ولكن الخبر الجيد هو أن الغواصات الأميركية والسوفيتية لم تعد تلعب هذه اللعبة الخطيرة . وفي الحقيقة , فإن غواصات نووية قليلة تغادر حتى قواعدها العسكرية بسبب ضغوط الميزانية , وضعف الصيانة وانخفاض مستويات الاستعداد والجاهزية ! وهي نفس العوامل التي أدت إلى الطلب من الأجانب إنقاذ الغواصة الصغيرة . وفي هذا الشهر نحيي أيضا الذكرى السنوية الخامسة لعملية الغرق المأساوية للغواصة كورسك مع 118 بحارا على متنها , وهو حادث يرمز إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجهها البحرية الروسية . ومن جملة أكثر من 300 غواصة و83 غواصة صاروخية كانت في الخدمة في ذروة الحرب الباردة , هناك حفنة منها فقط هي التي مازالت قادرة على إنجاز مهماتها المتعلقة بالحرب الباردة . ومعظمها لن تعود أبدا للبحر . ولكن الخبر السيئ هو ان بقايا هذا الأسطول البحري الكبير مازالت تشكل مخاطر أمنية كبرى . فالسفن الصاروخية الاستراتيجية يمكن أن تفجر أو تطلق حمولتها وتضرب مئات المدن الأميركية بينما تكون مرابطة في مراسيها .وقد ظلت الولاياتالمتحدة تعمل لأكثر من عقد من الزمان على تفكيك هذه الغواصات الصاروخية من خلال برنامج نان-لوغار التعاوني للحد من التهديد البحري . وقد فكك البرنامج , الذي يعمل بعيدا عن الأنظار إلى حد كبير , 28 غواصة صاروخية تحمل 543 صاروخا قادرا على ضرب أميركا بآلاف الرؤوس الحربية . ويخطط البرنامج لتدمير 12 غواصة أخرى بها 169 صاروخا في السنوات القادمة . وفي اللحظة الراهنة , يتم تفكيك غواصتين حاملتين لصواريخ باليستية من طراز تيفون . ولمن لا يعلم , فإن الغواصة تيفون, وهي أكبر غواصة تم بناؤها على الإطلاق , يمكنه حمل 20 صاروخا , كل منها به 10 رؤوس حربية مستهدفة بشكل مستقل . وغواصة واحدة قادرة تماما على ضرب 200 هدف بقوة تفجيرية إجمالية أكبر من كل القنابل التي أسقطت في الحرب العالمية الثانية . وبينما كانت الولاياتالمتحدة تركز على غواصات الصواريخ الباليستية , تعامل حلفاؤها مع غواصات الغرض العام التي أحالتها روسيا إلى التقاعد ولكنها لا تستطيع تحمل تفكيكها. وعلى الرغم من عدم قدرتها على إطلاق صواريخ باليستية , إلا أن هذه الغواصات تشكل مخاطر بيئية ومخاوف نووية بسبب مفاعلاتها النووية , كما أن احتمالية حملها لأسلحة تقليدية على متنها مازالت قائمة , وكذلك إمكانية غرقها . ومن بين الغواصات النووية الصاروخية الاستراتيحية وغواصات الغرض العام وعددها 193غواصة والتي أحالتها روسيا إلى التقاعد , تم تفكيك 94 غواصة منها بالفعل . ووتقوم كل من النرويج وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان حاليا بتفكيك 37 غواصة في مواقع على امتداد شمال غربي روسيا وفي الشرق الأقصى بموجب الشراكة العالمية لمجموعة الثماني ضد أسلحة الدمار الشامل . وستخصص الشراكة 20 مليلر دولار على مدى 10 سنين للتخلص من أسلحة الدمار الشامل . وفي الوقت الذي نحقق فيه تقدما , فإن الوقت ليس في جانبنا . فكلما طال الوقت الذي نستغرقه لأداء المهمة , كلما كبر احتمال تعرض واحدة أو أكثر من تلك السفن لحادثة مهلكة أو عمل عدائي . ونحن جميعا يمكنا عمل المزيد . ومن جانبها , يجب على روسيا أن تزيل العوائق القانونية لبدء مشروعات جديدة والاستمرار في العمل . وعلى المتعاونين مع أميركا في الشراكة العالمية أن يضاعفوا من جديد الجهود لتحويل الوعود السخية إلى مشاريع عمل حقيقية . وقد ذكرت من جديد وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مساندة الرئيس جورج بوش القوية لبرنامج نان-لوغار, كما أن الإدارة الأميركية تدعم دعما كاملا تشريعا , حاز موافقة الكونجرس مؤخرا , لتقوية وتعزيز برامج تفكيك الغواصات النووية وأسلحة الدمار الشامل وإعطاء الرئيس مرونة أكثر في الوفاء بأهداف التفكيك . إن العالم سيكون مكانا أكثر أمنا عندما يتم التخلص من هذه الغواصات . ونحن لدينا فرصة للحد من التهديد من أسلحة الدمار الشامل المتعلقة بالحقبة السوفيتية . ولايمكن للولايات النتحدة ولحلفائها ولروسيا أن تسمح لهذه الفرصة بالضياع . \r\n \r\n ريتشارد لوغار \r\n رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي \r\n خدمة إنترناشيونال هيرالد تريبيون - خاص ب(الوطن)