\r\n لقد كان السلام في آسيية اولوية نذرت لها نفسي علانية خلال حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي ، وبعد استلام حكومتي مقاليد السلطة في اكتوبر على ان الفرصة السياسية الحقيقية لاحت بشدة فقط بعد زلزال سونامي في ديسمبر فقد كان سكان آسيية في أمس الحاجة لاعادة بناء حياتهم وملوا ذلك الصراع الدموي من هنا فإن اتفاق السلام سيكون دعما كبيرا لاعمار آسيية ولذلك ، بعد سونامي ، سارعت بالدعوة الى وقف الصراع في آسيية ، وسعت لعقد جولات تفاوضية جديدة مع حركة آسيية الحرة وبفضل مساعدة جماعة مبادرة ادارة الازمات التي تتخذ من هلسنكي مقرا لها ، استجابت الحركة للدعوة ، وتم استئناف عملية السلام ، في قالب وموقع جديدين مختلفين عما سبق ، ولكن بنفس الهدف: السعي لحل يقيم السلام الدائم عبر الحوار. \r\n وما تم تحقيقه خلال الشهور القليلة الماضية هو ايضا تتويج لجهود الحكومات السابقة لايجاد تسوية سياسية لهذا الصراع الملتهب الطويل ، وقد تعلمنا كثيرا من انهيار المحاولات السابقة من اجل السلام ، وكان اتفاق السلام الذي وقع في هلسنكي نصرا لنا جميعا ، لكل الاندونيسيين الذين يثمنون السلام والوحدة الاهم من ذلك انه كان نصرا لسكان آسيية الذين عانوا كثيرا فلا غرو أن عبر هؤلاء في الاقليم وفي أرجاء اندونيسيا بصوت مسموع عن تأييدهم لاتفاق السلام ولا يزال امامنا طريق نمشيه فالاتفاق الذي وقعناه في هلسنكي يجب تنفيذه بإخلاص من الجانبين ، فقد تعثرت صفقات سلام سابقة بسبب انعدام الثقة المستمر وسوء التطبيق ، وقد أبعدنا ذلك عن المكان الذي كنا نقف فيه ؛ ولكن هذا الاتفاق مازال مجرد بداية لعملية معقدة ودقيقة تبدأ بنزع سلاح قوات حركة آسيية الحرة وسحب القوات الحكومية غير الضرورية وضباط الشرطة ، ونحن ننتظر من حركة آسيية الحرة ان تفي بتعهدها بالتخلي عن مطالبها للاستقلال مقابل مشاركتها الكلية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الاقليم وسيكون بداية ذلك المشاركة في الانتخابات المحلية لاختيار رؤساء وعمداء المناطق في ابريل من العام القادم في النهاية لن يكون لحركة آسيية الحرة وجود ، ولن يكون افرادها مسلحين ، بل سيحصل افراد الحركة على حقوق مكفولة في آسيية المستقل ذاتيا داخل اندونيسيا موحدة ومقيدا بدستورنا الوطني وسيكون ذلك نصرا كبيرا لاعادة البناء السياسي وسيعتمد نجاحها على القيادة القوية على الجانبين للمحافظة على العملية في مسارها. \r\n ورغم وجود شكوك لدى بعض الاطراف ، الا انه يجب توضيح ان القوات المسلحة الاندونيسية ملتزمة كليا بإنجاح اتفاق السلام ، وقد عادت مؤخرا كتيبة بحرية الى قاعدتها من آسيية ومع تحسن الوضع الامني ، وتسليم وتدمير اسلحة حركة آسيية الحرة ، سيعود المزيد من الجنود خلال الاسابيع القادمة. \r\n لقد ضحى الكثير من خيرة جنودنا بأرواحهم من اجل آسيية ، وكان تكريما لهم ان نكافح للتوصل لهذا الاتفاق الذي يعزز وحدة اراضي اندونيسيا ويمنع إراقة المزيد من الدماء انه سلام مشرف وعادل. \r\n ان السلام في آسيية يجب ان ينظر اليه في سياق مساعينا المتواصلة لتحسين الوحدة الاندونيسية ويتوجب ان يكون احد مهامنا المقبلة ايجاد حل دائم لمشاكلنا في بابوا ، على الطرف المقابل من الارخبيل لقد احتاج اتفاق آسيية مقاربة متكاملة وتم التوصل اليه فقط بعد سنوات من استخدام القوة العسكرية الحال في بابوا مختلف تماما ، حيث الحل السياسي ، القائم على حكم ذاتي خاص ، اسهل كثيرا في الحصول عليه ، ونأمل أن يتم ذلك قبل احتفالات اندونيسيا باستقلالها العام القادم. \r\n مع اجواء الاحتفال بمرور ستة عقود على استقلالنا في 17 اغسطس ، يشعر الاندونيسيون بالامتنان ان بلدهم الواسعة ظلت سليمة ، وبالطبع هناك طرق كثيرة للحفاظ على وحدة الارض ، والان لدينا فرصة ذهبية كي نغير آسيية الى الافضل ، ولا نستطيع تحمل تبعات تبديدها ، لأنها فرصة من اجل سلام دائم لا تتكرر كثيرا في التاريخ. \r\n \r\n \r\n سوسيلو بامبانغ يودويونو \r\n رئيس اندونيسيا \r\n خدمة إنترناشيونال هيرالد تريبيون - خاص بالوطن