n ويبدو أن الولاياتالمتحدة شعرت بالارتياح عندما تخلى الشعية عن أملهم بإقامة دويلة لهم منفصلة في الجنوب ولكن في نفس الوقت كانت بالنسبة لهم أخبارا سيئة عندما أصر الأكراد على وجود مثل هذه الدويلة لهم في الشمال‚ \r\n \r\n خلف هذا الحد الأدنى فإنه يتوجب على الولاياتالمتحدة أن تتوصل بدورها الى حلول وسط بشأن ما تريده من الدستور العراقي‚ لقد توجب على الولاياتالمتحدة أن تقبل بوجود نفوذ لا يستهان به للاسلام في القانون الوطني وليس بوسعها فعل الكثير للحد من التأثير الذي سيحمله ذلك على حقوق النساء وخاصة قانون الأسرة والمحاكم الشرعية في الجنوب التي يمكن أن تصبح بديلا للمحاكم العلمانية‚ \r\n \r\n لقد كانت الولاياتالمتحدة ممتنة للسنة على مقاومتهم الشرسة في رفض المقترح الشيعي لجعل مجلس آيات الله فوق القانون الوطني فالكثيرون يرون في هذا الأمر مقدمة لإقامة حكم ديني على الطراز الإيراني‚ \r\n \r\n لقدتبقى هناك القليل من النفوذ الأميركي فيمايتعلق بإعداد الدستور ولم يعد هناك الكثير وكلما أصبحت الرغبة الأميركية في الخروج من العراق أكثر قوة تراجع نفوذها أكثر وكثر‚ \r\n