كما هو معلوم فإن لأوروبا مصالح استراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية في آسيا ولا يمكن بحال لأي طرف من الأطراف أن ينكر تداخل وتشابك المصالح الاستراتيجية للطرفين أو أن يتجاهل ما يحدث في الساحات الخلفية لكل منا . \r\n من بين الأدلة الواضحة على التعاون والمساعدة التي تقدمها أوروبا لآسيا لجنة المراقبة المُزمع إرسالها إلى إقليم بنده آسييه في اندونيسيا وهى اللجنة التي جاءت استجابة من دول الاتحاد الأوروبي للدعوة التي وجهتها الحكومة الاندونيسية للحكومات الغربية بالمساعدة في تنفيذ اتفاق السلام المُقرر توقيعه في 15 أغسطس القادم . اتخذ وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي قرارا في الاجتماع الذي تم في 18 يوليو في هلسكنكي بالموافقة من حيث المبدأ على المشاركة في مثل هذه اللجنة . \r\n بالنسبة لي فأنا أؤيد بشكل كبير مشاركة الاتحاد الأوروبي في هذه اللجنة لأن هذه اللجنة لن تساعد فقط في ضمان تحقيق الأمن والسلام في منطقة مشتعلة بالصراعات ولكنها ستساعد كذلك في التأكيد على أن أوروبا مهتمة بشكل جدي بتحقيق الأمن والاستقرار في آسيا . التزام أوربا تجاه آسيا كان واضحا في السنة الأخيرة في استجابة اوروبا السريعة لما حدث في سونامي . ليس هناك اختلاف على أن الكارثة حلت في دول آسيا ولكن أوروبا أيضا تأثرت كثيرا من هذه الكارثة لأن الكثير من الأوربيين كانوا من بين ضحايا سونامي . المساعدات التي قدمتها اوروبا إلى آسيا كانت سريعة وسخية واشتملت على هبات ومنح ومساعدات في صور عدة . تشير الإحصاءات بأن المساعدات التي تم تقديمها من دول أوروبا هى أكبر المساعدات التي تلقتها دول آسيا في كارثة سونامي ولذلك فأنا فخور بما حدث وما يحدث حتى الآن . من المقرر أن يبحث المشاركون في المنتدى تعزيز سبل التعاون بين أوروبا وآسيا وهو الاتجاه الذي أرى أنه حتمي وضروري وخطوة إيجابية على الطريق الصحيح . \r\n أبدت دول الاتحاد الاوروبي استعدادها لتقديم خبرتها في مثل هذه الموضوعات كما أني أؤيد تطوير قمة دول شرق آسيا التي ستجتمع للمرة الاولى في كوالالمبور في ديسمبر القادم والتي سيعتمد نجاحها إلى حد بعيد على النجاح الذي سيتحقق في منتدى الآسيان . أعلنت أوروبا أنها مهتمة بشكل كبير بتطوير هذه المجموعة الجديدة وفي الوقت الحالي أناقش مع المسؤولين في آسيا سبل تعزير التعاون بين قمة الآسيان والاتحاد الأوروبي . هناك تعاون قائم بين الاتحاد الأوروبي وآسيا من خلال الاجتماع الآسيوي الأوروبي الذي قام بالعديد من المنجزات في مجال تعزيز التعاون المالي والاقتصادي . علاوة على ذلك فإن دول الاتحاد الأوروبي حريصة على تطوير منظمة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي ومنظمة شنغهاى في وسط آسيا ومنتدى جزر المحيط الهادئ . باختصار فأنا أرحب بقوة بأي نمو يطرأ على المنظمات الاقليمية في آسيا . \r\n من بين الموضوعات التي سيتم مناقشتها في المنتدى الهجمات الإرهابية المتصاعدة وتفجيرات السابع من يوليو في لندن وهى التفجيرات التي أكدت أن أوروبا ما زالت تحت خطر الإرهاب وأن الخلايا الإرهابية لا تزال ناشطة في آسيا وأوروبا وأن هناك رابطة بين هذه الخلايا . سوف أناقش مع شركائنا الحاجة إلى الاستمرار فيما نقوم به من إجراءات لمواجهة هذا التهديد . \r\n ما نقوم به لا يجب أن يقتصر على الاجراءات المعتادة ضد الارهابيين وخلاياهم ولكن لا بد أن يكون هناك تحرك أوسع لاجتثات الإرهاب من جذوره عن طريق نشر المفاهيم الصحيحة والوسائل الأخرى . \r\n كان العام الماضي , من زوايا عدة , عاما جيدا بالنسبة للاتحاد الأوروبي حيث زاد عدد الدول المنضمة إلى الاتحاد من 15 إلى 25 وكل هذه الدول تقدر الآن قيمة هذا التعاون بل وعلى الرغم من قلة الفترة إلا أن غالبية الدول التي انضمت تذوق حاليا ثمرة هذا الانضمام . لقد حاولنا من خلال صياغة الدستور الموحد أن نصل إلى إطار عمل موحد ولكن رفض الناخبين في فرنسا وهولندا كان انتكاسة بالنسبة لنا ومع ذلك بمنتهى الصراحة فإن ذلك لا يعد رفضا للاتحاد الأوروبي ككل وقد أظهرت الاستطلاعات أن غالبية الاوربيين يؤيدون العمل مع الاتحاد الأوربي في نواح عدة ولكنهم يفضلون أن يُترك لكل دولة مسألة السياسات الأمنية والسياسات الخارجية ولذلك فإن الخيار المتاح أمامنا هو أن نحشد مواردنا ونصل إلى رسالة موحدة في البلقان وفي اوكرانيا وإيران والقوقاز وفي فلسطين وأفغانستان وافريقيا . نحن الآن نستعد لأن نلعب دورا في آسييه ولذلك ليس هناك شك من قيام دول الاتحاد الأوروبي بتأصيل التعاون فيما بينها ولكن تواجدها على الساحة الدولية سوف يكون أقوى وأكبر في هذا العام مقارنة بما كان عليه الحال في الأعوام السابقة . \r\n \r\n خافيير سولانا \r\n المنسق العام للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي . \r\n انترناشيونال هيرالد تربيون - نيويورك تايمز - خاص ب(الوطن) .