\r\n والكتاب الابيض الذى يتضمن موقف الحكومة الاسترالية من الإرهاب وعنوانه «الإرهاب العابر للحدود القومية: ما يمثله من تهديد لاستراليا» يحدد طبيعة التهديد الإرهابي وابعاده الدولية بالنسبة الى استراليا ومصالحها وكيفية استجابة الحكومة له. فنحن نرى ان هذا التهديد امر معقد ومتطور وقابل للاستمرار لسنوات عدة، رغم ما تم تحقيقه من تقدم في القبض على الإرهابيين وتفكيك شبكاتهم. \r\n \r\n والإرهاب بشكله الجديد والمؤثر يضطلع به متطرفون مسلمون تعتبر اهدافهم واساليبهم غريبة على الغالبية العظمى من محبي السلام. فهو لا يعرف الحدود الجغرافية ولا الاخلاقية. ولا يحد الاهداف التي يتخذها الإرهابيون ولا نطاق المجازر التي يرتكبونها، الا الاسلحة التي يمكنهم الحصول عليها والفرص التي تكون متاحة لهم. لذا تتطلب مواجهة هذا التحدي ردود فعل جديدة ومبتكرة وصارمة من جانب استراليا والمجتمع الدولي. \r\n \r\n فالتعاون الدولي القوي والفعال ضروري لذلك، لانه لا يمكن لدولة بمفردها ان تواجه التهديد الذي يمثله الإرهاب العابر للحدود القومية. وعلينا ان نستمر في اتباع اجراءات صارمة في مكافحة الإرهاب وان تتم مطاردة الجماعات المتطرفة التي تقوم بهجمات ارهابية بكل تصميم وبلا هوادة. وعلى التحالف الدولي ضد الإرهاب الوقوف بصلابة في مواجهة تهديدات واعمال الإرهابيين العنيفة. ومن الحيوي ان يكون هناك التزام سياسي واضح في هذا الشان مدعماً بالطاقة والموارد اللازمة. \r\n \r\n وتعمل استراليا بصورة لصيقة مع شركائها الدوليين على مكافحة التهديد الإرهابي القائم وقمع مثل هذا التهديد على المدى الطويل. فهي تساند بقوة ما تقوم به هيئة الاممالمتحدة والاجهزة الاخرى المتعددة الاطراف لمكافحة الإرهاب. فاستراليا نشطة في تاييد اجراءات منع الانتشار، مثل مبادرة نشر الامن التي تعد وسيلة عملية مهمة في الحيلولة دون وصول تكنولوجيا اسلحة ومواد الدمار الشامل الى ايدى الإرهابيين. اما في منطقتنا فإننا نسهم لأقصى حد في الحرب ضد الإرهاب. \r\n \r\n وبعد قرابة العامين من الهجوم الذي وقع في بالي، اضحى تعاون استراليا مع شركائها الاقليميين قوياً اكثر من اي وقت مضى. فشبكتنا المكونة من تسعة اجراءات ثنائية مضادة للارهاب تستند الى تعاون عملي على المستوى الاجرائي بين الشرطة والاستخبارات وادارات الحدود والهيئات الاخرى. كما تدعم الاجراءات التي تهدف الى تقوية قدرة دول المنطقة على مكافحة الإرهاب. والتعاون غير المسبوق بين استراليا واندونيسيا في محاكمة من قاموا بتفجيرات بالي تبرز قيمة تلك الاجراءات. \r\n \r\n وتلعب المنظمات الاقليمية دوراً قيماً في تقوية دفاعات دول المنطقة المضادة للارهاب. وبالنظر الى الكلفة الاقتصادية للارهاب، اصبحت منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا - المحيط الهادي منتدى مهماً لمناقشة التعاون في شان الموضوعات المتعلقة بالإرهاب وبصفة خاصة مشكلات جوهرية مثل امن النقل وادارة الحدود. ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومنتدى «آسيان» الاقليمي ومجموعة آسيا - المحيط الهادي الخاصة بغسيل الاموال، كلها مبادرات مساعدة مضادة للارهاب. وسيزيد مركز جاكارتا للتعاون من اجل تنفيذ القانون الذى انشئ اخيراً، بمبادرة مشتركة من استراليا واندونيسيا، من قدرة الاقليم على مكافحة الإرهاب والجرائم الاخرى العابرة للحدود. وفي منطقة المحيط الهادي، يساعد منتدى جزر المحيط الهادي على تطبيق نظم قانونية وادارية مضادة للإرهاب في دول المحيط الهادى. \r\n \r\n وفى حين يعد التعاون الامني امراً مهماً في الوقت الحالي، فإن النجاح على المدى البعيد في الحرب ضد الإرهاب سيتوقف على كسب معركة الافكار. ذلك ان ايديولوجية التطرف لدى الإرهابيين هي في صميم الخطر الإرهابي المعاصر. علينا ان نتحدى الافكار التي يستخدمها الإرهابيون لتبرير اعمالهم. والمجتمعات الإسلامية في كل انحاء العالم عليها القيام بدور مهم في انكار شرعية الإرهابيين، وانا احثهم على اعلاء صوتهم، مثلما يفعل بعض منهم، في ادانة الإرهاب بلا تحفظ. \r\n \r\n وكجزء من جهودنا في زيادة فهم العالم للدين والثقافات، كعنصر مهم في الكفاح ضد الإرهاب، اتفقت مع وزير خارجية اندونيسيا، حسن ويراجودا ، على اقامة حوار للأديان يشارك فيه علماء دين من كل انحاء الاقليم. هذه المبادرة تكمل برامج استراليا الاخرى التي تهدف الى تقوية الروابط بين منظمات التيار الإسلامي الرئيسي في الاقليم. \r\n \r\n ستستمر الحكومة الاسترالية في البحث عن طرق اخرى لمواجهة الإرهابيين وتحدي الافكار التي يمثلونها. ونحن ملتزمون هذه المعركة ومواصلة جهودنا من اجل اقامة تعاون فعال ضد الإرهاب مع جيراننا ومع شركائنا الدوليين الآخرين. ولدينا التزام تجاه الشعب الاسترالي ومسؤولية بصفتنا عضوا في المجتمع الدولي بالقيام بذلك. ان منع الإرهابيين من الانتصار وضمان السلام والاستقرار العالميين لهو امر ننشده جميعاً. \r\n \r\n * وزير خارجية استراليا \r\n \r\n